روناهي/ برخدان جيان ـ يأتي عيدٌ أخر على مهجري كري سبي، وهم في خيام التهجير، بعد أن خاب أملهم بتطبيق بنود الاتفاقية الموقعة مع سلطة دمشق ” للعودة الآمنة” إلى ديارهم على وقع الفوضى والفلتان الأمني والاقتتال المستمر، بين مرتزقة تركيا في ديارهم المحتلة، مجددين مطالبتهم بتطبيق اتفاقية العودة الموقعة وتوفير أسبابها الآمنة والطوعية.
يقبل عيد الأضحى المبارك على مهجري مخيم كري سبي، حينما هجرهم المحتل التركي في التاسع من شهر تشرين الأول 2019، وكانوا ما يقارب 100 ألف من سكان مدينة كري سبي وأريافها الذين لا يزالون يتوزعون على أغلب مدن ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا، بينهم أكثر من 7000 مهجر لازالوا يقطنون مخيم كري سبي (ريف الرقة الشمالي).
ومنذ ذاك التاريخ يُمارس المحتل ومرتزقته، انتهاكاتهما في عموم المناطق المحتلة ومن ضمنها مدينة كري سبي، كان آخرها منذ أيام، حيث شهدت بلدة سلوك المحتلة التابعة لـ (كري سبي المحتلة) مواجهات دامية بين قبيلة النعيم العربية ومرتزقة تركيا، التي أدت إلى قتلى وجرحى بين الطرفين على خلفية تدخلات المرتزقة وممارساتهم اللاأخلاقية بحق من تبقى من الأهالي.
وكان مهجرو كري سبي، أبدوا تفاؤلهم بتوقيع اتفاقية بين قوات سوريا الديمقراطية وسلطة دمشق، في العاشر من شهر آذار المنصرم، تتضمن عدة بنود من ضمنها ضمان عودة المهجرين والنازحين الذين هجروا جراء الاحتلال التركي لمدنهم وقراهم.
ولاقى هذا الاتفاق ترحيب من المهجرين والنازحين عن ديارهم في عموم مخيمات التهجير المنتشرة في مدن ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ومن ضمنهم مهجرو مخيم كري سبي الذين يُعانون ظروفاً معيشية صعبة عقب تهجيرهم من ديارهم وتركهم مصادر دخلهم.
تطبيق “اتفاقية العودة” مسؤولية سلطة دمشق
وحول آمال العودة وحرمانهم من “العيد ” في ديارهم المحتلة، يقول المهجر سعيد العمر: “كنا نأمل أن تطبق بنود الاتفاقية الموقعة بين قوات سوريا الديمقراطية وسلطة دمشق، والمساهمة بعودتنا إلى مدينتنا كري سبي التي هجرنا منها المحتل التركي عقب احتلاله، ولكن خاب أملنا في أن نعيش طقوس عيد الأضحى في ديارنا المحتلة”.
وأضاف: “أعتقد بأن ضمان عودتنا إلى ديارنا هو مسؤولية سلطة دمشق والمفروض أن تولي اهتمامها في إخراج المحتل التركي من ديارنا، الذي لازال يثبت قواعده الاحتلالية في ديارنا، لذلك يجب أن تلتزم سلطة دمشق بمهامها الدستورية وأن تطبقها على أرض الواقع”.
وبيّن العمر، بأن حياة المخيمات والتهجير حياة صعبة للغاية: “نحن لم نفقد الأمل في بادرة لحل كل الخلافات العالقة بين السوريين، وإجبار المحتل على الخروج من أرضنا”.
عيدٌ آخر بطعم الصمود وآمال العودة
من جانبها، أكدت المهجرة “زليخة محمد” بأنه العيد العاشر، الذي يمر وهم مهجرون من ديارهم، وتأمل بأن تلتزم كافة الأطراف ببنود الاتفاقية بما يحقق مساعي السلام والتعايش، وخاصة مع تربص المحتل التركي بكل فرص إحلال السلام بين السوريين ولتكريس التغيير الديمغرافي وتتريك مدينتهم المحتلة.
وأردفت: “على الرغم من واقع التهجير المفروض، إلا أننا صامدون وصابرون على كل المعاناة وسنقوم بتحضير طقوس العيد وممارستها بكل تفاصيلها”.
وأنهت المهجرة زليخة محمد حديثها: “دفعنا فاتورة قاسية للغاية، ثمناً للعيش بكرامة وحرية بسبب المحتل، وممارسات مرتزقته اللاإنسانية، ونأمل بأن تكون ثمرة المعاناة والصبر طريقاً للخلاص والعودة الآمنة الكريمة الى الديار، وعلى سلطة دمشق تطبيق بنود اتفاقية العودة لكافة المهجرين السوريين”.