سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الكومين ودوره الريادي في تنظيم المجتمع

تقرير/ إيفا ابراهيم –

روناهي/قامشلو- أصغر خلية مجتمعية تعيش في جغرافية المنطقة محددة كالحارات أو الأحياء أو القرى الصغيرة لتنظيم الحياة الاجتماعية، وإيجاد الحلول لكافة مشاكلهم وتأمين المستلزمات اللازمة لسكان الحي وهو ما يسمى بالكومين.
منذ بداية الثورة في روج آفا تشكلت الكومينات في كل حي فعمل الكومين يشبه عمل مجلس الشعب، ولكن بطريقة مختلفة ليكون الخلية الأصغر لتقديم أسهل وأسرع ولتنظيم الحياة الاجتماعية ليكون المجتمع قادراً على إدارة نفسه بنفسه عن طريق لجان مختصة في كافة المجالات.
 الكومين يتألف من مجموعة من أبناء الحي أو القرية يقومون بإدارة أمورهم الحياتية ومعالجة مشاكلهم من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية والأمنية، وليس فقط لتأمين المستلزمات اللازمة بل له الصلاحيات المطلقة لأخذ القرارات التي تهم مصالح الحي، باعتبار أعضاء الكومين من سكان الحي، ويعرفون بعضهم البعض ويعرفون متطلبات الأهالي ومشكلاته.
عمل كل لجنة ضمن الكومين
ولتسليط الضوء على لجان الكومينات ومعرفة عملهم بالتفصيل زارت صحيفتنا روناهي كومين الشهيدين مصطفى الأومري ومحمد حسين في الحي الغربي، والتقينا مع الرئيس المشترك للكومين محمد أحمد والذي حدثنا قائلاً: “الهدف من تشكيل الكومينات في كل منطقة هو تنظيم الحياة الاجتماعية ومعالجة مشاكلهم بالإضافة إلى تامين المستلزمات اللازمة لأهالي الحي ضمن جغرافية الكومين، فهنالك العديد من اللجان المفعلة ضمن الكومين ومنها (لجنة الخدمات – لجنة المرأة – لجنة الصلح – لجنة الحماية – لجنة التدريب والتوعية)؛ لجنة المرأة مكونة من ثلاثة نسوة يقومون بحل جميع القضايا المتعلقة بالمرأة، ولجنة الصلح تم تشكيلها من قِبل ثلاثة أشخاص هم أبناء الحي نفسه كونهم يعرفون سكان الحي فيقومون بحل جميع مشاكل (كمشاكل عائلية أو الخلافات المادية وغيرها)، أما بالنسبة للجنة الحماية فتتكون من أربعة أشخاص ويقومون بحماية كامل الحي التابع للكومين في الليل بالإضافة إلى تأمين الحماية أثناء حل القضايا، وذلك لمنع حدوث أي مشكلة من قِبل الطرفين، وبالنسبة للجنة الخدمات يقومون بتأمين كافة الحاجات الخدمية سواء من توزيع المازوت أو مواد إغاثية وغيرها، وأخيراً لجنة التدريب والتوعية المكونة من أربعة أشخاص فيقومون في كل خمسة عشر يوم بتجميع أهالي المنطقة ضمن الكومين لإعطاء المحاضرات ودروس توعوية.
ونوه أحمد بأن العمل ضمن الكومين ينفذه الجميع بشكل طوعي لكنهم متأملين في الأيام المقِبلة بأن يتم تحديد مبلغ مادي يساعدهم في إعالة عوائلهم.
تفعيل لجنة الإسعافات الأولية
كما أكد لنا أحمد بأن الكومين يخطط لتجهيز منزل صغير في الحي ضمن جغرافية المنطقة لتشكل ضمنها لجنة الإسعافات الأولية وتأمين كافة الأدوية اللازمة للحالات الطارئة، والآن هناك أربعة أشخاص تحت التدريب يتلقون دورات الإسعافات الأولية وذلك للاستعداد لحدوث أي طارئ في منطقتنا.
حمينا وسنحمي مناطقنا من الاحتلال
كما وأوضح لنا أحمد موقفه حيال التهديدات التركية والتي لا تزال المستمرة وقال: “أن السبب من هذه التهديدات هو أن مناطق شمال وشرق سوريا ومنذ بداية الثورة السورية أثبتت بأنها قادرة على حماية شعبها ومحاربة القوى الظلامية وحافظت على أمن منطقتنا وإدارة نفسها بنفسها، بالإضافة إلى استقبالها الآلاف من اللاجئين من غير المناطق وحمايتهم”.
وشدد بأن ما تفعله دولة الاحتلال التركي بحق الدول المجاورة لها هو خرق للقانون الدولي، فليس من حقها احتلال المناطق المجاورة لها، وبأن الشعب في الشمال والشرق السوري من جميع شعوب المنطق من (كرد – عرب – سريان ) متعايشة ومتكاتفة ويقفون يداً واحدة ضد هذه التهديدات”.
وأضاف: “لن ننسى عفرين عندما اعتدت عليها الدولة التركية وارتكبت الجرائم والقتل والنهب والتهجير والاغتصاب بحق شعبها والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، فهذه التهديدات ستزيد من تقوية الإرهاب في مناطقنا وسيتعرض المدنيين للخطر، ونحنُ ككومين نرفض هذه التهديدات كون منطقتنا منطقة آمنة ومتعايشة بسلام”.