قامشلو/ جوان محمد ـ بعد أن فقدنا طفل بعمر الزهور في أحد المسابح بمدينة الحسكة؛ جاءنا قرار من المجلس الرياضي في مقاطعة الجزيرة بالالتزام بوجود مُنقذ في المسابح، وإلا سوف يتم إغلاق المسبح. ولكن؛ هل كل قرار يحتاج أن نشهد مصيبة وفقدان ضحايا حتى يصدر؟
قبل فترة كتبنا عن قضية هامة وهي عدم السماح بدخول السلاح إلى الملاعب لأي شخص كان، لأنه في حال حدوث أي إشكال داخل الملعب لا أحد يعلم إلى ماذا ستؤول الأمور؟، وركزنا أنه يتطلب أن يطبق القرار وهو بعدم السماح بدخول الأسلحة للملاعب وذلك قبل حصول أي شيء لا تُحمد عقباه.
ومؤخراً توفي طفل يبلغ من العمر 12 عاماً غرقاً، داخل أحد المسابح في حي المفتي بمدينة الحسكة. وبحسب ما أفاد به أحد أقارب الطفل لإذاعة محلية، فإن الطفل من حي العزيزية في مدينة الحسكة، وكان قد قصد المسبح برفقة مجموعة من أصدقائه للسباحة، إلا أن غياب وجود منقذ في المكان، وفقاً لرواية العائلة، أدى إلى غرقه ووفاته.
وبعدها أصدر المجلس الرياضي في مقاطعة الجزيرة قراراً يُلزم كل المسابح بالمقاطعة بوجود منقذ يحمل شهادة إنقاذ معتمدة، وفي حال عدم وجوده سيتم إغلاق المسبح.
إن عملية وفاة الطفل فتحت الباب أمام قضية عدم وجود منقذ فقط، ولكن ماذا عن نظافة المياه وتعقيمها؟ فليس بالضرورة أن يموت الطفل الذي يسبح حتى نصدر قراراً بهذا الصدد، بل كان يتطلب تدارك الموقف والقيام بجولات ميدانية دائمة على المسابح والكشف عليها من ناحية النظافة والمياه وتعقيهما، فغير وجود منقذ يُتطلب الكشف على نظافة المياه لأنه في حال دخلت المياه إلى جوف الطفل فقد يؤدي إلى تسممه مائياَ وبالتالي قد يؤدي ذلك للوفاة أيضاً، علماً لا نعلم كيف سمح ضمير صاحب المسبح في السماح للأطفال بالسباحة ولا يوجد لديه منقذ؟ وهذا لا ينفي التقاعس الذي يحصل من الجهات المعنية أيضاً كونهم جزءاً من حصول الكارثة التي أودت بحياة هذا الطفل.