يُعدّ سوق الهال المركزي في مقاطعة الرقة شرياناً حيوياً لتوزيع الخضروات والفواكه في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، ومصدر دخل أساسي لمئات العائلات في المقاطعة.
يقع سوق الهال في مدينة الرقة، في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة، بالقرب من نهر الفرات، ويُعد المركز الرئيس لتوريد وتصدير الخضروات المحلية والمستوردة، ويضم أكثر من 60 محلاً تجارياً مختصاً ببيع الخضروات والفواكه بالجملة.
ولا يقتصر دوره على تلبية حاجات السكان فحسب، بل يُعدّ مركزاً تجارياً نشطاً، ومحوراً أساسياً لانطلاق المحاصيل إلى باقي الأسواق في المنطقة، كما يوفّر أكثر من 250 فرصة عمل مباشرة للعمال والباعة وسائقي الشاحنات، برواتب متفاوتة تتأثر بحجم العمل اليومي.
السوق الأكبر والأكثر تأثيراً
ويُعد سوق الهال في الرقة الأكبر والأهم في المنطقة، حيث تصل إليه يومياً أطنان من الخضار والفواكه المتنوعة، سواء من المزارع المحلية أو من مناطق داخل سوريا، بالإضافة إلى بعض المنتجات المستوردة. ويعمل فيه عدد كبير من العمّال، مثل عمّال التحميل والتنزيل، وسائقي النقل، والباعة، برواتب تتراوح عادةً بين 50,000 إلى 100,000 ليرة سورية يومياً، تبعاً لحجم البضائع المتداولة ومدى الحاجة للعمالة وفقاً لقانون العرض والطلب.
مواسم الخير.. أسعار أرخص
وخلال فصلي الربيع والصيف، تشهد الأسعار انخفاضاً ملحوظاً، ويُعزى ذلك إلى نضوج المحاصيل في مزارع الرقة، الطبقة، ودير الزور، ما يؤدي إلى وفرة المعروض. كما أن تقليص الحاجة لنقل البضائع مسافات طويلة يقلل تكاليف الشحن، فينعكس ذلك إيجاباً على الأسعار النهائية للمستهلك، حيث تصبح المنتجات المحلية أرخص بكثير من تلك التي تُنقل من مناطق بعيدة.
حميد العبدول المعروف بلقب “أبو عزيز”، وهو أحد تجار الجملة؛ قال: “سوق الهال هنا ليس مجرد مكان بيع وشراء، هو عصب المنطقة كلها”.
وتابع: “نستلم البضائع من المزارعين مباشرة ونوزعها على الأسواق الفرعية والباعة الجوالين، ومع مواسم الحصاد الربيعية والصيفية تغمرنا الخيرات من المزارع القريبة وهذا ما يجعل الأسعار تكون مقبولة للمستهلك وتشجع الحركة التجارية لدينا بشكل كبير”.
وأضاف: “نستورد أيضاً من داخل سوريا، وسوق الهال صار مركزاً رئيساً لتوزيع الخضار بكل مناطق شمال وشرق سوريا”.
إحصائيات يومية تقريبية من السوق
ويدخل إلى سوق الهال في مقاطعة الرقة يومياً كميات جيدة من الخضار والفواكه، حيث أن السوق يستقبل:
ـ بطاطا: حوالي 100 طن (السعر: 2800 – 3500 ل.س)
ـ بندورة: 100 طن (السعر: 5000 ل.س)
ـ خيار: 100 طن (السعر: 1000 – 1200 ل.س)
ـ باذنجان: 50 طناً (السعر: 4500 – 6000 ل.س)
وغيرها من الفواكه والخضروات والتمور.
“عبد العبو“، عامل في السوق منذ سنوات، تحدث عن عمله: “العمل متعب، لكن هو مصدر رزقنا الرئيس لي وللعديد من زملائي”.
وذكر: “الأجرة اليومية تتأثر بالحركة والكميات الموجودة، أحياناً تكون جيدة وتصل إلى 100 ألف ليرة سورية وأحياناً تكون أقل بكثير، لكن دائماً هناك عمل وخاصة في مواسم الخير والإنتاج”.
ويبقى سوق الهال في الرقة مرآةً لنشاط القطاع الزراعي، ومصدر أمان غذائي وفرص عمل لمئات الأسر، كما يُجسّد العلاقة الواضحة بين وفرة الإنتاج المحلي وتراجع الأسعار لصالح المستهلكين.
وكالة هاوار للأنباء