الطبقة/ عبد المجيد بدر – أكد إداري صوامع البو عاصي في مقاطعة الطبقة عدنان السكران، إن الصوامع جاهزة لاستقبال محصول القمح لموسم 2025، بعد أكثر من شهر من أعمال الصيانة والتجهيز المكثف.
تستعد صوامع ومراكز الحبوب في إقليم شمال وشرق سوريا لاستقبال محصول قمح يُقدّر بنحو 350 ألف طن لموسم 2025، موزعة بين مقاطعة الجزيرة والرقة والطبقة ودير الزور. وتُعتبر صوامع البو عاصي من أهم مراكز التخزين في الطبقة، حيث تبلغ سعتها الإجمالية حوالي 100 ألف طن، منها 60 ألف طن مخزون من الأعوام السابقة، ما يجعل السعة المتاحة لاستقبال المحصول الجديد نحو 40 ألف طن فقط، وهو ما يشكل تحدياً في إدارة عملية التخزين، وكانت الصوامع قد استقبلت في موسم العام المنصرم 2023 ـ 2024 نحو 45 ألف طن من محصول القمح.
ضغط الموسم وإدارة دقيقة
وفي هذا الصدد؛ أوضح إداري صوامع البو عاصي في مقاطعة الطبقة “عدنان السكران” في بداية حديثه: “ضغط الموسم الحالي على السعة التخزينية يتطلب إدارة دقيقة وتنظيماً محكماً لتفادي أي خسائر أو تأخير في الاستلام”.
وأشار إلى أن الصوامع تستقبل محصول القمح من مناطق الطبقة وريفها، بالإضافة إلى مناطق دبسي، مسكنة، ودير حافر.
أزمة زراعية خانقة
ويأتي هذا التراجع الكبير في إنتاج القمح وسط أزمة زراعية خانقة يعاني منها المزارعون في إقليم شمال وشرق سوريا، جراء تغيرات المناخ من انعدام الأمطار ونقص مصادر الري، وكذلك نتيجة الاحتلال التركي المباشر وتجفيف منابع الأنهار التي تمر عبر الأراضي السوريّة، ما أثر على الأمن الغذائي والدخل الاقتصادي للمزارعين والسكان وأدى إلى تلف مساحات واسعة من محاصيلهم.
وشهد العام الحالي هجرة العديد من المزارعين عن أراضيهم بسبب الظروف المناخية والسياسات التركية التي أدت إلى حبس المياه عبر السدود، مما زاد من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية للسكان الذين يعتمدون على الزراعة كموردٍ أساسي.
تحذيرات أممية
كانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد حذّرت من أن الجفاف الشديد الذي تشهده سوريا هذا العام قد يؤدي إلى فشل نحو 75% من محاصيل القمح، مما يهدد الأمن الغذائي لملايين المواطنين.
جدير بالذكر إن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا كانت قد استقبلت في موسم 2023ـ 2024 قرابة المليون طن من مادة القمح، فيما سعّرت الإدارة تسعيرة كيلو القمح حينها بـ 31 سنتاً أمريكياً.
“نعمل تحت ضغط… ولا خيار إلا النجاح”
ونوه السكران إلى: “هذا الموسم صعب بكل المقاييس، ليس فقط بسبب الجفاف، بل أيضاً بسبب ضغط الكميات مقارنةً بالسعة المتاحة لدينا. رغم ذلك، قمنا بتجهيز كل ما نستطيع؛ من الآلات وحتى فرق العمل، ونعمل ساعات طويلة لضمان استلام المحصول من المزارعين في أسرع وقت”.
وعن العمل المنجز والذي استغرق أكثر من شهر أردف إلى، إن فرق العمل قامت باستبدال الروافع السطلية المكسورة وتجهيز النواقل العلوية والسفلية، لضمان استلام سريع وكفوء للمحصول، وسط توقعات بإنتاج ضعيف نتيجة الجفاف وقلة الأمطار.
واختتم إداري صوامع البو عاصي في مقاطعة الطبقة “عدنان السكران” حديثه: “القمح بالنسبة لنا هو حياة الناس، وأمنهم الغذائي، لا خيار أمامنا إلا النجاح في هذه المهمة، رغم كل الظروف، وأدعو هنا كل المزارعين للتعاون معنا وتنسيق مواعيد تسليم محاصيلهم لتفادي أي تأخير أو ازدحام”.