قامشلو/ جوان محمد ـ يعد نقلةً نوعية البدء بالعمل على إنشاء ملاعب معشبة بالمنطقة، إن كانت من المجلس الرياضي في مقاطعة الجزيرة أو بمبادرات شعبية، فهي تساهم في تطور واقع لعبة كرة القدم بمناطق مازالت محرومة منذ عقود من الملاعب المعشبة كبيرة أو صغيرة.
لكن الفكرة بدأت بمدينة عامودا وبمبادرة شعبية العمل على تعشيب الملعب الترابي بالمدينة، وانتهت العديد من المراحل لهذا الملعب، وإن نجحت الخطوة وتم إنشاء ملعب كبير نظامي معشب، فسوف يشكل ذلك دافعاً كبيراً للفرق والأندية بالمدينة، التي تعاني منذ عقود من الزمن غياب ملعب معشب يحتضن البطولات شتاءً، وسط وجود العديد من الفرق والمدارس الكروية ولكلا الجنسين بالمدينة.
وبمبادرة شعبية أخرى في مدينة تربه سبيه تستمر أعمال تجهيز ملعب معشب خاص صغير وبذلك سوف يتحقق حلم أطفال ولاعبين ولاعبات بعد طول انتظار.
وكانت تربه سبيه محرومة من الحصول على الموافقة للملاعب المعشبة الصغيرة الخاصة بسبب بعض الدوائر التابعة للإدارة الذاتية التي كانت تتحجج بعدم وجود أرض مناسبة لهذا المشروع، وعلى أنها زراعية، وطوال سنوات حاولت كثير من الشخصيات وبتدخل المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة ولكن دون فائدة، إلى أن أتى الفرج، وتم منح الموافقة منذ فترة، وانطلقت على الفور أعمال إنشاء هذا الملعب، الذي من شأنه خدمة المدينة، وما حولها فضلاً أنها فرصة لتنمية المواهب واستيعابها بدلاً من اللعب على الملعب الترابي الذي بالكاد نستطيع أن نسميه ملعباً.
ومن جهته المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة قرر العمل على إنشاء ملعب بتل كوجر، وآخر بمدينة عامودا، وهما ملعبان معشبان صغيران، وسيكون لهما فائدة كبيرة على ممارسي لعبة كرة القدم بالمنطقة، وخاصةً في تل كوجر، التي تفتقر هي الأخرى للملاعب المعشبة الكبيرة.
ويعدُّ ملف الملاعب المعشبة وخاصةً الكبيرة معقداً ومازال لم يتعالج بالكامل حتى الآن على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا عامة، ولكن بعض المدن بحاجة ماسة إلى ملاعب معشبة ولو ملاعب خاصة، أو صغيرة، لأن فصل الشتاء أصبح يشكل عائقاً أمام تنظيم البطولات وتدريبات الفرق والمدارس الكروية.
متى يغلق هذا الملف؟
وكتبنا كثيراً عن ضرورة العمل على تعشيب ملعب واحد على الأقل في كل مدينة من مدن شمال وشرق سوريا، وهناك فقط مدن قليلة تمتلك ملاعب معشبة، ولكن الغالبية العظمى من المدن والمناطق تحتاج لهذا النوع من الملاعب؛ لإقامة البطولات الرسمية لكرة القدم على مدار السنة، وعدم توقفها في فصل الشتاء، أثناء هطول الأمطار، التي تعيق إقامة المباريات والبطولات.
وجرت محاولات لتعشيب العديد من الملاعب بمدن مقاطعة الجزيرة، ولكنها لم تكن أكثر من شعارات أو محاولات خجولة بالكاد تضمنت تسوية الأرضية، والتصوير بجانب الآليات على أن تستمر الأعمال لحين تعشيب الملاعب، ولكن بعد فترة تتبخر الفكرة وتصبح طي النسيان، ومنها ملعب ديرك، وملعب عامودا الذي يجري العمل عليه حالياً بتعشيبه بمبادرة شعبية، وحتى هناك مدن لا يوجد فيها ملاعب تربية مؤهلة بالشكل المطلوب للعب عليها مثل مدينة الدرباسية، والتي ملعبها بالكاد يشبه شيئاً اسمه ملعب، ونشرنا كثيراً عنه ولكن دون جدوى، لأنه بالفعل لا توجد خطط حقيقية لا عند المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة، ولا الاتحاد الرياضي في شمال وشرق سوريا بخصوص إنشاء ملاعب معشبة كبيرة بكل مدينة أو تأهيل الملاعب الترابية بالشكل المطلوب.
ومن الجدير بالذكر، أن البنية التحتية الرياضية بشكلٍ عام في شمال وشرق سوريا بحاجة لعمل كبير، ولكن حتى الآن الاتحاد الرياضي في شمال وشرق سوريا، لم يخصص الميزانية المطلوبة للعمل على تعشيب ملعب في كل مدينة من المدن، بالإضافة إلى إقامة صالة رياضية تسد حاجة الاتحادات الرياضية التابعة لها، لإقامة البطولات المطلوبة الفردية، والجماعية منها، حيث باتت الرياضة متنفساً لعشرات الآلاف في مناطق شمال وشرق سوريا، وبهذا الشأن أصبحت الأندية المشاركة في بطولات تنشط على مستوى سوريا، تحقق إنجازات رياضية كبيرة في مختلف الألعاب، وفيما تتوالى الشكاوى دائماً من الأندية نفسها بشكلٍ عام، لعدم وجود ملاعب معشبة في مدنها، ومنها مقاطعة الجزيرة.