نوري سعيد
رغم الصدى الإيجابي الذي أحدثته دعوة القائد عبد الله أوجلان للسلام عالمياً وإقليمياً، إلا أن النظام التركي لم يقدم على خطوة مماثلة بهذا الخصوص كبادرة حسن نية، ويبدو أن أردوغان أصبح في موقف حرج، لأنه كان يريد من خلال دعوة بهجلي السماح للقائد بإلقاء كلمة في البرلمان التركي إحداث شرخ وانقسام في صفوف حزب العمال الكردستاني، وطبعا هذا لم يحدث وحدث عكس ذلك، إذ كان يعول على رفض القادة الميدانيين في قنديل المبادرة لكن التزم الجميع (قره يلان، جميل بايك، قره سو، كالكان) بنداء القائد في مؤتمر الحزب الثاني عشر، بمعنى السحر انقلب على الساحر وأصبح وكما هو معروف تركيا لا تدخل في عملية السلام مع أي طرف معارض؛ لأنها تتبنى نظرية الاستعلاء القومي وعدم قبول الآخر، لأن الطغمة العسكرية الشوفونية التركية لا تعترف بأي حقوق مشروعة للشعوب وبالأخص الكرد، وهي التي تدير الأمور من خلف الستار والحكومات المتعاقبة على السلطة ليست سوى دمى بأيادي هؤلاء، لهذا تركيا لا تفهم سوى لغة السلاح وطبعاً الحقوق تؤخذ بالقوة وهذا شيء واضح ولا يجوز لشعبنا أن يثق بالنظام التركي، الشيء العجيب في الأمر ادعاء تركيا العلمانية والديمقراطية لكنها تتناسى بأن دولة تدار من العسكر لا يمكن أن تكون كذلك.
ويقال، إن الاجتماع الأخير بين أردوغان ورئيس سلطة دمشق أحمد الشرع في أنقرة كان من أجل التنسيق لقيام الطرفين بالهجوم على قسد والقضاء على تجربة الإدارة الذاتية، وبسط سيطرة النظام السوري على المنطقة، وبهذا الخصوص لا بد من التوضيح إن قسد طرف في التحالف الدولي في الحرب ضد داعش، والرئيس الأمريكي ترامب صرح أكثر من مرة ضرورة حصول الشعوب السورية على حقوقها المشروعة وجعلها شرطاً في رفع العقوبات عن سوريا، بمعنى التحالف الدولي لن يقبل بأي هجوم من هذا القبيل، ولقد استطاع القائد عبد الله أوجلان بدعوته للسلام أن يعري النظام التركي أمام العالم ويظهر عدم مصداقيته، فحتى الآن لم يسمح للقائد إلقاء كلمة في البرلمان، وادعاء أردوغان الأخوة التركية – الكردية هي من ذر الرماد في العيون، ليس هذا فقط بل هم أحفاد هولاكو وتيمورلنك وجنكيز خان، ولا يؤمن جانبهم.
ختاماً: مبادرة القائد والمفكر عبد الله أوجلان للسلام هي “ضربة معلم” حتى يدرك العالم حقيقة الشعوب والأمة الديمقراطية التي يتبناها حلاً لمشاكل المنطقة المستعصية وإيقاف العمال الكردستاني العمليات العسكرية خير دليل على صدق الشعب الكردي، وإذا ظلت تركيا على نهجها الحالي الشوفوني فهي آيلة للتقسيم.