روناهي/ دير الزور ـ مشتل الصعوة المورد الأساسي للأشجار، ونقطة حيوية وضرورية لسكان ريف دير الزور الغربي، والذي يساهم في تزويد المنطقة بالخضار والثمار رغم الظروف الصعبة.
تُعد الأشجار أكثر من مجرد كائنات حية تنمو على سطح الأرض؛ فهي ركيزة أساسية وعنصر حيوي لا غنى عنه للحفاظ على صحة وتوازن النظم البيئية على كوكبنا. تؤدي الأشجار مجموعة واسعة من الوظائف والخدمات البيئية التي تدعم الحياة بمختلف أشكالها، في حين انعدام وجود الأشجار تؤثر على تفاقم تغير المناخ وتدهور التربة وزيادة التعرية واضطراب دورة المياه وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور جودة الهواء وزيادة درجات الحرارة.
المورد الأساسي للأشجار
في خطوةٍ لسد فراغ كبير في المشهد الزراعي بمقاطعة دير الزور، يقف مشتل “الصعوة” كالمشتل الوحيد في ريف دير الزور الغربي، مقدماً للأهالي تشكيلة متنوعة من الأشجار والشتول. يدير هذا المشتل “أحمد العلي”، أحد أبناء قرية الصعوة، الذي أسس مشروعه هذا قبل نحو ثماني سنوات بدافع الشغف وحاجة المنطقة.
لاحظ “أحمد العلي” الذي يكن حباً كبيراً للأشجار ولديه متسع من الوقت، أن الريف الغربي من مقاطعة دير الزور يفتقر كلياً لوجود مشتل زراعي يلبي احتياجات الأهالي من الشتول. من هنا، انطلقت فكرة تأسيس مشتل الصعوة ليصبح المورد الأساسي للأشجار في هذه الناحية.
أهمية المشتل.. والتحديات التي تواجهه
يقدم المشتل مزيجاً من الأشجار المحلية وتلك المستوردة. فمحلياً، يقوم العلي بزراعة أشجار شهيرة ومطلوبة مثل شجر “المظلة، التوت، النخيل، والعنب”، أما الأنواع المستوردة، فتتضمن الحمضيات التي يتم جلبها من منطقة الساحل في اللاذقية، بالإضافة إلى أشجار الزينة وورود متنوعة كالورد الجوري، التي يتم استيرادها من حماة.
ورغم الأهمية التي يمثلها المشتل بالنسبة لأهالي المنطقة، يواجه العلي تحديات كبيرة، وأوضح “أبرز المعاناة التي أواجهها هي من ناحية التمويل، فالأسمدة والمبيدات، والبيوت البلاستيكية جميعها ضرورية لتطوير المشتل والحفاظ على الشتول، وذلك تتطلب تكاليف عالية تشكل عبئاً مالياً ضخماً”.
وعلى الرغم من هذه الصعوبات، يشهد المشتل إقبالاً على شراء أنواع معينة من الأشجار والنباتات. يأتي في مقدمتها شجر النخيل، وشجر المظلة، والشجر ذات الشكل المروحي، بالإضافة إلى الحمضيات وأشجار الفواكه المختلفة.
كما لفت العلي إلى “بشكلٍ خاص هناك شعبية شجر الزيتون بين الأهالي، وذلك لعدة أسباب منها سعره المناسب، إنتاجه العالي، سرعة نموه في الأرض، وعدم حاجته لعناية كبيرة مقارنةً بأنواع أخرى”.
يظل مشتل الصعوة، بإدارته الفردية وتحدياته التمويلية، نقطة حيوية وضرورية لسكان ريف دير الزور الغربي، مساهماً في تزويد المنطقة بالخضار والثمار رغم الظروف الصعبة.