مركز الأخبار ـ رغم التحديات، يُعتبر موسم الخضار الصيفية في مقاطعة الجزيرة لهذا العام إيجابياً إلى حدٍ كبير، خصوصاً من حيث وفرة الإنتاج وتنوع المحاصيل، ومدينة عامودا تستحوذ على النسبة الأكبر من الإنتاج.
مع بداية موسم الصيف، تشهد مناطق الجزيرة في إقليم شمال شرق سوريا حركة نشطة في زراعة الخضار الصيفية، التي تُعدُّ من المصادر الأساسية لتغذية السوق المحلي وتوفير فرص العمل للعديد من العائلات الريفية، ويأتي هذا الموسم في ظل ظروف مناخية متقلبة وتحديات اقتصادية متزايدة، ما يضع المزارعون أمام واقع يتطلب مزيداً من التكيف والابتكار.
وبحسب هيئة الزراعة والري في إقليم شمال وشرق سوريا، بأن أبرز أنواع الخضار الصيفية المزروعة في مقاطعة الجزيرة وهي: البندورة: المحصول الأكثر انتشاراً، خاصةً في ريف قامشلو وديرك، نظراً لتحمله درجات الحرارة العالية، والخيار: يُزرع بكثافة في ريف الحسكة وعامودا، ويستهلك محلياً ويُصدّر جزء منه إلى الأسواق الداخلية الأخرى، أما الباذنجان والفليفلة: مزروعة على نطاق واسع وتُستخدم بشكل أساسي في التصنيع المنزلي (المكدوس والمربيات)، فيما الكوسا واللوبيا: موسمية وذات طلب عالٍ في الأسواق الشعبية، أما الذرة الحلوة: بدأت زراعتها تتوسع خلال السنوات الأخيرة بسبب مردودها السريع.
المساحة المزروعة
بحسب بيانات لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في مجلس الاقتصاد والزراعة في مقاطعة الجزيرة، المساحات المزروعة بالخضار الصيفية هذا العام حوالي 137627 دونم، ومساحة الخضار المرخصة لدى لجنة الزراعة في مقاطعة الجزيرة تقدر بـ 70583 دونم. ومدينة عامودا تستحوذ على النسبة الأكبر من الإنتاج، تليها قامشلو والدرباسية.
رغم الزيادة في المساحات المزروعة، إلا أن المزارعين يواجهون عدة تحديات، أبرزها: قلة المياه: بسبب التراجع المستمر في منسوب مياه الفرات والآبار الجوفية، مما أجبر العديد من المزارعين على تقليص المساحات المزروعة أو استخدام تقنيات ري بدائية، وارتفاع تكاليف الإنتاج: من بذور، أسمدة، ومحروقات.
الجهود المحلية والتوصيات
تعمل لجان الزراعة على دعم التعاونيات الزراعية لتأمين مستلزمات الإنتاج بأسعارٍ مخفّضة، ويُوصى بتكثيف الإرشاد الزراعي حول تقنيات الري الحديثة (التنقيط) وترشيد استخدام المياه.
رغم التحديات، يُعتبر موسم الخضار الصيفية لهذا العام إيجابياً إلى حدٍ كبير، خصوصاً من حيث وفرة الإنتاج وتنوع المحاصيل، لكن الاستدامة الزراعية تحتاج إلى خطط أكثر شمولاً تشمل دعم المزارعين، تطوير البنية التحتية، وتوسيع شبكات التسويق.