قامشلو/ سلافا عثمان – بجهد بحثي امتد أشهراً، أنجز طلاب الإعلام في جامعة روج آفا مشروع تخرج، تناول التهجير كقضية مستمرة، كاشفين معاناة المهجرين تحت الاحتلال وسعيهم للعودة بكرامة.
قدم طلاب المعهد العالي للإعلام في جامعة روج آفا مشروع تخرجهم الذي تمحور حول واقع المهجرين من المناطق المحتلة مثل “عفرين، وسري كانيه، وكري سبي”، وركز المشروع على توثيق معاناة هؤلاء المهجرين وظروف التهجير القسرية التي تعرضوا لها، بالاعتماد على وسيلتين إعلاميتين محليتين هما صحيفة روناهي، ووكالة أنباء هاوار.
تغطية إعلامية تكشف الأبعاد السياسية
وبهذا الصدد، أكد الطالب في قسم الإعلام بالمعهد العالي للإعلام في جامعة روج آفا “محمد شرو” لصحيفتنا “روناهي”، أن المشروع جاء في إطار التخرج لعام 2024 على مدار ثلاثة أشهر: “عملنا بشكل مكثف على جمع المعلومات والبيانات، معتمدين على أرشيف صحيفة روناهي ووكالة هاوار، حيث وثقتا واقع المهجرين في تلك المناطق خلال عام كامل”.
وأشار، إلى أن المشروع ركز على أوضاع المهجرين ومعاناتهم اليومية، وظروف التهجير القسرية، إلى جانب البحث في الحلول الممكنة لتخفيف معاناتهم، وإن طبيعة العمل تطلبت جهداً مضاعفاً، خاصةً، أن الفترة الزمنية المخصصة للمشروع (ثلاثة أشهر) لم تكن كافية لمراجعة أرشيف إعلامي يمتد عاماً كاملاً.
وأكد شرو، أن التغطية الإعلامية، سواء من “صحيفة روناهي أو وكالة هاوار”، أظهرت اهتماماً ملحوظاً بالجانب السياسي لأزمة التهجير، خصوصاً في ظل التهجير المتكرر للأهالي، كما حصل مع أهالي عفرين والشهباء الذين هجروا مجدداً نحو مقاطعتي الجزيرة والفرات: “قد تم تسجيل 604 مواد إعلامية نشرتها صحيفة روناهي بين تقارير ومقالات وأخبار، بينما نشرت وكالة هاوار 249 مادة خلال عام 2024 فقط، تناولت جميعها واقع المهجرين من عفرين، وكري سبي، وسري كانيه”.
الحلول الجذرية
وشدد شرو، بالدراسة على أن التهجير لا يقتصر على ترك المنزل فقط، بل يشمل أيضاً الظروف المعيشية الصعبة بعد التهجير، من فقدان الموارد الأساسية، إلى الاحتياجات اليومية ومستلزمات الحياة الكريمة، ومن الضروري أن تقوم الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها، من خلال تقديم الدعم الكامل للمهجرين، والعمل على التخفيف من مأساتهم.
وأكد، على أن المطلب الأساسي، والذي تكرر ظهوره في عشرات التقارير والحوارات الإعلامية، هو العودة الآمنة إلى الديار، واستعادة الأرض والممتلكات، بما يضمن كرامة المهجرين وحقوقهم المسلوبة.
واختتم الطالب في قسم الإعلام بالمعهد العالي للإعلام في جامعة روج آفا “محمد شرو” حديثه: “نأمل أن يعود المهجرون من المناطق المحتلة إلى موطنهم بأمان وسلام، وأن تتحقق مطالبهم العادلة في الاستقرار والعيش بكرامة في أرضهم الأصلية”.
تسليط الضوء على التهجير المزدوج
وبدوره؛ أوضح الطالب في قسم الإعلام بالمعهد العالي للإعلام في جامعة روج آفا “وجيه درباس“، إن مشروع تخرجه لعام 2024 جاء تتويجاً لجهد جماعي دام أشهراً، وكان بمثابة رسالة وفاء لضحايا التهجير، وإضاءة على دور الإعلام في نقل معاناتهم.
وأضاف: “أُهدي هذا المشروع إلى شهداء كردستان، الذين بفضل تضحياتهم أصبحنا اليوم ندرس بلغتنا، ونحمل هويتنا القومية بكل فخر، مشروعنا كان محاولة لتسليط الضوء على كيفية تغطية الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا واقع المهجرين، من خلال تحليل ومتابعة عمل وسيلتين إعلاميتين هما “وكالة أنباء هاوار وصحيفة روناهي”.
وأوضح، إن اختيار هذا الموضوع لم يكن عشوائياً، بل جاء انطلاقاً من الإحساس بالمسؤولية تجاه المهجرين، وخاصة من عفرين، الذين عاشوا تهجيراً مزدوجاً، أولًا من مدينتهم نحو مناطق الشهباء، ثم لاحقاً إلى مناطق أخرى داخل الإدارة الذاتية، بسبب الهجمات المستمرة.
وتابع درباس: “لقد ارتأينا من خلال مشروعنا أن نلفت الانتباه أكثر إلى واقع هؤلاء المهجرين، وأن نرصد كيف استطاع الإعلام المحلي أن يعبر عن معاناتهم، وينقل صورتهم إلى الرأي العام”.
تغطية متوازنة… لكن ينقصها التركيز على الأطفال
وأشار درباس، إلى أن “وكالة هاوار وصحيفة روناهي” قامتا بدور فاعل ومهم في متابعة أوضاع المهجرين، من خلال التقارير واللقاءات والأخبار اليومية، ومع ذلك كان هناك حاجة لمزيد من التركيز على فئة الأطفال المهجرين، نظراً لما يتعرضون له من صدمات نفسية، وحرمان من التعليم، وظروف معيشية قاسية.
واختتم الطالب في قسم الإعلام بالمعهد العالي للإعلام في جامعة روج آفا “وجيه درباس” حديثه: “الواقع الإعلامي في مناطقنا يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه قضايا الناس، لا سيما قضية المهجرين، ومشروعنا هو محاولة متواضعة لتعزيز هذه المسؤولية، والدعوة إلى تكثيف التغطية الإعلامية، خاصةً للفئات الأكثر تضرراً، وعلى رأسها الأطفال والنساء”.