محمد القادري
تمر عشرات كثيرة في شهورنا القمرية الهجرية، وفي شهورنا الشمسية، ولكنَّ هناك أياماً لها خصوصية عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها العشر الأوائل من ذي الحجة التي نحن فيها، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه في سوره الفجر بقوله: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ “، هذه الأيام والليالي التي تقع في شهر ذي الحجة الحرام، الذي أمر الله سبحانه وتعالى عباده فيها ألا يظلموا أنفسهم بترك الطاعات والعبادات بقوله: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ”، ومن هذه الأربعة ذي الحجة، ومن ذي الحجة العشر الأوائل، التي يأتي فيها يوم عرفة في التاسع منها، وهو الركن الأساسي في فريضة الحج، حيث قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة، فمن أدرك عرفة بليل قبل أن يطلع الفجر؛ فقد أدرك الحج.”، كما وإنه أوضح عظمة هذه العشر أيام: “ما من يوم يعمل فيه المؤمن أحب إلى الله من هذه العشر إلا رجل يخرج بماله وولده في سبيل الله فلا يعود بشيء منهما”، أي أن العمل من الصيام والصلاة والزكاة والصدقات وكل أنواع البر والإحسان والتعاون ومساعده الغير، وكل كلمة طيبة وكل خير في هذه الأيام عظيمة عند الله لا يقابلها في الأشهر الأخرى شيء، إلا أن يخرج شخص بجميع ما يملك مع أولاده وذريته مجاهداً في سبيل الله ثم يقتل هو أولاده وذريته في سبيل الله، ويذهب ماله هكذا حث وحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين على العمل بهذه الروح في هذه العشر، لذلك علينا أن نغتنمها ولا ندعها تمر علينا كباقي الأيام.