الطبقة/ عبد المجيد بدر ـ يستعد الشاعر عامر عناد المحمد ابن الرقة، لإصدار ديوانه الشعري الجديد بعنوان «عيون المها»، برعاية هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة.
يتضمن الديوان 18 قصيدة باللهجة الفراتية، تجمع بين أنماط الموليا، والعتابا، والسويحلي، والنعاوات، إلى جانب قصائد خاصة بأسلوب الشاعر، مع إدخال لون عشوائية القافية المتعددة، وهو لون شعري يمزج بين الفصيح والشعبي، يمنح النصوص مرونة وجمالية خاصة تعكس روح التراث الشعبي الفراتي والحياة اليومية في الرقة وريفها.
سبب التسمية ومعنى الديوان
«عيون المها» عبارة شِعرية وجمالية شهيرة في اللغة العربية، تشير إلى العيون الواسعة الجميلة التي تشبه عيون المها، وهو نوع من الغزلان معروفة بجمال عينيها، واتساعهما وسواد حدقتهما الطبيعي. في الشعر العربي، ترمز عيون المها إلى الجمال والرقة والنعومة، وتُستحضر كثيراً في وصف العيون، كما في قول الشاعر:
” يا من رأى عيني التي سحرتني
كأنها عيون المها في الصحارى”
وعن اختياره هذا العنوان، يقول عامر في لقاء خاص مع صحيفتنا “روناهي”: “عيون المها” رمز للجمال والصفاء، وهو تعبير عن روح مدينتنا النقية والرقيقة، التي رغم كل التحديات تظل جميلة وباقية في القلب”.
شاعر مسرحي وشغوف بالتراث
عامر عناد المحمد، من مواليد الرقة عام 1992، درس المعلوماتية في أكاديمية آكاد العالمية الخاصة بحلب عام 2010. عشق الفن المسرحي منذ شبابه، حيث تعلّم التمثيل على يد المخرج السوري الراحل عمر أميرالاي، وشارك في أول عمل مسرحي بعنوان «النظافة» في المركز الثقافي بحلب عام 2012.
تنوعت مشاركاته لاحقاً بين التمثيل والكتابة والإخراج في أعمال مسرحية متعددة، منها حصاد الجحيم، والقنديل، والوحيد، وجريمة قتل، والمحطة، ومسكنات ألم وغيرها. لكن؛ شغفه الأكبر ظل الشعر الفراتي، حيث كتب في ألوانه كافة منذ عمر مبكر، بما في ذلك التجريب في الألوان الجديدة كعشوائية القافية المتعددة، وهو لون يجمع بين روح الشعر الفصيح ونكهة الشعبي، ليخلق مساحات شعرية جديدة.
تتويج مسيرة شعرية
يمثل ديوان «عيون المها» تتويج مسيرة عامر عناد الشعرية والفنية، فهو ليس مجرد مجموعة قصائد بل وثيقة حية تنقل جمال التراث الفراتي وروحه الأصيلة إلى الأجيال الجديدة. بدعم هيئة الثقافة والفن في الطبقة، يأمل الشاعر أن يسهم هذا العمل في الحفاظ على الذاكرة الشعبية وإحياء الأشعار التي تعبّر عن روح الرقة وأهلها.
تتميز قصائد الديوان بعمقها الشعري وصدق التعبير عن الواقع والحياة اليومية في الرقة، حيث يقول عامر في أحد أبيات ديوانه:
“من مال بينا الوكت
گمنا نواسي عفون
گاعد ثجيل العگل
واليحجي بيه جنون
علگان گلبي النشف
زيد القلم ماعون
تا اكتب خيبات العفن
حكمات يومية”
هذا البيت يعكس مشاعر الحزن والقلق التي ترافق حياة الناس، ويبرز التجربة الإنسانية بأسلوب شعري نابض بالمشاعر والوجدان.
من المتوقع صدور الديوان خلال الأسابيع المقبلة، وسط تحضيرات لتنظيم أمسيات شعرية وفعاليات ثقافية لتعزيز حضور الشعر الشعبي في المشهد الثقافي المحلي.