أالطبقة/ عبد المجيد ـ خطة طوارئ شاملة لحماية الموسم الزراعي.. بما فيها استنفار الجهود وتجهيز الآليات بالإضافة إلى حملة واسعة لتوزيع بروشورات توعوية تهدف إلى حماية المحاصيل الزراعية من مخاطر الحرائق خلال موسم الحصاد الحالي.
في خطوةٍ استباقية تهدف إلى حماية الأمن الغذائي في مواجهة أزمة مناخية متفاقمة ومخاطر تهدد موسم الحصاد، أعلن المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الطبقة في السابع من شهر أيار الجاري من العام ٢٠٢٥عن تشكيل خلية طوارئ مشتركة تضم أكثر من سبع جهات خدمية وأمنية.
وذلك استناداً إلى القرار رقم 105 الصادر عن الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بتاريخ الرابع من أيار 2025، وتهدف هذه الخلية إلى تنسيق الجهود لضمان حماية محصولي القمح والشعير خلال موسم الحصاد 2024 ـ 2025، في ظل تحديات مناخية واقتصادية وأمنية معقدة.
استنفار في القرى وتأمين الآليات
بحسب بيان الخلية، تضم غرفة العمليات ممثلين عن الهيئات والمؤسسات في الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الطبقة وهي: المجلس المدني في الطبقة، وهيئة الشباب والرياضة، والزراعة والري، الاقتصاد والزراعة، اتحاد البلديات، هيئة الداخلية، الحماية الجوهرية، هيئة الطاقة، مديرية المحروقات، شركة التطوير الزراعي. وتم تفعيل مركز الإطفاء في الطبقة وتجهيز صهاريج المياه والآليات الزراعية لتوزيعها على القرى، تحسباً لأي طارئ قد يُهدد المحاصيل.
المجتمع هو خط الدفاع الأول
وبهذا الصدد؛ أوضحت عضوة خلية الطوارئ لحماية الموسم الزراعي في مدينة الطبقة “وضحة الجاسم” لصحيفتنا: “تشكيل الخلية يأتي استناداً إلى قرارات الإدارة الذاتية الديمقراطية، وحرصاً على حماية جهود المزارعين في ظل الظروف المناخية والاقتصادية الصعبة، فرق الطوارئ ستكون بحالة استنفار كامل، وندعو الأهالي للتعاون والإبلاغ الفوري عن أي طارئ عبر الأرقام الساخنة”.
وأضافت وضحة: “إن المجلس فعّل لجان الحماية في القرى، وشكّل فرقاً تطوعية مدعومة بالجرارات والصهاريج، كما سيطلق حملات توعية للوقاية من الحرائق وضمان سلامة المعدات الزراعية”.
أزمة غذائية تُلوّح في الأفق
أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تحذيرات من احتمال فشل نحو 75% من محصول القمح في سوريا بسبب الجفاف، ما ينذر بعجز يُقدّر بـ2,7 مليون طن، أي ما يكفي لإطعام 16,3 مليون شخص لمدة عام.
تتركز المخاطر في مناطق الطبقة والرقة ودير الزور، التي تعاني من انعدام الأمطار وتراجع مصادر الري، إلى جانب سياسات الدولة التركية التي قلّصت تدفق مياه نهر الفرات، حيث انخفض منسوب المياه إلى أقل من 250 م³/ثا، في انتهاك لاتفاقية 1987 الدولية.
مواجهة الكارثة بالاكتفاء المحلي
في ظل توقف واردات القمح الروسية التي كان يعتمد عليها النظام السوري السابق، تعتمد الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا على استراتيجيات الاكتفاء المحلي، عبر دعم المزارعين بالمحروقات والبذار المقاومة للجفاف، ومتابعة تنفيذ الخطط الطارئة.
وقد استلمت الإدارة الذاتية الديمقراطية في الموسم السابق (2023 ـ 2024) نحو مليون طن من القمح، لكنها تتوقع هذا العام موسماً أكثر صعوبة بسبب تفاقم الأزمة المناخية والسياسية.
رسالة أمل للمزارعين
في ختام اللقاء، توجّهت عضوة خلية الطوارئ لحماية الموسم الزراعي في مدينة الطبقة “وضحة الجاسم” برسالة إلى المزارعين: “نعرف أن التحديات قاسية، لكننا نؤمن بروح التعاون والتكاتف، قوت يومنا أمانة في أعناقنا جميعاً، وكل سنبلة قمح نحصدها اليوم هي رمز صمود شعبنا في وجه كل من يحاول تجويعه، هذه الأرض أرضنا وسنحميها معاً”.
حملة توعية واسعة
كما أطلقت خلية الطوارئ في مقاطعة الطبقة، بالتعاون مع هيئة الشباب والرياضة، حملة ميدانية في يوم الاثنين الموافق ٢٦ أيار 2025 لتوزيع بروشورات توعوية تهدف إلى حماية المحاصيل الزراعية من مخاطر الحرائق خلال موسم الحصاد الحالي.
تركزت الحملة على توعية المزارعين والأهالي باتخاذ إجراءات وقائية مهمة، منها تفقّد الآليات الزراعية قبل بدء الحصاد، إبعاد المواد القابلة للاشتعال عن الأراضي الزراعية، والتخلص الدوري من الأعشاب اليابسة. كما تنصح الحملة بعدم حرق النفايات بالقرب من الحقول ومراقبة الأراضي المزروعة بشكلٍ منتظم.
كما شددت على إبقاء الجرارات والآليات في حالة جاهزية دائمة لعزل نطاق أي حريق محتمل، وتجنب رمي أعقاب السجائر بالقرب من المحاصيل، مع توعية الأطفال بخطورة اللعب بمسببات الحرائق. مع التأكيد على ضرورة الإبلاغ السريع عن أي حادث طارئ عبر أرقام الطوارئ المفعلة في مختلف مناطق المدينة والأرياف.
خطوات الحملة ومناطق التوزيع
بدأت المرحلة الأولى من الحملة بتوزيع البروشورات عند مداخل مدينة الطبقة، سد الفرات، والمفرق الرئيسي، على أن تتوسع لاحقاً لتشمل الأسواق والمحلات التجارية لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر شريحة ممكنة من السكان.
وعن أهمية الحملة نوه الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة في مقاطعة الطبقة “أحمد العلي”، بأن الحملة تأتي ضمن خطة شاملة وضعتها الإدارة الذاتية لمواجهة أزمة مناخية متفاقمة تهدد موسم الحصاد.
وأردف إلى: “التحديات كبيرة هذا العام، وشكلنا خلية الطوارئ بقرار رسمي من المجلس التنفيذي بتاريخ السابع من أيار 2025 لتنسيق الجهود وتأمين حماية محصولي القمح والشعير، وهما ركيزتا الاقتصاد المحلي”.
واختتم الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة في مقاطعة الطبقة “أحمد العلي” حديثه: “ندعو الجميع للتعاون والالتزام بالإرشادات والإبلاغ الفوري، فبجهودنا الجماعية فقط نستطيع حماية هذا الموسم الحيوي”.
التهديدات الزراعية المتكررة
يُذكر أن مدينة الطبقة وريفها شهدت في السنوات الأخيرة سلسلة حرائق للمحاصيل الزراعية، خاصة القمح والشعير، حيث تسببت بخسائر كبيرة في القطاع الزراعي وأثرت على الأمن الغذائي المحلي. ففي أيار 2019، اندلع حريق ضخم في بلدة المحمودلي، أتى على أكثر من 350 دونماً من محصول الشعير، وتكررت حرائق مماثلة في 2024 ألحقت أضراراً واسعة بالأراضي الزراعية في المحمودلي ومناطق أخرى بالطبقة.
أرقام الطوارئ وخدمات الدعم
وأعلنت الخلية عن تفعيل أرقام الطوارئ في مناطق المدينة والأرياف لضمان استجابة سريعة لأي حريق أو طارئ، وهي:
الجرنية: 0952765236 / 0967250863
المنصورة: 0983841439
الطبقة: 0936792809 / 0990437956 / 0935
782215
السويدية: 0995204833
المحمودلي: 0934141908.