آزادي حلبجة
انطلاقاً من مقولة القائد عبد الله أوجلان: “الثورة التي لا تحوي المرأة في صفوفها لا يمكنها تحقيق النجاح”، ومن هذا المنطلق عُرفت الثورة، التي قامت في إقليم شمال وشرق سوريا، بثورة المرأة، وقد لعبت فيها دورها الطليعي في المؤسسات العسكرية، والمدنية والخدمية في مواجهة التحديات للوصول إلى حريتها، وقد كان لها دور بارز وفعال في تقديم التضحيات، مثل “كله سلمو” التي استشهدت على يد المرتزقة في حلب، و”آرين ميركان، وأفستا خابور، وجيان تولهدان، وريحان عامودا”، والكثير منهن حتى وصلت المرأة بفضل تلك التضحيات إلى النصر.
واقترح عدد كبير من جرحى الحرب في إقليم شمال وشرق سوريا إلى اللجنة الأكاديمية للجنولوجيا للتعمق في علم المرأة، ولم تتردد اللجنة بالموافقة على اقتراح الجرحى، فنظمت ثلاثة أيام للدراسة، وحضره أغلب جرحى الحرب من الكرد والعرب بحماس كبير.
ففي اليوم الأول تم التعريف بعلم الجنولوجيا اصطلاحاً، وكيفية تقرب القائد من موضوع المرأة بشكل استراتيجي واقتراحه بجنولوجي “علم المرأة” منذ عام 2008من خلال مرافعته سسيولوجيا الحرية.
واللافت للانتباه بأن الشهيدة “ليلى آغري” مقاتلة الحرية وعضوة منسقية حركة حرية المرأة PAJK هي الرائدة والسباقة، وأول من بادرت في إعطاء محاضرات جنولوجيا لمقاتلي حركة الحرية في جبال كردستان؛ وفي ذلك شاهد الجرحى فيلماً وثائقياً عن الخطوات، التي مر بها جنولوجيا التي لم تقتصر نشاطاتها في جبال كردستان فقط وإنما انتشر إلى أغلب أنحاء العالم.
واستمر اليوم الثاني من التدريب بالنقاشات والحوارات الغنية بين المحاضرة “روزا حسكة” والجرحى المتلقين للتدريب حول العودة للذات وحرية المرأة ومقاييس اللقاء بين الرجل الحر، والمرأة الحرة؛ حيث يكاد لا يميز في النقاشات من هو المدرب، ومن هو المتدرب، وبتأكيد من المحاضرة بأن جنولوجيا هو ليس علماً مكملاً أو مطلقاً، وصل إلى النهاية، وإنما ما زال قيد البحث والنقاش، وكل نقاش أو معلومة سيساهمان في إغناء هذا العلم.
وتطرق المدرب في اليوم الثالث إلى تعريف الحياة المشتركة الحرة، ومقاييس الحياة المشتركة الحرة بين المرأة والرجل؛ وهذا النمط من الحياة يمكن تطبيقه في كافة المجتمعات سواء كانت صغيرة أم كبيرة، وتبين من خلال النقاش بأن العشق مستقل تماماً عن العلاقات الجنسية، التي يروج لها النظام الرأسمالي وأن الزواج هو عقد بيع وشراء لأحد الجنسين. وإنما العشق يتطلب أخلاق حرة وجمالية وأخلاق Estetîk) Etîk û).
فالعشق هو البحث والكدح للوصول إلى الهدف والحقيقة والخروج من نطاق جسدي؛ قد يكون العشق بالنسبة لثوري هو السير على نهج الشهداء وأداء رفاقية حقيقية، ويكون العشق للطالب هو الحصول على درجات عليا وغيرها.
وانتهى التدريب بقراءة مقتطفات من مرافعة القائد عبد الله أوجلان، حول الحياة المشتركة الحرة وعبّر الجرحى في نهاية التدريب، بأنهم من خلال هذا التدريب، وسعوا أفاقهم وسيكون لها تأثير في شخصياتهم؛ حتى يستطيعوا أن يطوروا ذاتهم ويضعوها في خدمة الثورة.