أكدت طالبات سودانيات أن رحلة النزوح لم تثنيهن عن إكمال مسيرتهن في التعليم، بل كانت حافزاً للاستمرار والنجاح.
لم يكن إعلان نتيجة امتحانات الشهادة السودانية المؤهلة للمرحلة الجامعية خلال الأيام الماضية باليوم العادي بالنسبة لعدد من الأسر السودانية التي استقبلت خبر نجاح طلابها بالتهليل والزغاريد، وهم يحرزون نتائج مميزة في ظل الظروف التي تمر بها بلادهم.
رغم التحديات سودانيات يحققن نجاحات باهرة
وسط الظروف التي تمر بها البلاد والمعاناة التي يواجهها الأهالي بسبب النزوح والصراع المستمر، التقت وكالة أنباء المرأة، مع عدد من الأسر النازحة للولاية الشمالية من العاصمة الخرطوم بعد النجاح الذي أحرزته الطالبات في ظل هذه الظروف الصعبة.
حيث عبرت الطالبة “دعا محمد” التي حصلت على نسبة بلغت 90 بالمائة نازحة من العاصمة الخرطوم للولاية الشمالية بعد اندلاع الصراع، عن فرحتها الكبيرة، التي حققتها وأهدت نجاحها لجميع أفراد أسرتها وأساتذتها مبينة أنه عندما قدمت للولاية الشمالية لم يكن بحوزتها الكتب المدرسية التي كان يفترض أن تدرس منها للاستعداد للامتحان، وأن ما تبقى من كتب تركتها في الخرطوم لكنها لم تستسلم وبدأت من البداية وقامت بشراء الكتب، “تحليت بالعزيمة لتحقيق هدفي والوصول لهذه النسبة” متمنية أن ينتهي الصراع في بلدها لمواصلة التعليم وإعادة إعمار السودان.
فيما قالت الطالبة “آية هاشم” التي أحرزت نسبة 67.3بالمائة، إنها بعد أن أكملت استعدادها للبدء بالامتحانات في الخرطوم اندلع الصراع وكل شيء انتهى: “كنا نأمل أن ينتهي الصراع خلال فترة قصيرة”.
وكسابقتها عندما نزحت من الخرطوم لم يكن معها كتب مدرسية كافية: “تركنا الكتب في الخرطوم لنبدأ بشرائها من جديد وانتظرنا تحديد موعد الامتحانات ثم بدأنا رحلة البحث عن المدارس”.
لكل امرئ من اسمه نصيب
وبينت الطالبة “نضال آدم الصادق“، التي حازت على المركز الرابع في الشهادة الثانوية بإحرازها نسبة 96.4بالمائة أن رحلتها كانت طويلة من الخرطوم للولاية الشمالية لكنها تحولت من رحلة ألم ونزوح لرحلة نجاح: “كلما شعرت بالألم تذكرت اسمي وأنه لابد للمرء أن يناضل فلكل امرئ من اسمه نصيب”.
وبدورها عبرت والدة نضال “تهاني صديق” وهي أستاذة مساعدة بكلية التمريض بواحدة من الجامعات السودانية عن سعادتها بنجاح ابنتها رغم ظروف النزوح.
أما الطالبة “شمس عبد الله” فقد أحدثت جدلاً كبيراً وسط السودانيين قبيل إجراء الامتحانات، بعد أن وصلت لولاية نهر النيل قادمة من تشاد، وقطعت ألفي كيلو متر من أجل تقديم الامتحانات حتى حصلت على المركز التاسع بنسبة 94.7 بالمائة، واحتفى بها جميع الشعب السوداني لإصرارها وعزيمتها لتحقيق هدفها.
يشار، أنه يمثل إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 فصلاً من فصول حرب الكرامة، وانتصاراً كبيراً للإرادة السودانية بعد قرابة عامين من التأجيل بسبب الصراع.
وكالة أنباء المرأة