قامشلو/ دعاء يوسف ـ أكدت عضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي للمرأة الكردية “سهام عموكه”، أن المؤتمر يهدف إلى طرح رؤية سياسية موحدة للمرأة الكردية، تدافع عن حقوقها القومية والإنسانية في إطار سعيها نحو نيل الهوية القومية الكاملة، مشيرة إلى أن المرأة الكردية، رغم اختلاف انتماءاتها السياسية، تتفق على ضرورة توحيد الصف والرؤية.
في ظل التطورات السياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، تتصاعد أهمية دور المرأة الكردية كفاعل أساسي في النضال القومي والديمقراطي، ليس فقط في سوريا، بل في عموم أجزاء كردستان الأربعة.
فعلى مر التاريخ ناضلت المرأة الكردية في سبيل توحيد صوتها وموقفها وحماية وجودها وأرضها، وفي كل مرة يبرز دورها لتحقيق ذلك، ولعلّ تحضيراتها لعقد المؤتمر القومي الثالث للمرأة الكردية في روج آفا خطوة مهمة لتوحيد جهودها، بعد عقد المؤتمر الأول في آمد بباكور كردستان، والثاني في هولير بباشور كردستان في السنوات المنصرمة.
وحدة المرأة الكردية طريق لتحقيق الوحدة الكردية
وفي هذا السياق، أشارت لصحيفتنا “روناهي“، عضوة حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا وممثلة باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي للمرأة الكردية، “سهام عموكه” بأن قضية المرأة الكردية لا يمكن فصلها عن مجمل القضية القومية الكردية، التي ما تزال تنتظر حلاً عادلاً وشاملاً يضمن حقوق الشعب الكردي على أرضه التاريخية.
وتؤمن “سهام” بأن نضال المرأة الكردية كان رافعة أساسية في مشروع التحرر والديمقراطية، وأنها دفعت ثمناً باهظاً عبر تاريخ طويل من النضال، خصوصاً خلال السنوات العجاف من الحرب في سوريا. وتضيف: “إن هذه المرحلة الحساسة تتطلب تجاوز الخلافات السياسية والمناطقية، وتوحيد الجهود لعقد مؤتمر قومي كردي للمرأة، يساهم في بناء مرجعية سياسية جامعة تعبر عن صوت المرأة الكردية وتخدم تطلعات الشعب الكردي في سوريا خاصة، وفي باقي أجزاء كردستان عامة”.
التحضيرات الجارية للمؤتمر الثالث
باشرت اللجنة التحضيرية سلسلة من الاجتماعات المكثفة التي تم خلالها توزيع المهام بين العضوات وتحضير الوثائق الأساسية، من بينها وثيقة المبادئ والقيم التي ستُعرض كمشروع أولي للنقاش في المؤتمر، وقد سعت اللجنة إلى التواصل مع الجهات المعنية، والأحزاب السياسية، والمنظمات النسائية، والفعاليات الثقافية والفنية، والمستقلات المهتمات بالشأن العام. كما تم توجيه الدعوة للحزب الديمقراطي التقدمي بجناحيه، إضافة إلى المجلس الوطني الكردي، حرصاً على أن يكون الكونفرانس شاملاً ويمثل التوجهات السياسية في روج آفا، دون إقصاء أي طرف.
وكانت اللجنة قد اعتمدت آلية تنظيمية تعتمد على عقد اجتماعات دورية كل شهرين عبر الإنترنت، إلى جانب اجتماعات فعلية كل ستة أشهر، لضمان التواصل المستمر والتحضير الشامل للكونفرانس المزمع عقده قريباً.
خلفية المؤتمرات السابقة
سبق أن عقدت المرأة الكردية مؤتمرها الأول في آمد (ديار بكر) بباكور كردستان عام 2010، تلاه مؤتمر ثاني في هولير بباشور كردستان عام 2013، والذي خلص إلى قرار بعقد المؤتمر الثالث في روج آفا، غير أن التطورات الأمنية والعسكرية في سوريا، وعلى رأسها احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي من الدولة التركية، حالت دون انعقاد المؤتمر في حينه.
رغم ذلك، لم تتراجع النساء الكرديات عن مشروعهن، حيث جددت اللجنة التحضيرية في اجتماع تشاوري عقد في السليمانية بتاريخ السابع من نيسان 2025 عزمها على المضي قدماً نحو عقد المؤتمر الثالث، مؤكدة أن الوقت قد حان لتشكيل صوت نسوي كردي موحد يتجاوز الانقسامات السياسية.
رؤية المؤتمر واستراتيجياته
وضمن التحضيرات، تم تشكيل لجنة تشاورية مكونة من 22 عضوة كل خمس عضوات يمثلن جزءاً من أجزاء كردستان، بالإضافة إلى عضوتين من منظومة المرأة الكردستانية “KJK”، والمؤتمر القومي الكردستاني “KNK “، وناقشت اللجنة آليات توحيد الرؤية النسوية الكردية، وآفاق العمل المشترك بين مختلف الشعوب.
ورغم غياب بعض الجهات عن الاجتماعات التحضيرية، فإن الباب لا يزال مفتوحاً لانضمامها، خصوصاً بعد انتهاء فعاليات كونفرانس “وحدة الموقف والصف الكردي” الذي عقد مؤخراً في 26 من نيسان المنصرم، وقد أبدت بعض هذه الجهات ترحيباً بفكرة الكونفرانس النسوي، لكنها فضلت تأجيل الانضمام لتوحيد الرؤى السياسية في كونفرانس الصف الكردي.
ويهدف المؤتمر إلى توحيد رؤية المرأة الكردية في أجزاء كردستان الأربعة، والدفاع عن حقوق المرأة الكردية القومية والدستورية، والمساهمة في وضع خارطة طريق لنضال المرأة وتعزيز دورها في المجالات كافة. كما يسعى المؤتمر إلى طرح رؤية سياسية موحدة للمرأة الكردية، تنبع من واقعها وتضحياتها، وتدافع عن حقوقها القومية والإنسانية، في إطار سعيها نحو نيل الهوية القومية الكاملة، والاعتراف بها في دساتير الدول التي تتقاسم أراضي كردستان. وفي الحالة السورية، تركز المشاركات على تجاوز آثار السياسات البعثية الإقصائية التي حرمت المرأة الكردية من الجنسية والحقوق الأساسية.
ونوهت “سهام” إلى أن المرأة الكردية قادرة على لعب دور محوري في إنهاء حالة الانقسام داخل الحركة الكردية، وأنها تملك القواسم المشتركة والرؤى الواعية ما يؤهلها لأن تكون الجسر الجامع بين الفرقاء السياسيين. ولهذا، دعت النساء الكرديات إلى المشاركة الفاعلة والضغط من أجل خروج المؤتمر بقرارات تمثل تطلعاتهن وتعزز دورهن في الحياة السياسية والاجتماعية.
وأكملت سهام: “إن المرأة الكردية، رغم اختلاف انتماءاتها السياسية، تتفق على ضرورة توحيد الصف والرؤية”. كما وجهت نداءً إلى النساء الكرديات خاصة، والشعب الكردي عامة، لتجاوز الخلافات والعمل من أجل بناء مرجعية كردية موحدة تُعبر عن تطلعات الشعب في الداخل والمحافل الدولية.
واختتمت عضوة حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا وممثلة باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي للمرأة الكردية “سهام عموكه”، حديثها، بالتشديد على أن المؤتمر المنتظر يجب أن يرتقي إلى مستوى التضحيات التي قدمتها المرأة الكردية، وأن يكون خطوة نحو بناء دول ديمقراطية، تعددية، لا مركزية، تحترم حقوق الإنسان وتضمن حقوق المرأة والشعوب كافة.