قامشلو/ علي خضير – توافدت حشود من أهالي قامشلو وريفها إلى خيمة العزاء التي نصّبها مجلس عوائل الشهداء بالتنسيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، لتقديم واجب العزاء لأحد أعمدة السلام والديمقراطية، والعضو في وفد إمرالي الشهيد “سري سريا أوندر”، أمام مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو، الأحد في الرابع من أيار الجاري.
توفي عضو وفد إمرالي، والنائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب سري سريا أوندر، الثالث من أيار الجاري، بعد تلقيه العلاج لمدة 18 يوماً في المشفى، وهو من أصول تركمانية، أمضى حياته كلها مدافعاً عن التعايش السلمي بين الشعوب، كان له دوراً بارزاً في الساحة السياسية، مستخدماً الفنّ كوسيلةٍ للنقد الهادف ولإيقاظ وعي الشعوب، شغل منصب نائب في البرلمان التركي، وكان عضواً في وفد إمرالي، عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب.
بدأت مراسم العزاء، بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلا ذلك قراءة برقية تعزية وردت من القائد عبد الله أوجلان، قرأها الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء “معصوم حسن” وجاء في التعزية التالي: “لقد أحزننا رحيل السياسي العزيز سري سريا أوندر، كان شخصًا عظيمًا، وكان بالفعل ابنًا حقيقيًا لشعبه، الهوية الأناضولية والتركمانية فقدت ابناً كبيرًا، كما فقدت مجتمعاتنا وشعوبنا جزءًا كبيرًا من قوتها وتاريخها، أرسل تعازيّ الحارة برحيله”.
وتابع: “أتذكر بكل احترام ما جرى خلال لقائنا الأخير في 27 شباط، حيث طلب أن يقرأ بنفسه الفقرة الأخيرة التي كنت قد ضفتها للدعوة، كان يمتلك عقلية حريصة على السلام، وكان يسعى لتحقيقه دون تراجع، كان صاحب إرادة قوية قادرة على تحويل جميع الأطراف المعادية إلى أطراف صديقة، كان هوية حقيقية للسلام والثقافة”.
وأوضح: “كان يعرف جيدًا أن عملية السلام ستكون مفيدة لنا جميعًا، وكانت هذه أمنيته الكبرى، الأمل لن يموت أبدًا بالنسبة لنا جميعًا، من المهم أن نُمكن عبور هذه الروح إلى السلام، ونتوجه باسم سري سريا أوندر”.
واختتم، معصوم حسن، قراءة رسالة القائد عبد الله أوجلان، بقوله: “مرة أخرى، أعبّر عن تعاطفي الكبير برحيله، وأتقدم بالتعازي إلى عائلته، ورفاقه، وأصدقائه، وجميع شعوبنا الأعزاء، نتمنى للجميع الصحة والعافية”.
ثم ألقيت، عدة كلمات كان أولها باسم مجلس عوائل الشهداء بقامشلو ألقاها “معصوم حسن” وكذلك كلمة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي ألقاها “سليمان عرب”، وأيضاً باسم مؤتمر ستار ألقتها “شيراز حمو”، وباسم حركة المجتمع الديمقراطي، ألقتها رمزية محمد.
الكلمات أكدت، على الحياة التي عاشها سري سريا أوندر، وشددت على إنه قامة أفنت عمرها في سبيل تحقيق السلام والديمقراطية، لجميع شعوب الشرق الأوسط، ولفتوا، بأن فقدانه آلمهم كثيراً، واعتبروه، يوم حزن للشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان.
وأشاروا: إلى إن “مرحلة السلام والديمقراطية خسرت قامة وطنية ومناضلة، لما أثبتته شخصية الشهيد سري سريا أوندر، بأنَّ التماسك التاريخي والحضاري والمجتمعي لشعوب المنطقة، هو أقوى من الذهنيات القوموية والعنصرية التي حاولت تفتيت المجتمع والعيش المشترك”.
وبينوا: إنَّ “الشهيد سري سريا أوندر، كان له دور كبير في نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، وحوّل جميع إمكاناته لمواجهة كافة السياسات الهادفة إلى تفتيت المجتمع”.
في الختام عاهدوا في السير على خطاه، وتحقيق ما كان يصبو إليه، من أهداف سامية، ولعل على رأسها إرساء السلام والديمقراطية، التي ناشدها القائد عبد الله أوجلان.