لم يكن رفع الألقاب وحده الدافع وراء استمرار محمد صلاح مع ليفربول، بل طموحه لتحقيق المجد الكروي، مما دفعه لتجديد عقده حتى 2027، مفضلًا ذلك على عروض مغرية من الشرق الأوسط.
بعد تتويج ليفربول بلقبه العشرين في الدوري الإنكليزي الممتاز، معادلًا الرقم القياسي، قال صلاح: “كل الفرق تفوز بمباريات، لكن في النهاية هناك بطل واحد فقط، وهذا ما تخلّده كتب التاريخ”.
خلال احتفالات آنفيلد بعد الفوز الساحق (5-1) على توتنهام، كشف صلاح لـ”سكاي سبورتس” أنه نصح المدرب آرني سلوت قبل بداية الموسم بتقليل مهامه الدفاعية لزيادة إسهاماته الهجومية، مضيفًا: “أنا سعيد لأن المدرب استمع لي، والآن ترون النتائج بالأرقام”.
سجل صلاح 28 هدفًا وصنع 18 تمريرة حاسمة هذا الموسم، مؤكدًا تألقه رغم بلوغه 32 عامًا، وخلال الأشهر الـ9 الماضية، حطم العديد من الأرقام القياسية، ومع تمديد عقده، يبدو جاهزًا لكسر المزيد.
هدية عيد الميلاد المبكرة
بعد خسارة ليفربول 4 نقاط أمام نيوكاسل وفولهام، أكد الريدز تفوقه في الدوري بفوز ساحق (6-3) على توتنهام في 22 كانون الأول الماضي. كان ذلك اليوم استثنائيًا لصلاح، الذي سجل هدفين وصنع 2 آخرين لدومينيك سوبوسلاي ولويس دياز.
بهذا الأداء، وصل صلاح إلى رقمين مزدوجين في الأهداف والتمريرات الحاسمة للموسم الرابع على التوالي، والسادس في مسيرته، محققًا رقمًا قياسيًا. كما أصبح أول لاعب يحقق هذا الإنجاز قبل عيد الميلاد.
وقال صلاح: “لم أفكر في الأمر قبل المباراة، لكنني سعيد بتحقيقه. إنه إنجاز يجعلني فخورًا، وسأواصل العمل بجد”.
مضاهاة ميسي
في 23 شباط الماضي، قاد صلاح ليفربول لفوز حاسم (2-0) على مانشستر سيتي في ملعب الاتحاد، بافتتاحه التسجيل بحيلة ذكية من ركلة ركنية وتمريرته الحاسمة لسوبوسلاي.
وأصبح صلاح أول لاعب منذ ليونيل ميسي (2014-2015) يسجل ويصنع في 11 مباراة بموسم واحد بالدوريات الأوروبية الكبرى، وأول لاعب في البريميرليغ يسجل ويصنع في مباراتين ضد حامل اللقب، محققًا 15 مساهمة تهديفية ضد فرق بيب غوارديولا.
رقم قياسي جديد
بعد يومين من تمديد عقده، قدم صلاح تمريرة حاسمة رائعة بوجه القدم الخارجي للويس دياز ضد وست هام، رافعًا مساهماته التهديفية إلى 45 في موسم من 38 جولة، وهو رقم قياسي جديد.
ومع 45 مساهمة في 34 مباراة، يحتاج صلاح إلى مساهمتين فقط في الجولات المتبقية لتجاوز رقم آلان شيرر وآندي كول في موسم الـ42 مباراة.
وبالتزامه مع ليفربول حتى 2027، قد يتصدر قائمة المساهمات التاريخية في الدوري، حيث يحتل المركز الخامس حاليًا (270 مساهمة) ويقترب من رايان جيجز (271) وفرانك لامبارد (279).
معادلة إنجازات هنري
يُعتبر تييري هنري أسطورة البريميرليغ، لكن صلاح يقترب من منافسته، حيث يعد هنري الوحيد الذي سجل وصنع 20 هدفًا في موسم واحد، ويتقاسم رقم أكثر التمريرات الحاسمة (20) مع كيفين دي بروين.
محمد صلاح، بـ18 تمريرة حاسمة، يحتاج خطوتين لمعادلة هذين الإنجازين، وسيحرص على اللعب في جميع المباريات المتبقية رغم حسم اللقب.
الحذاء الذهبي الرابع والأول أوروبيًا
يتصدر صلاح (28 هدفًا) ترتيب هدافي البريميرليغ بفارق 6 أهداف عن ألكسندر إيزاك، لكن إيرلينج هالاند صاحب الـ21 هدفا يشكل تهديدًا، لكن صلاح في موقف قوي لمعادلة رقم هنري بالفوز بالحذاء الذهبي الرابع. على المستوى الأوروبي، ينافس صلاح فيكتور جيوكيريس (سبورتنغ لشبونة) على الحذاء الذهبي الأوروبي، ويفصله عنه نقطة واحدة فقط، مع ميزة احتساب أهداف البريميرليغ بنقاط أعلى.
إلى أين سيصل صلاح؟
بتسجيله هدفين من ركلتي جزاء أمام ساوثهامبتون في 8 آذار الماضي، أصبح صلاح ثالث أفضل هداف في تاريخ ليفربول (243 هدفًا)، مقتربًا من روجر هانت (285).
وفي الدوري الإنكليزي الممتاز، بات صلاح ضمن أفضل 10 صانعي أهداف، بـ(87 تمريرة حاسمة)، لكن فرصته ضئيلة في إزاحة رايان جيجز عن صدارة القائمة (162).
مهما كانت النتيجة، أثبت صلاح هذا الموسم أنه أحد أعظم لاعبي البريميرليغ في التاريخ، ومسيرته لا تزال تكتب فصولًا جديدة من الإبداع والتألق.