قامشلو/ سلافا عثمان ـ ضمن خطتها الاستراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، تنهي لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في مقاطعة الجزيرة المرحلة الأولى لمشروع 40 ألف شجرة زيتون وتبدأ بمرحلة الرعاية والسقاية المنتظمة، لضمان استدامته وتحقيق أهدافه التنموية والاقتصادية.
لم تعد أشجار الزيتون مجرد فكرة على الورق، بل واقع يمتد على سبع مناطق في الجزيرة. ما بدأ كمشروعٍ زراعي قبل أشهر، تحوّل اليوم إلى مهمة يومية من الرعاية والمتابعة، بين السقاية والمراقبة، تتكامل الجهود لضمان أن تُثمر هذه الغراس مستقبلًا زيتًا يكفي المنطقة ويفيض.
زيتون يمتد عبر المدن
وبهذا الصدد بيّن رئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في مقاطعة الجزيرة “سوزدار برو” لصحيفتنا “روناهي”، إن المشروع جاء كخطوةٍ عملية لتطوير القطاع الزراعي، وتنشيط زراعة الزيتون كإحدى الركائز الأساسية للزراعة المحلية: “بدأنا عمليات توزيع الأشجار وزراعتها في التاسع عشر من آذار، وتمكّنا من إنهاء التوزيع والزراعة في جميع المناطق بحلول أوائل شهر نيسان”.
وأشار إلى أن المشروع يندرج ضمن خطة طويلة الأمد تهدف إلى جعل المنطقة أكثر اعتماداً على إنتاجها المحلي، لا سيما في مجال إنتاج زيت الزيتون الذي يحظى بأهمية غذائية واقتصادية كبيرة.
المناطق المستهدفة
وشملت عملية الزراعة سبع مناطق أساسية، حيث تم توزيع الأشجار على النحو التالي: قامشلو: 6000 شجرة، الحسكة: 10,000 شجرة، الدرباسية: 6500 شجرة، تربه سبي: 6500 شجرة، جل آغا: 3200 شجرة، كركي لكي: 2000 شجرة، ديرك: 3000 شجرة.
وأكد برو أن جميع المستلزمات الأساسية الخاصة بريّ الأشجار قد جُهزت بشكل كامل، من شبكات تنقيط وخراطيم مياه إلى آبار وغطاسات، كما لفت إلى أن اللجنة باشرت حالياً العمل على تركيب منظومات طاقة شمسية لتشغيل الآبار، بهدف تأمين عملية السقاية بشكل مستدام، خاصةً في فصل الصيف.
وأوضح أن الأشجار يتم سقيها وفق نظام منتظم مرة كل سبعة أيام، مشدداً على أن نظام التنقيط تم اختياره لتوفير المياه وضمان التوزيع المتوازن لها: “نحن الآن في مرحلة العناية، وكل ما تحتاجه الأشجار من مياه أو أسمدة أو تدخلات علاجية نقوم بتأمينه بشكل فوري”.
تعزيز الاقتصاد المحلي
ونوه إلى أن اللجنة اعتمدت آلية مباشرة في إدارة المشروع على الأرض، حيث تم تكليف عائلة في كل موقع من المواقع السبعة لرعاية الأشجار، وتشمل مهامها السقاية، المتابعة اليومية، والتبليغ عن أي مؤشرات تدل على مرض أو تراجع في صحة الأشجار: “إن هذه العائلات تتلقى مقابلاً مبلغاً مالياً شهرياً لقاء جهودها، ضمن سياسة تشجيع المشاركة المجتمعية في المشاريع الزراعية، وتعزيز فرص العمل في المناطق الريفية”.
وأشار إلى أن المشروع لم يتوقف عند الزراعة، بل دخل مرحلة العمل الفعلي، التي تتطلب المتابعة المستمرة والميدانية من قبل المختصين واللجان الفنية: “كل تحدي تواجهه الأشجار، سواء مناخياً أو زراعياً، نعمل على معالجته بشكلٍ فوري، ولدينا خطط للطوارئ والتطوير”.
وإن لجنة الزراعة ملتزمة بتأمين كل ما يلزم لضمان استدامة المشروع، سواءً على مستوى البنية التحتية أو الخدمات الزراعية أو الدعم الفني واللوجستي للعاملين.
واختتم رئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في مقاطعة الجزيرة “سوزدار برو” حديثه: “مشروع زراعة الزيتون في الجزيرة ليس فقط مشروعاً موسمياً، بل هو استثمار طويل الأمد في أرضنا، ونعمل بكل مسؤولية على حمايته وتطويره ليكون نموذجاً ناجحاً في التنمية المستدامة، ودعماً فعلياً لاقتصاد المنطقة ومصدر فخر لأهلها”.