كوباني/ سلافا أحمد ـ هنأت عاملات من مدينة كوباني يوم العمال العالمي للنساء العاملات في العالم، وأكدن أن هذا اليوم هو مميز لجهودهن في التنمية والبناء والعمل رغم الصعوبات والعوائق، وهو فرصة للمطالبة بحقوقهن.
يصادف اليوم العالمي للعمال الأول من أيار، وبهذه المناسبة تؤكد المرأة العاملة دورها الكبير في بناء المجتمعات، فتسعى جاهدة في كسب قوت يومها، لإعالة بالرغم من الصعوبات المعيشية والمجتمعية، متحدية المحن لتؤكد نجاحها في مختلف الميادين.
جهود المرأة العاملة في بناء الحياة
وبهذه المناسبة، التقت صحيفتنا “روناهي”، عاملات من مدينة كوباني. “نارين محمد” من حي “كاني كردان” تعمل في زراعة وحراثة الأرضي، لإعالة عائلتها المكونة من سبعة أشخاص، والتي استهلت حديثها في تهنئة اليوم العالمي للعمال النساء العاملات اللواتي يناضلن من أجل قوت يومهن، وتأمين عيش كريم لأطفالهن.
وتابعت نارين: “أنا أم لخمسة أطفال وزوجي عاجز عن العمل لأسباب صحية، فقررت أن أعمل مع أهلي في زراعة الأراضي، لإعالة عائلتي وتأمين قوتهم اليومي، وسط حالة الغلاء والحرب التي نعيشها”.
تفضل نارين ترك أطفالها الصغار في المنزل، والعمل ساعات طويلة في الأرض تحت الشمس الحارة للعيش بكرامة والاعتماد على ذاتها: “إنني أفتخر بنفسي، وأعمل بكرامة في إعالة عائلتي ومساندة زوجي”.
ولفتت بأن أجورها قليلة مقارنة بالحالة المعيشية: “وسط حالة الغلاء التي تشهدها المنطقة، تبدو الأجور غير متكافئة مع الجهد الكبير الذي نبذله في العمل المضني، وبالرغم من انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في الفترة الأخيرة، إلا أن أسعار السلع والمستلزمات لم تنخفض، وأجورنا لن تسد حاجاتنا اليومية”.
وأكدت بأن الأول من أيار يوم مبارك لهن، لأنه فرصة للمطالبة بحقوقهن: “على كل امرأة عاطلة عن العمل، التوجه إلى الميادين والعمل بكل حرية وجهد، في بناء بلدها ومساندة عائلتها”.
على الجهات المعنية مساعدة العاملات
أما الشابة “رانيا مصطفى” والتي تبلغ من العمر 18 عاماً، تعمل في معمل “حلويات غالب” لتساند والدها في إعالة أسرتهم، ترى رانيا بأن المرأة حينما تعمل تثبت قدرتها على تحمل ما تجابه من تحديات وتثبت وجودها في المجتمع.
وبينت بأنها قصدت العمل في أحد معامل الحلويات في المدينة، لمساعدة والدها في مصروف عائلتهم، مؤكدة بأنها تحاول بعملها اكتشاف وإثبات قدراتها في التحمل والتكيف مع الصعاب.
ونوهت رانيا، إلى أنها تواجه التحديات والصعوبات لتعتمد على ذاتها، ولتبرهن للعالم أنها قادرة على فعل كل شيء.
وتطرقت إلى الأجر الذي تقاضيه في الشهر: “إن راتبي يصل إلى 700 ألف ليرة سورية في الشهر، وهذا لا يسد حاجتنا في العائلة، في ظل الغلاء والصعوبات المعيشية التي تمر بها المنطقة. لذا؛ نطالب الجهات المعنية العمل على رفع أجورنا حتى تتكيف والحالة المعيشية للمنطقة والجهد الذي نقدمه في عملنا”.
وفي ختام حديثها، أكدت “رانيا مصطفى”، بأن المرأة هي الفئة الأكثر أهمية في المجتمع؛ لأنها تعمل بشكل مستمر، في سعي منها لتطوير مجتمعها وذاتها، وتحقيق استقلالها المادي، وأن يكون لها بصمة في جوانب الحياة.