روناهي/ تل حميس ـ أكد أحد مزارعي ريف مدينة تل حميس “عزيز السيد”، بأن تركيب منظومة الطاقة الشمسية يمثل الحل الأنسب لمستقبل الزراعة في المنطقة، كما إنها ليست فقط وسيلة لتقليل التكاليف، بل أيضاً وسيلة لتحسين الإنتاجية وتعزيز الاستدامة.
تعتبر الطاقة الشمسية واحدة من أبرز مصادر الطاقة المتجددة التي تكتسب شهرة متزايدة في السنوات الأخيرة، فمع تزايد التحديات الاقتصادية والبيئية، أصبح من الضروري البحث عن حلول بديلة ومبتكرة لتلبية احتياجاتنا من الطاقة، وخاصةً في المجالات الزراعية.
تجربة المزارع عزيز
ففي هذا السياق، يبرز دور الطاقة الشمسية كخيارٍ مستدام يمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في كيفية إدارة الموارد الزراعية، فالمزارع “عزيز السيد” أحد مستخدمي الطاقة الشمسية كبديلٍ لمصادر الطاقة التقليدية، ومدرك لأهمية الانتقال إلى الطاقة المتجددة لتحقيق استدامة حقيقية في قطاع الزراعة.
وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” بأحد المزارعين في الريف الجنوبي لمدينة تل حميس “عزيز السيد” حيث أشار في بداية حديثه إلى: “على مر السنوات، كانت احتياجاتنا من الطاقة تعتمد بشكلٍ كبير على الكهرباء في البداية، ولكن مع مرور الوقت، انتقلنا إلى استخدام محركات المازوت، هذا التحول جاء نتيجة للبحث عن حلول سريعة لمواجهة مشاكل الطاقة، ولكننا لم ندرك عواقب هذا القرار في ذلك الحين”.
وتابع السيد: “واجهتنا العديد من التحديات، أبرزها ارتفاع أسعار المازوت وصعوبة الحصول عليه، أدت هذه الظروف إلى زيادة الأعباء المادية على المزارعين، وأثر ذلك بشكل مباشر على إنتاجنا الزراعي، فكان الاعتماد على محركات المازوت يعني أيضاً مواجهة الأعطال المتكررة، مما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة ورفع تكاليف الإنتاج”.
وأضاف السيد: “ومع ذلك، بدأت أفكر في الطاقة الشمسية كخيارٍ بديل فبعد البحث والاستشارة مع زملائي المزارعين، قررت أن أجرب تركيب نظام طاقة شمسية لتشغيل مضخات المياه، لقد كانت تجربتي رائعة، بفضل الألواح الشمسية، تمكنت من تشغيل مضخات المياه بكفاءة عالية، مما ساهم في خفض التكاليف التشغيلية بشكل ملحوظ”.
كما أوضح: “عندما بدأت باستخدام الطاقة الشمسية، لاحظت تحسناً في إنتاجيتي الزراعية، فأصبحت قادراً على ري المحاصيل بشكلٍ منتظم دون الاعتماد على وقود مكلف، كما أنني استطعت توسيع المساحات المزروعة وتحسين جودة المحاصيل، النتائج كانت مشجعة، وأعطتني دافعاً أكبر للاستمرار في هذا الاتجاه”.
الصعوبات التي تواجه مشاريع الطاقة الشمسية
فكل نجاح في الحياة تواجهه العديد من الصعوبات والتحديات فمشروع الطاقة الشمسية أمامه العديد من التحديات كما بيّن لنا السيد: “ارتفاع تكلفة الاستثمار الأولية؛ بسبب التكاليف الأولية المرتبطة بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية والتي تحتاج إلى رأس مال كبير في البداية، كما أن تغيرات الطقس والمناخ.. ففي الأيام الغائمة أو الشتاء تتوقف الطاقة عن العمل، بالإضافة إلى تخزين الطاقة.. نحتاج إلى بطاريات بتكلفة كافية لتوفير الطاقة ليلاً أو في الأيام غير المشمسة وعمر البطارية محدود وتحتاج إلى استبدال دوري”.
ففي الختام يرى المزارع “عزيز السيد” إن الطاقة الشمسية تمثل الحل الأنسب لمستقبل الزراعة في مدينة تل حميس وريفها الجنوبي، كما إنها ليست فقط وسيلة لتقليل التكاليف، بل أيضاً وسيلة لتحسين الإنتاجية وتعزيز الاستدامة، فهو يأمل أن يتمكن المزيد من المزارعين من الاستفادة من هذه التقنية، وأن يحظى الجميع بالدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف، حيث يمكنهم من بناء مستقبل زراعي أفضل وأكثر استدامة، يضمن لهم ولأجيالهم القادمة الأمن الغذائي والازدهار.