قامشلو/ سلافا عثمان – أكدت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الوطني الكردستاني “زينب مراد”، أن دور المرأة الكردية في روج آفا يمثل خطوة تاريخية ومهمة في مسيرة النضال الكردي، معتبرة أن ما حققته المرأة يشكل انتصاراً كبيراً في سبيل الحرية والمساواة، خاصة في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها المنطقة وسوريا بشكل خاص.
في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها روج آفا، برز دور المرأة عنصراً محورياً في صياغة واقع جديد، تجاوز الأدوار التقليدية نحو المشاركة الفاعلة في القيادة، والتنظيم، والدفاع.
نموذج ديمقراطي لا مركزي
أوضحت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الوطني الكردستاني “زينب مراد”، القادمة من بروكسل، خلال مشاركتها في كونفرانس “وحدة الصف والموقف الكردي” في روج آفا، أن هذه الخطوة تمثل لحظة تاريخية وانتصاراً سياسياً كبيراً للشعب الكردي، مشيرة إلى أن مساعي توحيد الصف الكردي مستمرة منذ سنوات طويلة، وهو مطلب شعبي يعكس طموحات وتضحيات أجيال من الكرد في مختلف أجزاء كردستان: “لقد حضرنا هذا المؤتمر بكل سرور وامتنان، لما له من أهمية استراتيجية في توحيد الجهود السياسية والتنظيمية لأحزاب وقوى روج آفا، وهذا بحد ذاته يعد انتصاراً كبيراً لشعبنا الكردي في هذه المرحلة المفصلية”.
ونوهت أن المؤتمر يمثّل خطوة تاريخية نحو توحيد الرؤية السياسية للكرد في روج آفا، وفتح صفحة جديدة من العمل المشترك الذي يمكن أن يسهم في تقريب وجهات النظر، ليس فقط داخل سوريا، بل أيضاً على مستوى القضية الكردية في عموم المنطقة، وأن ما تحقق منذ بداية الثورة السورية هو فرصة نادرة لصياغة نموذج حكم يعكس إرادة الشعب، ويضع حداً لعقود من التهميش والإقصاء.
وفي معرض حديثها عن التجربة السياسية في إقليم شمال وشرق سوريا، أشارت إلى أن الإدارة الذاتية تمثل إطاراً ديمقراطياً جديداً، يتجاوز مفاهيم الدولة القومية المركزية، ويمنح الشعوب فرصة تقرير مصيرها ضمن نظام لا يُقصي أحداً، وأن هذا النموذج بات يحظى باهتمام إقليمي ودولي، لأنه يقدم بديلاً واقعياً عن الصيغ القديمة التي أثبتت فشلها.
سوريا المستقبل تبدأ بالمرأة
وفي سياق متصل أكدت “زينب” على أن المرأة في قلب هذا المشروع التحرري، لم تكن مشاركتها شكلية أو محصورة في الأدوار التقليدية، بل قيادية وحاسمة في مختلف الميادين، من العمل السياسي إلى الدفاع الذاتي، ومن بناء المؤسسات إلى صياغة الرؤى الاستراتيجية.
ونوهت إلى: “إن المرأة الكردية في روج آفا، أصبحت رمزاً للتحدي والتغيير، وأسهمت في إعادة تعريف مكانة المرأة في مجتمع لطالما همّشها”. كما بيّنت أن هذه التجربة النسوية لا تقتصر في تأثيرها على الإطار المحلي، بل امتدت لتلهم حركات نسوية عالمية، حيث باتت نساء روج آفا مثالاً للقوة والتنظيم والتجدد: “نحن نؤمن بأن دعمنا لا يقتصر على المرأة الكردية فقط، بل يشمل المرأة العربية والسريانية وكل شعوب سوريا. فنضالنا واحد، وانتصارنا يجب أن يكون مشتركاً يخدم شعوب هذه الأرض”.
وفيما يتعلق بمسألة الدستور السوري المؤقت، ترى “زينب” أن هناك مخاوف حقيقية تتعلق بتثبيت حقوق المرأة في أي صيغة دستورية مقبلة، وأن غياب الضمانات الواضحة لحقوق النساء في بعض المبادرات السياسية يُعدّ انتكاسة لا يمكن قبولها، وأي مشروع دستوري جديد يجب أن يُبنى على أسس العدالة والمساواة، وأن يعترف بالدور المحوري للمرأة في النضال والمجتمع.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الوطني الكردستاني “زينب مراد“، حديثها، مشددةً على ضرورة توسيع دائرة الدعم لقضايا المرأة ليشمل فئات المجتمع، وأن العدالة لا يمكن أن تتحقق في ظل التمييز أو التهميش: “إن أي دستور دائم لسوريا يجب أن يُبنى على أسس ديمقراطية تضمن العدالة والمساواة لجميع الشعوب، وعلى رأسها النساء، اللواتي كنّ في طليعة النضال والتضحيات”.