No Result
View All Result
المشاهدات 25
روناهي/ الطبقة ـ تلعب المرأة دوراً أساسياً في الأسرة وفي المجتمع وخاصة في تربية أطفالها وتنشئتهم التنشئة الأخلاقية والأسرية والاجتماعية المناسبة حيث يكون للأم الدور الأكبر في رعاية أطفالها والاهتمام بهم واختيار أصدقائهم في محيطهم الاجتماعي وتأثرهم به وتأثيرهم فيه وما ينعكس من سلوكهم وتصرفهم على المجتمع وتنمية أفكارهم وهنا يأتي دور الأم في تقويم إعوجاجهم عند الخطأ وتصحيح تصرفاتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ليكون لهم الدور الأساسي في بناء المجتمع والحد من التقاليد والعادات البالية في المحيط الثقافي والاجتماعي.
وخاصة أن المهمة الملقاة على عاتق المرأة في المجتمع هي بناء المجتمع على أساس صحيح وفي مجرى التاريخ معروف أن المرأة هي تربي الأجيال وتصحح مسار المجتمع، ماعدا دورها التاريخي في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية فتصدق المقولة التي تقول المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر.
وفي لقاء أجرته صحيفة روناهي مع نائبة الناطقة باسم المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة روشين محمد لتتحدث عن دور الأم المهم في رعاية أطفالها، فالمرأة من هذا الباب تبدأ رحلتها مع أطفالها حيث تسلك الطرق السليمة لاستغلال القدرات الذهنية الكامنة لدى أطفالها وبذلك تحقق النجاح المأمول لتكون الحلقة الأولى في سلسلة النجاحات الأسرية.
تنشئة جيل واعٍ منذ الولادة
وأكدت روشين محمد أن اهتمام المرأة بأطفالها هو شعور فطري وعاطفي بينما توجد عبارة خاطئة تقول الملك يولد ملكاً والأمير يحمل لقبه وهو في المهد ومن هنا يأتي دور الأم لترسخ الأفكار الصحيحة وتزرعها في ذهن أطفالها وهذا يكون بترتيب خطواتها العلمية للتفكير المنطقي السليم وتحاول أن تلتمس نتائج هذا التفكير من خلال طريقة أسلوبها في تواصلها مع الاطفال وصب كلَّ اهتمامها عليهم لتبني في ذاكرتهم الخبرات والمعلومات التي ستقوم حياتهم عليها مثال الصدق والإحسان الحب.
وأشارت روشين أن اهتمام المرأة بالمنزل هو واجب أساسي على الأم لأن اهتمامها بالمنزل يعني اهتمامها بالأولاد من ترتيب ونظافة ولباس وإعطاء الحب والحنان في جو منزلي ملائم مما يعطي الأجواء الجميلة والراحة النفسية للأولاد ودفعهم للاعتماد على نفسهم وتنظيمهم التنظيم الصحيح ومساعدتهم والمتابعة في واجباتهم الدراسية والسؤال والاستفسار حول علاقاتهم بالمحيط المسجل على كافة الصعد (الأصدقاء والأقرباء والمعلمين) ومساعدتهم في التوعية للتعايش مع المحيط بالشكل الصحيح لذا دور الأم مهم في جميع نواحي الحياة.
لتكون المرأة مُلِمة بمعارف أبنائها
وأوضحت روشين أن للمحيط الأسري ورفاق المدرسة ضوابط مهمة يجب على الوالدين الاهتمام بها وخاصة الأم حيث يؤثر الرفاق على بعضهم البعض بطريقة جوهرية حيث أنهم من الممكن أن يتناقلوا عادات سلبية مثل التدخين والهروب من المدرسة ومشروبات الطاقة، وعلى الأم متابعة أطفالها في عمر المدرسة بين 8ـ15 سنة لأن هذه المرحلة كما يعرفه الجميع وخاصة عند علماء النفس هي مرحلة الاقتداء بالآخرين وهي الفترة التي يبدأ فيها الأطفال تقليد سلوك الآخرين، وعلى الأم أن تلاحظ كل المحيط ابتداءً بالأطفال في الاسرة الأب والأم والأعمام والأخوال إلى المدرسة والمعلمين والأطفال الأكبر عمراً منهم وما يقتبسون من تصرفاتهم في محيط الأسرة. وأن تكون الأم ملمة بكل الظروف المحيطة بطفلها حتى وهم في المدارس فيجب على الأم التواصل مع المعلمة والإدارة بشكل دائم لتعرف الأصدقاء والتصرفات الغريبة التي تطرأ على سلوك طفلها وتعيد تقييمها وتتعرف على أصدقائهم وربما تحاول الوصول إلى ذويهم لتعرف البيئة التي انطلقوا منها وتشكل حلقة أكبر للمعرفة.
اكتساب الأسلوب الصح
وذكرت روشين أن دور المرأة في التربية مهم جداً فيجب على المرأة أن تدرك بأن عقل الطفل أشبه بالقرص الصلب في الحاسوب ليس له دور سوى نسخ المعلومات وتخزينها ثم يعطيها مرة أخرى فإن أعطيته الحب سيعطيني الحب وإن أعطيته الثقة سيعطيني الثقة وإن أعطيته الخوف سيعطيني الخوف أي أنه سيرد علي بالمثل وهكذا على الأم أن تعرف جيداً ماذا تمنح أطفالها وعليها أن تمارس بعض التصرفات أمام أطفالها ليكتسبوا هذه التصرفات مثل القراءة ـ الصدق.
وتابعت روشين حديثها عن دور المرأة في توجيه سلوك طفلها الخاطئ بتوجيه سلوكه وتوجيه انتباهه إلى السلوك الصحيح فتربية المرأة الصحيحة تعزز ثقة الطفل بنفسه فالسلوك هو عبارة عن مسارات في الدماغ تربط الكثير والكثير من خلايا تلك المسارات لتثبت النشاط والطاقة لدى الطفل، في كل يوم يسلك الطفل الكثير والكثير من الأنشطة والسلوكيات قد تبرمج دماغه عليها في المراحل السابقة وهنا على الأم أن تكون شديدة الحساسية تجاه سلوكيات طفلها وتقوم بتقييمها فإن وجدت سلوك خاطئ عليها أن تقوم بإعادة تقييم المواقف التي مر بها الطفل ولما استوجب عليه أن يتخذ هذا السلوك. ولنفرض بأن الطفل قد بدأ بالكذب على الأم أن تعرف لما لجأ إلى الكذب فهل هي حل لمشكلة ما أو متعة ما، هنا يأتي دور الأم لتصل بطفلها إلى نتيجة وهو أن الصدق هو الحل الأنسب والأفضل ليتخلى عن الكذب مرة بعد أخرى فتعيد برمجته العصبية وكل عادة جديدة تمحو عادة قديمة.
السلوك الصحيح يؤدي إلى التريبة الصحيحة
ونوهت روشين بأن الصعوبات التي تواجهها المرأة أطفالها هي : أحياناً تقع الأم بمطب هو عدم القدرة على التواصل مع أطفالها فتخلق فجوة عميقة بينهم وعليها بهذه الحالة أن تعيد نظرتها لنفسها وتعيد تقييمها سلوكها فالطفل كما قلنا سابقاً يقوم بامتصاص كل الأفكار واستقبالها كالقرص الصلب للحاسوب وأحياناً يكون لدى الطفل ميزات تفوق ذويه من الأطفال كأن يكون أكثر عناداً أو عدوانياً تجاه أقرانه هنا يكون العبء أكبر حيث يجب أن تخص هذا الطفل برعاية تامة وتحاول خلق سلوكيات جديدة تعيد من خلالها تقويم سلوك طفلها وإيصاله للجادة الصحيحة.
ونبهت روشين حول ضرورة تقييم المرأة لسلوكها الصحيح وسلوكها الخاطئ في التعامل أمام الأطفال حيث يأتي تقييم المرأة للسلوك عن دراية وحسن تصرف من خلال استخدام الأفعال التي تصدر عن الأم وتصدر عن طفلها وهنا يأتي دور ثقافة ومفهوم الاعتقاد اعتقاد الأم بنفسها وسلوكها وقدرتها على التقييم ما إذا كان سلوكها خاطئ أم صحيح ويمثل الاعتقاد أكبر إطار للسلوك وعندما يكون الاعتقاد قوياً ستكون تصرفات الأم متماشية مع هذا الاعتقاد. أحياناً يكون التوبيخ عقوبة على نفسية الطفل في حين أطفال آخرين تضطر الأم لتمارس الضرب بحقهم.
لا تمييز بين الجنسين
ووجهت روشين الأمهات بما يخص العادات التي تقف مانعاً أمام المرأة لتوجيه طفلها في المرتبة الأولى من العادات هي تدخل الأقارب في توجيه الأم لأطفالها منهم الجد والجدة والأعمام …وفي المرتبة الثانية عاداتنا في التمييز بين الولد والبنت نقوم بتربية الولد وزرع الذهنية الذكورية فيه من طفولته الأولى ونقوم بكبت الطفلة وتربيتها على الخنوع فهذا التصرف خاطئ.
وعددت روشين الأفكار التي تنمي المرأة من خلالها أفكار ولدها مشيرة إلى المبادئ الأساسية التي يجب أن تقف عندها المرأة منها تعليم الأطفال كيفية الحوار والنقاش وتشجيعهم على القراءة مما ينمي قدرتهم العقلية وتريبتهم على أساس أن يكون لديهم هدف في الحياة ليناضلوا من أجله.
وأعادت روشين الخيارات البديلة لإرادة الأم حيث تبقى إرادة الأم أقوى من إرادة اطفالها ونعود للحديث عن البرمجة العصبية للطفل عندما أحاول لفت انتباه طفلي إلى انماط مختلفة من السلوك وهو لا يستجيب لكل تلك المحاولات نلجأ في هذه الحالة إلى شيء بسيط وتحفيز الطفل بالعبارات اللطيفة المتكررة والمستمرة دون ملل مثال: أنت طفل مجتهد، أنت طفل ذكي، أنت طفل جميل، انت طفل نظيف، مع الاستمرار والتكرار تنطبع هذه العبارات في عقله الباطن ومع مرور بعض الوقت ستلاحظ الام بأن طفلها بدأ يستجيب لكل رغباتها وفي النهاية يكون سلوك الطفل هو انعكاس لسلوك الأم فعليها أن تسلك كل سلوك تُحب أن يسلكه طفلها.
خلاصة الكلام دور الأم هو الأساس في تربية الأطفال وتنشئة المجتمع ولكن هذا لا يعني ألا يشارك الأب أيضاً في القيام بهذا الدور.
No Result
View All Result