كوباني/ سلافا أحمد ـ أشارت ناطقة مكتب العلاقات في مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الفرات “ليلى أحمد”، أن المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني له أهمية تاريخية في ظل المرحلة الراهنة، وأكدت أن للمرأة المناضلة بصفوف الحزب دوراً هاماً في نجاح عملية السلام.
عقد حزب العمال الكردستاني، مؤتمره الثاني عشر بين الخامس والسابع من أيار الجاري، في ساحتين مختلفتين من مناطق الدفاع المشروع، جاء ذلك تلبية لنداء القائد عبد الله أوجلان التاريخي، حول مبادرة السلام والمجتمع الديمقراطي، التي وجهها في 27 شباط المنصرم، خاتما بذلك مرحلة الحرب والصراع بعد 52 عاماً من خوض نضال تاريخي في أجزاء كردستان الأربعة.
وجاء عقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، في مرحلة حساسة ومصيرية للشعب الكردي، وشعوب المنطقة كافة، حيث حول الحزب الحركة الثورية المسلحة فكراً حراً سلمياً وديمقراطياً.
وكان للمرأة على مر سنوات النضال في حزب العمال الكردستاني بقيادة القائد عبد الله أوجلان، دور ريادي وفاعل، في قضية الشعب الكردي وتحرره من قيود العبودية والاستبدادية، وتحرر المرأة من قوقعة الذهنية السلطوية، والتي اكتسبت هويتها الحقيقة.
المؤتمر تلبية لنداء السلام
وبهذا الصدد، أشارت ناطقة مكتب العلاقات في مجلس حزب الإتحاد الديمقراطي في مقاطعة الفرات “ليلى أحمد”، في لقاء خاص لصحيفتنا “روناهي”، إن الشعب الكردي يشهد مرحلة تاريخية حساسة ومفصلية، ورياح التغيير قادمة، والظروف الدولية مواتية لحل القضية الكردية.
وأضافت: “بعد تقسيم كردستان في معاهدة سايكس بيكو عام 1916 وما ذاقه الشعب الكردي من ويلات الحروب وسياسات الإنكار والتهميش، كان فكر القائد عبد الله أوجلان المنقذ الوحيد من سياسات الدكتاتوريين الذين كان يسعون إلى تصفية الوجود الكردي والقضاء عليه كلياً، وبفضل نضال وتضحيات حزب العمال الكردستاني الناشئ على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، أصبح للكرد معادلة لا يمكن تهميشها وقوة مؤثرة لحل قضية الشرق الأوسط”.
ووصفت ليلى عملية السلام التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان المنادي بالسلم والسلام للمنطقة بالتاريخي: “النداء الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، كان نداءً تاريخياً يخدم المرحلة لإيقاف نزيف الدماء في المنطقة، ويخدم القضية الكردية، وكذلك استجابة حزب العمال الكردستاني هذا النداء هو إتمام المسيرة النضالية، التي كانت دوماً على أساس التجدد والانبعاث والنهضة الوطنية في أجزاء كردستان الأربعة”.
نضال المرأة ودورها التاريخي
وتطرقت ليلى إلى ما حققته المرأة في صفوف حزب العمال الكردستاني: “كان حزب العمال الكردستاني دوماً حزباً ريادياً في الدفاع عن حقوق شعوب المنطقة المضطهدة وحقوق المرأة، وناضل على تلك الأسس مقدماً أكبر التضحيات، وكانت ثورة المرأة من أهم الإنجازات التي تحققت بالنضال التاريخي”.
وتابعت: “المرأة في الشرق الأوسط كانت مجردة من حقوقها، وكانت تنتقل من وصي إلى وصي، من أب يحكمها إلى زوج يمتلكها، مجرد أداة لخدمة المالك، ولكنها اليوم أصبحت ريادية في المجالات الإدارية والدبلوماسية والعسكرية، وأصبحت بنضالها القوة الأكثر فاعلية في المجتمع، فنحن نعلم إن تحرر المجتمع مرهون بتحرر المرأة، فالمرأة نصف المجتمع وبانية نصفه الآخر، فعندما يكون نصف المجتمع حراً ديمقراطياً، فإنه سيبني النصف الآخر على أسس الحرية والديمقراطية”.
ونوهت إلى: “في ثورات العالم، كانت المرأة دوماً العنصر المنسي والمغلوب، لكن في ثورة القائد عبد الله أوجلان كان هي من أهداف فكره وفلسفته، حيث أدرك القائد مكانة المرأة الحقيقة في المجتمع، وعمل جاهداً لاسترجاع مكانتها وحقوقها المسلوبة، وجعل حزب العمال الكردستاني مساحة آمنة للمرأة للتعبير عن نفسها ونضالها لخلق حياة حرة”.
وأشادت بتوحيد نضال المرأة في عموم كردستان والعالم: “فها نحن نرى كيف نظمت المرأة الكردية نفسها تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية” وناضلت من أجل ذلك، وقدمت الكثير من التضحيات حتى استطاعت أن تكون شريكة للرجل في المجالات كافة، وأصبحت قدوة تقتدي بها نساء العالم، حيث خرجت النساء في أنحاء العالم ونادين بفلسفة “المرأة، الحياة، الحرية”، ومطالبات بالمساواة والحرية الحقيقة والديمقراطية. هذا النضال كان ميراث تضحيات المرأة القيادية بحزب العمال الكردستاني”.
وبينت: “كان للمرأة المناضلة دور إيجابي لنجاح هذا المؤتمر والوصول إلى الأهداف المرجوة وهو السلام والعيش في مجتمع ديمقراطي حر”.
نضال المرأة يحقق السلام والديمقراطية
وفي ختام حديثها، أكدت الناطقة مكتب العلاقات في مجلس حزب الإتحاد الديمقراطي في مقاطعة الفرات ليلى أحمد، على أهمية نضال المرأة في تحقيق السلام والديمقراطية: “نضال المرأة في حزب العمال الكردستاني خلق نموذج الحرية، وكان ولادة المرأة الكردية من جديد باتخاذهن مقولة القائد عبد الله أوجلان: “إن لم تتحرر المرأة فلن يتحرر المجتمع أيضاً”، أساساً لهن، وبهذا الشعار وصلت المرأة بنضالها ومقاومتها التاريخية، وأصبحت قوة عظمية لا تقهر ومصدر فخر لجميع نساء العالم، ليكن مقصداً آمناً للنساء المطالبات بحريتهن وحقوقهن المشروعة”.