الكساندرا محمد
علم أولادك أن المرأة ليست آلة للطبخ والإنجاب، فكيفما عاملت أمهم سيكبر الأولاد ويكونون نسخة منك ويعاملوا زوجاتهم مثلما كنت تعامل والدتهم، بالرغم من شعورهم السيء حين ذاك، “إلّا أنّ الطبع يغلب التطبع”.
وإن أردت نشر ثقافة معاملة المرأة على أنها شريكة للرجل في المجتمع، عليك أولاً أن تبدأ بالجيل الناشئ والذي يكون كـ “العجين” تشكله كيفما تريد، ويكمن ذلك من خلال البيئة الأسرية، فالطفل الذي يرى والده يحترم والدته ويستشيرها في كل شؤونه الحياتية، سوف يكبر على فكرة المرأة شريكة وليست مجرد شخص لا رأي. بينما الطفل الذي يكبر على تهميش والده والدته، فلن يحترم زميلاته في الجامعة، ولن يكف عن تعنيف أخواته، ولن يكون زوجاً يحترم حقوق زوجته ويدرك ماهية واجباته.
من هنا ينشأ الفكر الذكوري بغير وعي من الرجل. نعم إنه فقط يسلك طريق الآباء والأجداد والأسلاف، وإذا ما عدنا للفكر الذكوري، نراه مقترناً بالرجعية بشكل يكاد أن يكون متلاحماً، فأنت لست سوى نسخة من ولدك، إذن فلنكسر القالب ونخرج منه، ونعامل زوجاتنا بمحبة، ولنحب أخواتنا كما نحب بناتنا، فلا نظلمهنّ ولا نمارس ذكوريتنا عليهن، ولنجنب أطفالنا النزاعات التي كانت تجعلنا نغلق آذاننا بأيدينا أثناء مشاجرة والدينا، ولنشارك المرأة بكل التفاصيل مهما كانت.
كان القدماء يعبدون المرأة على أنها تستطيع الإنجاب والرجل لا يستطيع، وبعد آلاف السنين أصبحت المرأة في أحدث العصور، أدنى كائن على وجه الأرض، لكن لماذا؟ أليست المرأة هي نصف المجتمع، والتي تربي النصف الآخر في المجتمع؟ لماذا لا نزال نرى في القرن الواحد والعشرين نساء تعنف، ولماذا لا نزال نرى بلاداً تحكمها الذهنية الرجولية؟
الخلاصة: إن أردت جيلاً جديداً يواكب التطور الذي وصلت إليه البشرية، أعطي المرأة مكانتها المناسبة لها، أعطها حقوقها لتكن هي السفينة التي تغدو بك إلى بر الأمان.