قامشلو/ دعاء يوسف ـ بصوت واحد، وأهداف موحدة، شاركت المرأة الكردية في كونفرانس “وحدة الموقف والصف الكردي”، هذا وقد أكدت المشاركات أن الكونفرانس بارقة أمل لإحياء مسيرة النضال السياسي الكردي في روج أفا، متطلعات إلى نتائجه الملموسة، وإلى تثبيت الحقوق الكردية في سوريا، التي تتطلب المزيد من الجهد والعمل المشترك.
في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، التأم شمل العشرات من الأحزاب الكردية، ومنظمات المجتمع المدني، وشخصيات مستقلة، في كونفرانس “وحدة الموقف والصف الكردي” المنعقد في إقليم شمال وشرق سوريا في قامشلو، ليؤكدوا أن التشرذم لم يعد خياراً، وأن وحدة الصف الكردي باتت ضرورة وجودية.
وخلال الكونفرانس كانت مشاركة المرأة بارزة في صياغة الخطاب السياسي، والمطالبة بموقع حقيقي في مراكز القرار. إذ حضرت العديد من النساء ممثلات عن أحزابهن السياسية، وشاركن في المناقشات التي ركزت على أهمية تجاوز الانقسامات السياسية، وبناء رؤية استراتيجية موحدة لمستقبل إقليم شمال وشرق سوريا، كما تم التطرق إلى الظروف الإقليمية والدولية، وأثرها المباشر على القضية الكردية في سوريا، وأكدت النساء حماية المكتسبات السياسية، وتحقيق شراكة حقيقية مع باقي شعوب المنطقة في سوريا.
شراكة حقيقية في مسيرة النضال والوحدة
وعلى هامش الكونفرانس، أكدت رئيسة حزب تيار المستقبل الكردستاني “نارين متيني” أن تحقيق وحدة كردية حقيقية لا يمكن أن يتم دون الاعتراف الكامل بدور المرأة الكردية في قيادة العمل السياسي والاجتماعي: “لا يكفي أن يتم تمثيل المرأة بشكل رمزي، بل يجب أن تكون شريكة متساوية في الميادين كافة، خاصة في المرحلة القادمة التي تتطلب جهداً جماعياً لمواجهة التحديات”.
وأشارت نارين إلى أن المرأة الكردية سبقت انعقاد كونفرانس “وحدة الموقف والصف الكردي في روج آفا” بعقد ثلاثة كونفرانسات مستقلة خاصة بها، في كل من آمد، وهولير، وقامشلو لتوحيد الرؤى السياسية النسوية: “كانت المرأة دائماً سيدة الموقف، تناقش قضاياها وتسعى للحلول السلمية؛ ما جعلها جزءاً لا يتجزأ من أي مشروع وحدوي كردي”.
وعن أهمية كونفرانس “وحدة الموقف والصف الكردي”، أوضحت نارين أن المرأة الكردية كانت في طليعة الثورة السورية منذ عام 2011، حيث سطرت ملاحم بطولية على الصعد السياسية والعسكرية والخدمية، وأشارت إلى أن سقوط نظام البعث فرض ضرورة مضاعفة الجهود للحفاظ على المكتسبات التي تحققت وسط التغيرات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة وسوريا بشكل خاص.
وفي ختام حديثها، عبّرت رئيسة حزب تيار المستقبل الكردستاني “نارين متيني” عن تفاؤلها بنتائج كونفرانس “وحدة الموقف والصف الكردي”، وأنه بارقة أمل لإحياء مسيرة النضال السياسي الكردي في روج آفا، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن نجاح هذه المبادرة يبقى مرهوناً بمدى التزام الأطراف بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الحزبية الضيقة.
ركيزة أساسية في بناء مستقبل سوريا
ومن جهتها، أشارت نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “جاندا محمد”، أن المرأة الكردية كان لها دور بارز خلال الأشهر الماضية في تنظيم اللقاءات والاجتماعات بين مختلف الأطراف الكردية، حيث بذلت جهوداً استثنائية وعملت بطرق سياسية ودبلوماسية لتقريب وجهات النظر، والتوصل إلى توافقات حول رؤية كردية مشتركة، ومطالب الكرد في سوريا المستقبلية وفي الدستور السوري الجديد.
وأوضحت جاندا: “إن ما نشهده اليوم هو لحظة تاريخية للكرد، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها الشرق الأوسط وسوريا عقب أحداث الثامن من أيلول وسقوط نظام الاستبداد”.
وشددت على أن الحفاظ على الحقوق الكردية في سوريا الجديدة بات أمراً ضرورياً، خصوصاً بعد سنوات من النضال والتضحيات.
وأضافت: “إن المرحلة الراهنة مرحلة مفصلية، إذ تشهد المنطقة إعادة صياغة التوازنات السياسية، وبالتالي، فإن انعقاد الكونفرانس والتوافق الذي تحقق بين القوى الكردية يعدّ خطوة غاية في الأهمية ويجب البناء عليه”. وأكدت جاندا أن المرأة الكردية، ولا سيما في روج آفا، كانت في طليعة الثورة وساهمت بشكل محوري في تحقيق المكتسبات السياسية والاجتماعية: “إن أي مشروع سياسي لا يضع تمكين النساء في استراتيجيته، سيكون مشروعاً ناقصاً وعاجزاً عن تحقيق التغيير الحقيقي”.
كما بينت: “رغم محدودية بعض المخرجات العملية، إلا أن المؤتمر شكّل نقطة تحول مهمة على صعيد توحيد الرؤى السياسية، وأعاد التأكيد على ضرورة نبذ الانقسام الداخلي. ومع ذلك، نحن بحاجة ملحة لترجمة الشعارات إلى خطوات ملموسة على الأرض”.
ودعت نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “جاندا محمد” في ختام حديثها، المرأة الكردية إلى الاستمرار في النضال السياسي، والدبلوماسي، والتنظيمي، مشيرةً إلى أن الطريق لا يزال طويلاً، وأن تثبيت الحقوق الكردية يتطلب المزيد من الجهد والعمل المشترك.
وحسب وسائل إعلامية، ذكرت في مسودة الوثيقة التي تم الاتفاق عليها العديد من البنود التي تخص المرأة ومنها ضمان المساواة السورية بين المرأة والرجل وتمثيلها في المؤسسات كافة، وإعلان يوم الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة.