روناهي/ برخدان جيان ـ يتجه مواطنو عين عيسى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات الصيفية بالعمل على تخصيص مساحات محدودة من بيوتهم وحقولهم لزراعتها، في حين يواجه بعضهم صعوبات تتعلق بتوفر المياه لإنجاحها.
ويدأب أهالي المدينة وريفها هذا العام لزراعة الخضروات الصيفية ضمن حقولهم الزراعية أو استثمار مساحات صغيرة نسبياً في بيوتهم لزراعة أشتال الخضروات المتنوعة كـ (الباذنجان – البندورة- الفليفلة….. إلخ) خلال شهري (نيسان ـ أيار) الجاريين.
ويحرص المواطنون هذا العام على زراعة الخضروات في ظل الظروف المعيشية الصعبة على وقع غلاء الأسعار للخضروات التي تعتبر أساس توفير المونة الشتوية، وتوفير الخضار الطازجة في مواسمها، في حين تكابد نسبة كبيرة من المواطنين صعوبات لتأمين قوتهم اليومي، ويرون في موسم الخضروات في فصل الصيف فرصة لتأمين معيشتهم، والحصول على فرصة عمل بعد فصل شتاء طويل استنزف قدراتهم.
وتحاول بعض الأسر استثمار “الخضروات الصيفية” هذا العام كمشروع اقتصادي يدر عليهم ربحاً جيداً برغم التكاليف الكبيرة المتوقعة للزراعة، في حين يتوجه البعض على التركيز على توفير المونة الشتوية، والتخفيف من الاعتماد على الشراء من الأسواق.
وكانت الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا قد أعلنت عن سلسلة من الإجراءات الداعمة للمزارعين ضمن استعداداتها للموسم الزراعي الصيفي لعام 2024- 2025، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي ومساعدة الفلاحين في ظل الظروف المناخية والاقتصادية الراهنة.
وبحسب “اللجنة المعنية” تتضمن الخطة تشجيع زراعة الخضار الصيفية من خلال توفير مادة المازوت بالسعر المدعوم، إضافةً إلى تقديم السماد العضوي بأسعار تشجيعية.
زراعة الخضار لتحقيق الاكتفاء الذاتي…!
وبهذا الصدد؛ قال المواطن “حسن العيسى” في لقاء أجرته صحيفتنا بأنه يسعى من خلال زراعة الخضروات الصيفية على تحقيق الاكتفاء الذاتي لأسرته من خلال زراعة مساحة محدودة ضمن بيته، وشتل أصنافاً عدة من الخضروات المعتادة، حيث بينَّ بأنها تسد حاجة الأسرة إلى جانب الحصول على خضروات طازجة وصحية من خلال الاعتماد على التسميد الطبيعي والمكافحة بالطرق التقليدية المعروفة.
وأردف إلى “أسعى وأسرتي على التخفيف من شراء الخضروات من الباعة، لأن الاستهلاك اليومي من هذه المواد أفرغ جيوبنا بسبب الاستنزاف المتواصل لمدخراتنا خلال فصل الشتاء، وقلة المردود اليومي، وعدم مواكبته للغلاء الكبير والغير مسبوق للمواد الاستهلاكية وخاصةً الخضروات”.
وتواجه المواطن “العيسى” صعوبة تأمين المياه لسقاية الخضروات إذ يعتمد على بئر البيت الارتوازي الذي يجود بمياه بشكلٍ محدود ومتقطع بسبب حاجته الى الصيانة الدورية، إلا أن هذا الأمر لم يُثنيه على متابعة الزراعة من خلال الاستعانة بصهريج مياه يمتلكه يساعد في حال تقصير البئر.
ويأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات لعائلته هذا العام من خلال زراعته للخضروات، وتوسيع هذه التجربة أكثر لمد يد العون لكافة الأسر والعوائل المحتاجة لتستطيع تأمين احتياجاتها اليومية، ومواجهة الصعوبات الاقتصادية في ظل الأوضاع الحالية.
مشروع استثماري للخضروات
من جانبه يحضّر المزارع “أمين الجمعة” أرضه لزراعة الخضروات الصيفية بعد تجهيز الأرض بالفلاحة والحراثة المناسبة، ويستعمل أسلوب الزراعة بالتنقيط (وهي إحدى أساليب الري الحديثة) الموفرة للمياه والوقود بشكلٍ كبير، ويعمل على نقل الأشتال المزروعة مسبقاً من البيوت بلاستكية التي حضّر لها منذ شهرين تقريباً لغرسها في الأرض الزراعية المخصصة.
ويضيف بأن هذا المشروع البسيط يحتاج إلى الكثير من العمل خلال الفترة المقبلة، حيث أنه سيكون مصدر دخل لإعالة أسرته، وذلك من خلال بيع الفائض من الإنتاج في الأسواق والاستفادة من مردودها المادي، أو مقايضتها باحتياجات المنزل المتعددة.
واشتكى المزارع من غلاء المستلزمات الزراعية، وخاصةً بذور الخضروات، ومواد التسميد والتخصيب الضرورية لإنجاح الموسم، بسبب حساب ثمنها بالدولار الأميركي، وجشع تجار هذه المواد، وأصحاب الصيدليات الزراعية، وقلة الرقابة من قبل الجهات المعنية لردعهم، ويأمل بأن يكون قرار الإدارة الذاتية الديمقراطية الأخير المتعلق بدعم الخضروات محفزاً للتشجيع على زراعة الخضروات.