روناهي/ دير الزور – أشارت الرئيسة المشتركة لاتحاد الأرمن في مقاطعة دير الزور “نوشيك سركس”، أن المرأة الأرمنية كان لها النصيب الأكبر من المآسي والمعاناة في المجازر، التي حصلت بحق شعبها، فيما أكدت أن المرأة الأرمنية مع تأسيس النظام الديمقراطي نهضت من جديد لتحمي ذاتها وهويتها.
شكّلت الإبادة الأرمنية عام 1915، التي نفذتها الدولة العثمانية، فاجعةً إنسانية مروعة، لم تقتصر هذه الإبادة على القتل والتهجير، بل تجاوزتها إلى أشكال أخرى من الوحشية، وكانت النساء، كعادتهن في الحروب، من أكثر المتضررين. فبالإضافة إلى المعاناة المشتركة مع الرجال من فقدان الأهل والأوطان، تحملن ويلاتٍ مضاعفة. واستُخدمن أدوات حرب، وتعرضن للاغتصاب والاستعباد الجنسي والزواج القسري؛ ما أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وفقدان الهوية. فأجبرت الكثيرات على اعتناق الإسلام وتربية أطفالهن بعيداً عن ثقافتهن وتراثهن. كما تحملن مسؤولية رعاية الأطفال والمسنين خلال مسيرات الموت الشاقة، حيث واجهن الجوع والعطش والأمراض.
ورغم هذه المآسي، أظهرت النساء الأرمنيات قوةً استثنائية، حافظن على هويتهن، وربين أجيالاً جديدة، وساهمن في بناء مجتمعات جديدة في الشتات، مُخلدات بذلك ذكرى الضحايا ومُطالبات بالاعتراف بالإبادة وتحقيق العدالة.
جرحٌ لا يندمل
في سياق ذلك، تحدثت الرئيسة المشتركة لاتحاد الأرمن في مقاطعة دير الزور “نوشيك سركس“: “يصادف ٢٤ من نيسان، الذكرى الـ 110 للإبادة الأرمنية التي ارتكبتها الدولة العثمانية عام 1915، والتي تُعدُّ من أبشع جرائم التاريخ، حيث راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف شهيد أرمني، وتشتت ملايين آخرين في دول العالم”. وأضافت: “لم تكن المجازر التي سبقت عام 1915 ترقى إلى مستوى الإبادة الممنهجة التي شُنت في ذلك العام، والتي هدفت إلى إبادة الشعب الأرمني بشكل كامل، حتى في البلدان التي لجأ إليها. استخدمت أساليب وحشية، كالحرق ومسيرات الموت في الصحراء السورية، حيث لقي الآلاف حتفهم جراء الجوع والعطش”.
وأشارت نوشيك إلى: “لم ينتهِ مسلسل الإبادة عند هذا الحد، فبعد عام 1915، وتحديداً في دير الزور عام 1918، تعرض الأرمن لمجزرة أخرى في منطقة مركدة بدير الزور، بعد أن خُدعوا بوعود العودة لديارهم”.
صمود المرأة الأرمنية
نوهت نوشيك، على أن المرأة الأرمنية انخرطت لسنوات طويلة في المجتمع العربي في دير الزور وغيرها من المناطق، مُشاركة في عاداته وتقاليده، وأنه مع تأسيس النظام الديمقراطي، نهضت المرأة الأرمنية من جديد لتثبت ذاتها وهويتها، وتشارك النساء من الشعوب الأخرى الكردية، العربية، السريانية، والآشورية في مختلف المجالات الإدارية والاجتماعية والثقافية، مُثبتةً دورها الفاعل في بناء مجتمعها.
واختتمت الرئيسة المشتركة لاتحاد الأرمن “نوشيك سركس”، حديثها بالتأكيد على ضرورة المقاومة والحماية الذاتية في وجه المخططات التي لا زالت تستمر بحق شعوب المنطقة.