روناهي/ قامشلو ـ مع سقوط نظام الأسد في سوريا بتاريخ 8/12/2025، ركزت الوسائل الإعلامية كافة على الأوضاع بسوريا إن كان على الصعيد السياسي أو العسكري والاقتصادي والأمني، وقد يكون هذا الأمر واقعياً، ولكن بعد مرور أشهر.. ألم يحن الوقت للنظر في المجالات الأخرى وتغطيتها إعلامياً ومنها الرياضة؟
وكما ذكرنا بمجرد أن سقط النظام توالت الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية في سوريا، وعليه أصبحت معظم التغطيات الإعلامية تصب في هذا الصدد، وباستثناء قلة قليلة من وسائل الإعلام استمرت في تغطية الأحداث الرياضية لجانبها مع عودة النشاط رويداً رويداً في البلاد.
وعند اقتراب شهر رمضان المبارك وأثنائه وبعد انتهائه تم التطرق لواقع الفن والتمثيل بسوريا عبر المسلسلات الرمضانية، بينما بقيت الأحداث الرياضية شبه مهمشة مع تقارير قليلة جداً مقارنةً بعدد وسائل الإعلام الموجودة، وبالرغم أن سرعان ما بدأت المشاركات الخارجية للمنتخبات السورية بالبطولات في مختلف الألعاب ولكلا الجنسين، وفي إقليم شمال وشرق سوريا، فقد كانت هناك بطولات رمضانية وشعبية كثيرة، ولمختلف الألعاب، ولكنها غابت بشكلٍ كبير عن وسائل الإعلام في سوريا وبالإقليم، باستثناء صحيفتنا “روناهي” وقلة قلية من هذه الوسائل.
وعلى شبكات التواصل الافتراضي كانت هناك صفحات كثيرة تنقل الشأن الرياضي وهي التي تُدار عبر بعض الشخصيات من هواة الرياضة أو صحفيين رياضيين، حيث تحول البعض منها إلى صفحات تنشر منشورات سياسية، وحتى منها طائفية وابتعدت عن هدفها، علماً من المهم جداً التطرق إلى المجال الرياضي بشكلٍ عام، وذلك من قضايا انتقاء قوائم اللاعبين واللاعبات للمنتخبات، بالإضافة لكوادرها الفنية والإدارية، فضلاً عن تشكيل إدارات جديدة للأندية والمجالس التنفيذية بالمدن، والاتحادات الرياضية القادمة لمختلف الألعاب، والملاعب والصالات الرياضية المتهالكة في معظم مدن البلاد، والكثير من القضايا الهامة بقية خارج الاهتمام الإعلامي.
بينما حاولت صحيفتنا “روناهي” تغطية مجمل القضايا التي ذُكرت وتم نشرها خلال تقارير عديدة في صحيفتنا “روناهي”، علماً إننا سوف نستمر بسردها في الفترة القادمة أيضاً بالإضافة إلى مواكبة التطورات بشكلٍ عام في رياضة سوريا، ورياضة إقليم شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص.
ومؤخراً أُقيمت بطولة (سوريا المستقبل) لكرة القدم، وتوّج بلقبها نادي الكرامة الحمصي بعد فوزه على نادي أهلي حلب بفارق ركلات الترجيح 3×1 في المباراة النهائية التي أقيمت على أرض ملعب الفيحاء بدمشق، علماً إن الوقت الأصلي للمباراة انتهت مجرياته سلباً بدون أهداف.
هذه البطولة حظيت بتغطيةٍ جيدة، وعلى قناة سوريا الفضائية (2)، وللمرة الأولى بتاريخ سوريا تم التعليق باللغة الكردية على المباريات بالبطولة عبر كادر من المعلقين من مقاطعة الجزيرة، ويتطلب أن تبقى الأحداث الرياضية تلقى الاهتمام المطلوب وأن تخرج الكثير من وسائل الإعلام من الدائرة الضيقة وصب كل اهتمامها بالسياسة فقط وتهميش باقي المجالات ومنها الرياضة، رغم أنها ليست وسائل إعلامية معنية بالسياسة فقط.
يشار أن لوسائل الإعلام دور كبير في نقل القضايا الهامة بالرياضة السورية للجهات المعنية وشرحها للمتابعين للشأن الرياضي في الداخل والخارج، وحتى إننا طالبنا بإحدى تقاريرنا عن ضرورة فتح فضائية رياضية تخص الشأن الرياضي السوري أسوةً بالعديد من بلدان العالم، وطبعاً الكثير سوف يقولون هذا الأمر مازال مبكراً له، بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية في البلاد، ولكن كل الدول وضعت خططها ونفضت ركام الحرب بسرعة قصوى بسبب العمل بالشكل الصحيح، وهذا ما يطلب أن نجده في المستقبل بسوريا أيضاً، فالرياضة السورية بحاجة ماسة لفضائية خاصة بها، بعيدة عن أسلوب النظام السابق الذي كان يكرّس الرياضة وعمل الأندية والمجالات كافة لشخص الرئيس المخلوع بشار الأسد.