قامشلو/ سلافا عثمان – زَيَّن مهرجان “أدب وفن المرأة العاشر” بأجوائه الغنية خمس فقرات غنائية، ودبكتان فلكلوريتان قدّمتها فرق نسائية من ثقافات منوعة متكاملة، عكست هذه العروض تنوع التراث والثقافة في إقليم شمال وشرق سوريا، وأسهمت في إبراز دور المرأة الفني وسط حضور جماهيري واسع.
انطلقت مساء الخميس السابع عشر من نيسان 2025، فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان “أدب وفن المرأة”، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في روج آفا، احتفاءً بإبداع المرأة ودعماً لدورها في التعبير الفني والثقافي، وعلى مدار ثلاثة أيام، واختتم المهرجان في التاسع عشر من نيسان، حيث تنوعت الفعاليات بين فقرات غنائية ودبكات فلكلورية، شاركت فيها فرق نسائية من مختلف الشعوب، ومن بين المشاركات تألقت فرقة “ستيرا زيرين” و”ياسنا” بأداء غنائي مميز، إلى جانب فنانات فرديات مثل “سمية محمد”، و”ياسمين عسكر”، كما زُينت ساحة المهرجان بعروض دبكات شعبية لفرقة “أنوش أبيديان” الأرمنية، ودبكة كردية قدّمتها فرقة “الشهيد آزاد إيزيدخان”.
إيقاع نسوي فلكلوري
انطلقت فعاليات مهرجان “أدب وفن المرأة” في نسخته العاشرة وسط أجواء من الفرح والتنوع الثقافي، حيث اجتمعت نساء من مختلف الشعوب والطوائف لعرض إبداعهن الفني، ولإظهار دور المرأة في الحقل الثقافي والفني، وقد شهد المهرجان مشاركة مميزة من فرق غنائية بدبكات شعبية تمثل طيفاً واسعاً من المجتمعات، منها الكردية والأرمنية، ما عكس التعدد الثقافي الغني في المنطقة، ومن بين أبرز المشاركات، فرقتا “ستيرا زيرين” الكردية و”أنوش أبيديان” الأرمنية، اللتان كان لهما حضور لافت وأثر واضح في المهرجان.
وفي مشاركتها الأولى بمهرجان “أدب وفن المرأة”، أثبتت فرقة “ستيرا زيرين” النسوية حضورها بقوة، فقدمت رسالة واضحة بأن المرأة الكردية رائدة ومميزة حيثما كانت، ليست فقط حاملة للسلاح، بل حاملة للثقافة والفن والتاريخ أيضاً، الفرقة مكونة من تسع شابات تتراوح أعمارهن بين الثامنة عشرة، وخمسة وعشرين عاماً، يجتمعن بحب اللحن وجمال الكلمة.
أكدت عضوة فرقة “ستيرا زيرين” “رهف زلفو” أهمية المشاركة في المهرجان: “نحن فرقة نسوية، وهذه أول مشاركة لنا في المهرجان، وجدنا أنفسنا بين شعراء وفنانين من مختلف الخلفيات، لكننا أيضاً كنا ممثلات صوت المرأة الكردية، وأثبتنا أننا جزء أساسي من هذا المشهد الثقافي”.
وقدمت الفرقة خمس فقرات غنائية فلكلورية حملت الطابع الكردي الأصيل، واختارت أن تُظهر من خلالها ملامح الثقافة الكردية في الموسيقا، والأزياء، والتقاليد المرتبطة بها: “وأردنا أن نعرض زيّنا الكردي القديم، الذي يمثل جزءاً من هويتنا، هذا الزي ليس فقط ملابس نرتديها، بل هو لغة بصرية تنقل قصص الأمهات والجدات، والمقاومة التي خضناها عبر الزمن”.
واختتمت عضوة الفرقة ستيرا زيرين “رهف زلفو” حديثها عن أهمية المهرجان: “المرأة في روج آفا أثبتت حضورها في كل الساحات، ليس فقط في المجال العسكري، بل في الفن، والثقافة، والتعليم، هذه المهرجانات منصة لتعزيز هذا الحضور، ولتشجيع المرأة على مواصلة نضالها بأساليب متعددة”.
رقصة أرمنية على إيقاع التضامن النسوي
ومن جانب آخر جاءت فرقة “أنوش أبيديان” لتضيف بعداً آخر للمهرجان، إذ تمثل هذه الفرقة الصوت النسائي الأرمني في الفعاليات الثقافية الخاصة بالمرأة، وتتكون الفرقة من ست فتيات شابات تتراوح أعمارهن بين الثامنة عشرة، واثنين وعشرين عاماً، وقد قدمت رقصات شعبية من التراث الأرمني.
فرقة أنوش أبيديان أُسِّست خصيصاً للمشاركة في مهرجانات المرأة، وبدأت نشاطها منذ نحو شهرين فقط، المشاركة في هذا المهرجان كانت فرصة لتعبر من خلالها عن الثقافة الأرمنية، ولدعم قضايا المرأة، ليس فقط في المجتمع الأرمني، بل في عموم المنطقة.
وقدمت الفرقة ثلاث رقصات شعبية أرمنية تم إعدادها خصيصاً للمناسبة، وكانت تهدف، إلى التأكيد على أن المرأة قادرة على التعبير عن قضاياها من خلال الفن، والوقوف جنباً إلى جنب مع النساء في مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية، وبهذا الصدد؛ أكدت عضوة فرقة “أنوش أبيديان” “شوغير كربيت”: “نحن نشارك أيضاً في فرقة مختلطة تُدعى “آرتساغ”، مكونة من اثني عشر إلى أربعة عشر عضواً، ونشارك في المهرجانات العامة، لكن عندما يكون المهرجان مخصصاً للمرأة، نختار أن نظهر فرقة نسوية مستقلة تحت اسم “أنوش أبيديان”، كي نبرز صوت المرأة الأرمنية وهويتها الثقافية”.
واختتمت “شوغير كربيت” حديثها بالتأكيد على دور المهرجان في التقريب بين المجتمعات والطوائف المختلفة: “هذه المهرجانات تلهم الجميع، وتخلق حالة من التضامن بين النساء من مختلف الخلفيات، نحن نسعى لأن نظهر ثقافتنا، وأن نثبت أن المرأة الأرمنية جزء لا يتجزأ من نسيج روج آفا، وأننا يد واحدة مع الشعوب”.
لقد تحوّل مهرجان أدب وفن المرأة من حدث فني إلى منصة للتعبير عن الوجود النسوي بأشكاله، حيث تنقل الفرق المشاركة رسائلها من خلال الغناء، والدبكات، والأعمال اليدوية، وتعيد تشكيل صورة المرأة في المجتمع، ليس ضحية، بل صانعة للثقافة والهوية.
