الدرباسية/ نيرودا كرد – أكد أهالي مدينة الدرباسية على أن الشعب الكردي اليوم أحوج إلى خطاب وطني يلم شمل القوى السياسية الكردية، يؤسس وحدة الصف والكلمة، ورأوا، أن هناك ضرورة للابتعاد عن التشنج وإطلاق التصريحات غير المسؤولية التي لن تؤدي إلا لزيادة الشرخ.
يترقب الشارع الكردي اليوم بكثير من الأمل والتفاؤل وحدة الصف الكردي، في إقليم شمال وشرق سوريا على مستوى الأحزاب السياسية الكردية، حيث يرى الشعب الكردي في وحدة هذه القوى ضمانة لمستقبل الشعب الكردي في سوريا الجديدة، لا سيما وأن الفرصة باتت سانحة اليوم لتأمين حقوق الشعب الكردي في دستور سوري ديمقراطي يضمن حقوق الكرد وشعوب المنطقة.
فإن الفرصة التاريخية السانحة اليوم قد لا تتكرر على المدى المنظور، ما يفرض على القوى والأحزاب السياسية استغلالها بوحدة حقيقية يُبنى عليها مستقبل ديمقراطي للكرد في سوريا، وهذا ما يتطلب مزيدا من الجدية في التعامل مع ملف وحدة الصف الكردي، الأمر الذي من شأنه القيام بعملية الحوار الجارية بين القوى والأحزاب السياسية الكردية.
إن نجاح الحوار، يتطلب من الأطراف السياسية الكردية كافة، البحث عن القواسم المشتركة بين الجميع، التي من الممكن إذا ما تم الانطلاق منها الوصول إلى نتائج تنعكس إيجابا على مستقبل الشعب الكردي في سوريا، وحصوله على حقوقه الممكنة، وهذا يتطلب بدوره الابتعاد عن الخطابات، التي من شأنها زيادة الشرخ بين القوى السياسية الكردية، لأن مفهوم الحوار قائم على أساس الابتعاد عن المصالح الحزبية، والشخصية الضيقة، والانطلاق من المصلحة الوطنية العامة.
الانطلاق من المصلحة الوطنية العامة
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا عضو مؤسسة عوائل الشهداء في الدرباسية، محمد خطيب: “اليوم، وبعد تقديم آلاف الشهداء من بنات وأبناء شعبنا، أطلقت مبادرات للحوار الوطني الكردي لتوحيد الصف الكردي، وقد لعب حزب الاتحاد الديمقراطي دوراً كبيراً في هذه المبادرات، وذلك انطلاقا من المصلحة الوطنية العامة، بغض النظر عن الخلفيات والتوجهات السياسية لكل طرف، لمواجهة الأخطار المحدقة بشعبنا في مثل هذه الظروف الحساسة التي يمر بها وطننا وشعبنا”.
وأضاف: “إن المكتسبات التي أنجزت في إقليم شمال وشرق سوريا، مكتسبات لكل شعوب المنطقة، وهي ليست لصالح فئة أو حزب معين، لذلك يتطلب من الجميع المحافظة على هذه المكتسبات والعمل على تطويرها وتحقيق المزيد منها، وهذا يفرض على الجميع التفكير في كيفية تأمين مستقبل شعوب هذه المنطقة من خلال المحافظة على تلك المكاسب، لذا يجب الابتعاد عن أسلوب الهجوم والهجوم المضاد بين القوى والأحزاب السياسية في هذه الفترة الحساسة”.
وتابع: “المعيار الحقيقي اليوم لوطنية أي فئة أو حزب أو شخص، هو مدى صون المكتسبات التي حققتها شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، والحفاظ عليها يتطلب الوفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل هذه الأرض، والذين لولاهم لما وصلت شعوب هذه المنطقة إلى ما وصلت إليه اليوم، من إدارة ذاتية حافظت على هذه المنطقة وعلى شعوبها، وجعلت منها رقما صعبا في المعادلة السورية والإقليمية يصعب تجاوزه في المستقبل”.
عضو مؤسسة عوائل الشهداء في مدينة الدرباسية، محمد خطيب، اختتم حديثه: إن “دماء الشهداء هي مسألة غير قابلة للنقاش أو التفاوض، لذلك، فإن من يفاوض على دماء شهدائنا، لا سيما في هذه المرحلة، يسعى بشكل علني لإفشال الوحدة المنشودة بين القوى والأحزاب السياسية الكردية، وبالتالي يجب إقصاء مثل هذه الشريحة، لأنها بمثابة كتلة سرطانية في الجسد الكردي بشكل عام”.
هناك خطر وجودي على الكرد
وفي السياق، تحدثت المواطنة جيهان حاجي: “مع الأسف يعاني الشعب الكردي منذ الأزل من مرض التعدد الحزبي، هذا التعدد انعكس سلبا على الشعب الكردي، وعلى القضية الكردية في سوريا، فالتوجهات السياسية المتباينة بين القوى والأحزاب السياسية الكردية، تعمق حالة الشرخ التي يعاني منها الصف السياسي الكردي”. وأردفت: إن “استمرار هذا الشرخ بين القوى والأحزاب السياسية الكردية لمدة أطول، سينعكس سلباً على الشعب الكردي بشكل عام، وهذا ما يشكل تهديدا لحقوق الكرد في سوريا الجديدة، وإن لم تتفق الأحزاب والقوى السياسية الكردية، هذا يعني أن الوجود الكردي والقضية الكردية في سوريا في خطر، فإما أن نستغل هذه الفرصة لتوحيد الصفوف، أو أن القضية الكردية في سوريا ستكون من الماضي”.
المواطنة، جيهان حاجي، أنهت حديثها: “اليوم هناك خطر على وجود وحقوق الكرد السوريين، في ظل التباين بين مواقف الأحزاب الكردية، وحالة التشتت التي تعيشها، وبالتالي على القوى السياسية الكردية الانطلاق من هذه الحقيقة، للحفاظ على الوجود الكردي والحصول على الحقوق الكاملة للشعب الكردي في سوريا، والسعي لحل القضية الكردية حلا عادلاً وجذرياً، وبغير ذلك فإن الشعب الكردي سيحاسب النخب السياسية الكردية على تقصيرها في أداء واجباتها تجاه هذا الشعب التواق للحرية، ونيل الحقوق”.