أفاد تقرير إخباري بأن قمر شهر نيسان “أبريل” يبدو أصغر من المعتاد، وعلى الرغم من تسميته «القمر الوردي»، فإن لونه سيكون أبيضاً ذهبياً.
ويرصد مراقبو السماء القمر الصغير عندما يكون الجسم السماوي عند أو بالقرب من أبعد نقطة عن الأرض (المعروفة أيضاً باسم الأوج) على طول مساره المداري، وفقاً لعالم الكواكب في «ناسا»، الدكتور نوح بيترو. ويقول بيترو، قائد الفريق العلمي لمهمة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا»، التي تهدف إلى إعادة البشر إلى القمر لأول مرة منذ عام 1972، لشبكة «سي إن إن»: «مدار القمر حول الأرض ليس مثالياً؛ فهو بيضاوي الشكل. لذلك، هناك نقاط على مدار العام يكون فيها أقرب إلى الأرض ونقاط أبعد عنها».
سيكون القمر الصغير في نيسان هو الأصغر بين الأقمار الصغيرة الثلاثة في عام 2025، وسيحدث القمر التالي في أيار.
في ذروته، سيكون القمر المكتمل في نيسان أبعد عن الأرض بنحو 30 ألف ميل (49000 كيلومتر) من أكبر قمر عملاق لهذا العام، الذي سيظهر في تشرين الثاني، وفقاً لـ«وكالة ناسا».
ويمكن رؤية القمر العملاق عندما يحدث البدر بالقرب من نقطة الأوج أو خلالها، وهي أقرب نقطة في مداره حول الأرض.
صرّح بيترو بأن القمر الصغير قد يبدو أصغر بنسبة تصل إلى 14 في المائة وأخف بنسبة 30 في المائة من القمر العملاق، وهو أمر دقيق بما يكفي ليمر دون أن يلاحظه المشاهد العادي. مع ذلك، يمكن ملاحظة الفرق من خلال الصور.
وقال بيترو: «ما يجعل رؤية القمر ممتعة هو أنه يختلف كل شهر. يمكننا اختبار أنفسنا لنرى ما إذا كنا نستطيع بالفعل ملاحظة هذه الاختلافات».
وفي سياق متصل، قال عالم الفيزياء الفلكية، جيانلوكا ماسي، مؤسس مشروع التلسكوب الافتراضي، الذي سيبث الحدث القمري مباشرة مع ارتفاع القمر فوق جنوب إيطاليا، إن هذا القمر الصغير سيظهر أصغر بنحو 6 في المائة من متوسط القمر المكتمل.
ينبع مظهر القمر المتوهج من ضوء الشمس المنعكس، مما يُعطيه لونه الأبيض أو الذهبي المميز، وفقاً لـ«وكالة ناسا».
بدلاً من ذلك، يُشير اسم «الوردي» إلى حلول أزهار الربيع المزهرة. وتحديداً، تُغطي زهرة الفلوكس البري الوردية الزاهية، المعروفة باسم «الفلوكس الزاحف»، أو «الفلوكس الطحلبي»، أو «الوردي الطحلبي»، سفوح شرق ووسط الولايات المتحدة بكثافة في وقت اكتمال القمر، نيسان تقريباً.
وأطلقت بعض قبائل الأميركيين الأصليين على هذا القمر اسم «القمر الوردي» تيمناً بقدوم أوراق الربيع. وصفه التلينجيت (قبائل شرق آلاسكا) بأنه قمر تبرعم النباتات والشجيرات، وأطلقت عليه قبيلة الشيروكي بأميركا اسم «قمر الزهور»، وأشار إليه الأباتشي (السكان الأصليين من الهنود الحمر) باسم «قمر الأوراق الكبيرة»، كما ذكر موقع جامعة غرب واشنطن. ولهذا البدر أيضاً دلالة دينية في المسيحية. يُطلق على أول بدر في الاعتدال الربيعي أو بعده «قمر الفصح».
ومع اقتراب فصل الخريف، ستُزيّن السماء حالتي خسوف؛ إذ سيكون خسوف القمر الكلي أكثر وضوحاً في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا وأجزاء من شرق أميركا الجنوبية وآلاسكا والقارة القطبية الجنوبية يومي 7 و8 أيلول، ويحدث خسوف القمر، الذي يجعل القمر يبدو داكناً أو باهتاً، عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر، وتصطف الأجرام السماوية الثلاثة صفاً واحداً، بحيث يمر القمر في ظل كوكب الأرض.
عندما يكون القمر في أظلم جزء من ظل الأرض، الذي يُسمى «منطقة الظل»، فإنه يكتسب لوناً محمراً، مما أدى إلى تسمية خسوف القمر بـ«القمر الدموي»، وفقاً لـ«وكالة ناسا». هذا الظل ليس مثالياً، لذا تتسلل أشعة الشمس حول حواف الظل، مغمورة بألوان دافئة.
سيحدث كسوف جزئي للشمس في 21 أيلول؛ حيث يتحرك القمر بين الشمس والأرض، ولكن الأجرام السماوية ليست مصطفة تماماً، بحسب «ناسا». في هذا النوع من الأحداث، يحجب القمر جزءاً فقط من وجه الشمس، مما يخلق شكل هلال يبدو فيه وكأن القمر «يأخذ قضمة» من الشمس. سيكون هذا الحدث مرئياً في المناطق النائية في أستراليا والقارة القطبية الجنوبية والمحيط الهادئ.