تنظيم ذاتي.. يُنعش القرى السبع في دير الزور

 روناهي/ دير الزور ـ في خطوةٍ نحو إعادة إحياء الحياة في المناطق المحررة، بدأ مجلس المنطقة الغربية في دير الزور بتنظيم القرى السبع إدارياً، وذلك بتشكيل كومينات ولجانٍ مُختارة من الأهالي، بهدف توفير الخدمات، وإعادة تنظيم العمل الإداري.

 بعد سقوط النظام السوري السابق، انطلقت مسيرة إعادة بناء المجتمعات المحلية في القرى المحررة من دير الزور، حيث بدأ العمل على تنظيم القرى السبع في المنطقة الغربية.

الإحصاءات الأولية

انطلق العمل بجولاتٍ ميدانيةٍ شملت الأهالي والوجهاء في المنطقة، تلاها سلسلةٌ من اللقاءات الحوارية، تمّ خلالها شرح آليات عمل الإدارة الذاتية، ومبادئها القائمة على التعاون والمشاركة المجتمعية، وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباً واسعاً من الأهالي، الذين أبدوا استعدادهم للانخراط في العمل التنظيمي، والمُساهمة في بناء مُستقبلٍ أفضل لمناطقهم.

وفي السياق، أوضح الرئيس المشترك لمجلس المنطقة الغربية في مقاطعة دير الزور “فايز الكحيط“، أنّه نظراً لحركة التهجير الكبيرة التي شهدتها المنطقة، لم يتمّ حتى الآن وضع إحصائيةٍ رسميةٍ نهائيةٍ لعدد السكان، وأضاف أنّ الإحصاءات الأولية تُشير إلى عودة 1500 عائلة إلى الحسينية والصالحية بعد التحرير، بالإضافة إلى 5000 عائلة في حطلة، و4000 في مراط، و1700 في مظلوم، و3750 في خشام، و2500 في الطابية، ومن المُتوقّع أن يرتفع هذا العدد مع استمرار عودة العائلات النازحة والمهجرة.

الكومينات.. إدارةٌ شعبيةٌ مُنتخبة

وأضاف الكحيط: “شكلت الكومينات بانتخاباتٍ شعبية، لضمان تمثيل جميع شرائح المجتمع، وتمّ توزيع الكومينات على القرى كالتالي (قرية حطلة 12 كومينا، وقرية مراط 12 كومينا، وقرية مظلوم خمسة كومينات، خشام ستة كومينات، طابية خمسة كومينات، الحسينية ثمانية كومينات، والصالحية ثمانية كومينات)”.

مُستقبلُ البلدياتِ والخدمات

وأشار الكحيط، إلى أن القرى السبعة كانت تابعةً إدارياً لمدينة دير الزور سابقاً، وأنّ العمل جارٍ حالياً على إحصاءٍ دقيقٍ للسكان، لتحديد إمكانية إنشاء بلدياتٍ مُستقلّةٍ لكلّ منطقة، أو اعتماد نظامٍ إداريٍّ بديل. كما يجري العمل على وضع خُططٍ إسعافية لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

نحو مُستقبلٍ أفضل

وأكد الكحيط، أنّ الهدف الرئيسي من هذا التنظيم هو إعادة إحياء القرى السبع، وإخراجها من حالة الفوضى والدمار، مُشدداً على أهمية إعادة تنظيم العمل الإداري، وإعادة فتح المؤسسات الحكومية، وتنشيط القطاعات الحيوية، مثل المَشاتل الزراعية وكلية الزراعة في الحسينية.

واختتم الرئيس المشترك لمجلس المنطقة الغربية في مقاطعة دير الزور “فايز الكحيط”، مُؤكّداً على أنّ هذا التنظيم يُمثّل خطوةً مُهمّةً نحو بناء مُجتمعٍ مُتماسك، قائم على المُشاركة الفاعلة من سكانه كافة، ويحمل في طيّاته أملًا بمُستقبلٍ أفضل للقرى السبع.