قامشلو/ علي خضير- تحدَّث عضو المجلس العام لرابطة عفرين الاجتماعية “إبراهيم حفطارو” عن الصعوبات، التي مرَّ بها أهالي عفرين منذ أول تهجير قسري لهم 2018، وشجب موقف المنظمات الإنسانية لغياب دورها المأهول حيال الأهالي المهجرين، كما أثنى على جهود الإدارة الذاتية لمساندتهم في هذه المحنة، ورحَّب باتفاق قسد ودمشق متمنياً استمراره لضمان حياة كريمة للسوريين، مشدداً على ضرورة محاسبة تركيا ومرتزقتها لارتكابهما انتهاكات فظيعة بحق أهالي عفرين.
عانى أهالي عفرين الأمرَّين كما يُقال، حيث هُجِّروا مرتين منذ عام 2018، ولم يحظوا بمساندة أحد من المنظمات، التي تدّعي الإنسانية، فعلى مدار سبع سنوات من التهجير، مورِست بحقهم أبشع الجرائم قامت بها الدولة التركية ومرتزقتها، ولا يزال الأهالي صامدين مترقّبين عودة قريبة آمنة لمدنهم وقراهم، والعيش حياة كريمة على أرضهم وإعمارها من جديد.
سبع سنوات معاناة وتهجير
وفي السياق، تحدث عضو المجلس العام لرابطة عفرين الاجتماعية “إبراهيم حفطارو” لصحيفتنا “روناهي”، مبيناً أنَّهم يمرون بصعوبات جمّة، بالرغم من وقوف الإدارة الذاتية الديمقراطية بجانبهم، في ظل تغاضي المنظمات الإنسانية عن قيامها بواجباتها بحق المهجرين.
وأكَّد، أنه في ظل ما حدث في سوريا بشكل عام، وبعد تهجير أهالي عفرين من مناطق مقاطعة الشهباء، وتغيير الحكم في سوريا، استهدفت دولة الاحتلال التركي منبج وسد تشرين، كما أنَّ الضغوطات السياسية والعسكرية، التي حصلت في شرق الفرات، أثرتا بشكل كبير على أهالي عفرين المهجرين، الذين قدِموا من الشهباء إلى المنطقة.
وأضاف: “فالصعوبات التي مرَّ بها أهالي عفرين كانت أقسى من صعوبات عام 2018 عند أول تهجير لهم، ونحن في رابطة عفرين عقدنا خلية الأزمة بمقاطعة الجزيرة، ونقف قدر الإمكان بجانب الإدارة الذاتية بخصوص مساعدتها للأهالي رغم الإمكانات القليلة”.
وإلى جانب ذلك؛ فإنَّ كثيراً من المنظمات الدولية لم تلعب دورها بشكل فعال، وأغلب المنظمات التي ساهمت بالأعمال الإنسانية هي منظمات محلية، لا تمتلك الإمكانات الكافية لمساعدة المهجرين؛ لذلك جابه أهالي عفرين ظروفاً قاسية خلال ست سنوات فائتة، ولا زالوا يعانون من تلك الظروف.
مطالب شرعية للعودة
وحول مطالبات أهالي عفرين بالعودة الآمنة قال حفطارو: “عقب التهجير من الشهباء، قمنا بمسيرة أمام مبنى منظمة الأمم المتحدة، وطالبنا بالعودة الكريمة والآمنة، كما طالبنا دول العالم، ودول التحالف الدولي، وسلطة دمشق بذلك”، مضيفاً: “فالعالم يعلم أن المجموعات الموجودة بعفرين تحت سقف تركي مثل (العمشات والحمزات والسلطان مراد)، مارست أبشع وأفظع الجرائم بحق أهالي عفرين”.
وأردف: “فمنذ شهرين ونحن نطالب الأمم المتحدة بضمان عودة آمنة للأهالي، وإخلاء عفرين من المجموعات الموالية لتركيا، فعقدنا اجتماعا باسم رابطة عفرين مع الإدارة الذاتية ومنظمة الأمم المتحدة، والتحالف الدولي، وكان اللقاء يتمحور حول الشروط للعودة الآمنة والكريمة”.
اتفاق قسد ودمشق يجب أن يضمن حياة كريمة للسوريين
وحول الاتفاق الذي حصل بين قسد وسلطة دمشق أشار حفطارو: “نرحب بالاتفاق الذي حصل بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، وسلطة دمشق، ونحن مسرورون بهذه الاتفاقية التي من شأنها أن توقف الحرب والقتال بين شعوب سوريا بشكل عام، ويعم السلام ويمهد عودة السوريين إلى مدنهم وقراهم، وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار الذي سيحدث في سوريا عامةً نرى أنه اتفاق إيجابي”.
وأكد، أنَّ التدخّل التركي والأطراف الموالية له أشعل الشارع في الساحل السوري، فأكثر الجرائم التي ارتُكِبَت هناك أغلبها كانت بيد المرتزقة التابعة لتركيا بدافع إشعال الفتنة: “إن الاتفاقية التي حصلت بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وسلطة دمشق، نأمل أن تستمر لتحقيق السلام والأمن، وتضمن إيقاف التدخل التركي في سوريا ووأد الفتنة وحقن الدماء، لجعل سوريا لا مركزية ولجميع الشعوب السورية”.
وأضاف: “كما نتمنى أن تكون الاتفاقية مبعث سلام تضمن حقوق جميع أفراد المجتمع، وأن تكون سوريا لجميع السوريين”.
وجوب محاسبة تركيا ومرتزقتها على جرائمهما في عفرين
وحول ذلك، شدَّد حفطارو على ضرورة محاسبة تركيا ومجموعاتها لما قامت به من انتهاكات لأهالي عفرين: “أغلب الكتائب أو المجموعات الموالية لتركيا مشمولة بالعقوبات العالمية والأمريكية ومصنفة إرهابياً، والفساد الذي قاموا به في عفرين تعلمه الدول الأوروبية والتحاف الدولي، لذلك نتمنى أن تتم الاتفاقية بين قسد ودمشق وتُطبَّق على أرض الواقع، وليس حبراً على ورق كما يُقال، فمثلاً محمد الجاسم (أبو عمشة) ما قام به من انتهاكات بحق أهالي عفرين، لم تمارس مرتزقة داعش هذه الانتهاكات، وجميع الانتهاكات والأعمال موثقة عند المنظمات الدولية والحقوقية”.
مضيفاً: “ونرى الآن أبو عمشة قد نُصِّبَ قائد فرقة للجيش السوري في حماة، وكأنَّ الشعب السوري رخيص لهذه الدرجة، حتى يكون خلف قيادة مجرم، وأنا على يقين أنَّ ما مارسه أبو عمشة من انتهاكات بحق أهالي عفرين، سيمارسه بحق أهالي حماة، لأنه معتاد على هذا الشيء، فالمرتزق ليس لديه دين ولا مذهب”.
وفي ختام حديثه، أكَّد عضو المجلس العام لرابطة عفرين الاجتماعية “إبراهيم حفطارو” على ضرورة أن تكون الدول عامةً والدول الراعية لسوريا أو الأمم المتحدة، أن تقوم بدورها بشكل فعلي، حيال مرتزقة الاحتلال التركي الموجودة في عفرين وسوريا وحلّها، لأنَّه ما دامت هذه المجموعات متواجدةً فسوريا ليست بخير.
