أذهلت فرقتان قدمتا عرضهما المميز جمهور المسرح، حيث تحاكي الأولى ما يعانيه الشعب الكردي من المظالم التي يتعرض لها من إنكار للحقوق وحرمانه هويته ولغته، بينما قدمت الفرقة الثانية عرضًا مسرحيًا إيمائيًا.
على خشبة مركز محمد شيخو للثقافة والفن، واصلت الفرق تقديم عروضها المسرحية لليوم الرابع على التوالي، إذ قدمت فرقة رنيم عرضها المسرحي تحت عنوان “بلا أوراق”، من تأليف عباس الحايك، وإعداد وإخراج كاميران جارو، وسينوغرافيا أحمد كنجو، وتمثيل رودي عثمان.
ويقام مهرجان الشهيد يكتا هركول المسرحي بنسخته السابعة هذا العام تحت عنوان “الفنان الحقيقي هو فنان شجاع”، وضجت مدارج خشبة مركز محمد شيخو بمحبي الفن والمسرح.
وهزت فرقة رنيم خشبة المسرح بتقديم عرضها المسرحي، إذ دارت أحداث القصة حول المظالم التي يتعرض لها الشعب الكردي، وإقصائه وتهميشه وعدم الاعتراف بحقوقه وهويته على أرضه التاريخية.
يرتطم رودي بجذع شجرة بلا أوراق بعدما تاه طريقه، ويبدأ بالبحث بين أغراض حقيبته عن كتاب، فهو يهوى القراءة ولا يستطيع أن يرقد إلى النوم دون مطالعة الكتب تحت النجوم والسماء الملبدة بالظلام.
لكن مهما كانت قصة الكاتب جميلة، لن تكون مثل قصتي، “أنا دون هوية”!
شكلت الأحداث التي كتبت في الكتاب الذي يطالعه “رودي” متاعب لروحه وإنهاكا لجسده، ليقوم بشقه إلى قطع، وكتابة قصته بنفسه.
يسلط العرض المسرحي الضوء على رودي الذي تاه في الطريق ولا يجد شيئًا يغطيه ويقيه من برد الشتاء القارس، وهذه هي المرة الأولى التي يبتعد فيها عن داره ودياره بعد وفاة والده.
يذهب رودي ويتقدم لوالد الشابة التي أحبها منذ الصغر، فيخيب والدها ظن رودي، ويقول له: “أنت دون هوية، وأولادك سيكونون دون هوية”. يستشيط رودي غضبًا ويقول: “أنا أحبها وهي تحبني”، ليقوم والد الشابة بطرده من المنزل، لأنه لا يملك هوية.
يشعر رودي بتأنيب ضمير لم يكن يدرك أن بعض الأوراق ستسبب له كل هذه المشاكل، فيحن إلى الماضي عندما كانا يلعبان في طفولتهما.
بعد رفض طلبه، يطلب والد الشابة من والدة رودي أن يبتعد ابنها عن ابنته، وعندما يحصل على جواز سفر بإمكانه المجيء ويتزوجها، لكن الحصول على جواز سفر لرودي صعب المنال. لو كان سهلاً لحصل والده عليه، يقول رودي: “أليس من حقي الحصول على هوية في هذا الوطن؟ الوطن ليس ورقة، الوطن دم يجري في عروقنا، فبالرغم من أنني لا أمتلك هوية في هذا الوطن، لا أعترف بغيره”.
يعود رودي لمعرفة القصة الأخيرة من الكتاب باحثًا بين أوراقه المتقطعة، ويعود خائبًا مرة أخرى.
في فعالية أخرى وضمن عروض المهرجان وفي المركز الثقافي التابع لـ TEV-CAND، قدمت فرقة سيي (SIYÊ) من مدينة كركوك الكردستانية عرضًا فنياً مسرحياً إيمائياً بعنوان “أنا وأنت وتسعة أشهر”، من تأليف وإنتاج قاسم عبد الستار.
والإيماء فن مسرحي يتميز بأنه فن إيصال المعلومات والأفكار والمشاعر إلى الجمهور دون الحاجة إلى لغة اللسان والكلام (الصامت)، ويعتمد اعتمادًا كليًا على مهارات الممثلين في تغيير ملامح الوجه وإيماءاتهم والتحكم في حركات الجسد.
وكالة هاوار