تستمر مقاومة العصر في مرحلتها الثانية ضد الاحتلال التركي ومرتزقته الذين سعوا لتغيير ديمغرافية عفرين وإبادة تراثها الثقافي والمجتمعي وبالسبل كافة بعد أن هجرت أبناءها قسراً واستوطنت عائلات المرتزقة عوضاً عنهم؛ وتنديداً بهذه الممارسات وإحياء للذكرى السنوية الأولى للعدوان التركي على عفرين؛ انتفضت شعوب شمال وشرق سوريا في تظاهرات عارمة هزت الشمال السوري.. منددين بالاحتلال؛ ومجددين عهد المقاومة وتحرير عفرين…
مركز الأخبار ـ خرج الآلاف من أبناء الشمال السوري في تظاهرات عارمة تنديداً بالاحتلال التركي على عفرين، في الذكرى السنوية الأولى لهجمات الاحتلال التركي على عفرين، فتظاهر أبناء كل من مدن قامشلو، تربه سبيه، ديرك، الشهباء، عين عيسى، كري سبي، صرين، كوباني، والرقة استنكروا من خلالها العدوان التركي على عفرين؛ مؤكدين على احتفالهم بذكرى تحرير عفرين في العام المقبل.![]()
ففي ديرك؛ تعالت أصوات المتظاهرين مرددين شعارات منددة بالاحتلال التركي ومرتزقته لعفرين، وشارك فيها أهالي ديرك بجميع مكوناتها، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وعلماء الدين.
وانطلقت التظاهرة من ساحة الحرية، حيث رفع المتظاهرون صور شهداء مقاومة العصر وصور أطفال عفرين الذين استشهدوا جراء القصف التركي، كما حملوا لافتات كتب عليها” الاحتلال التركي.. احتلال النهب والسرقة”، “اسمعوا صرخات أطفال عفرين”، “يجب فرض منطقة حظر على أراضينا”, وجال المتظاهرون شوارع ديرك مروراً بالسوق المركزي وسط إغلاق كامل للمحلات للتضامن مع عفرين في مضي سنة على احتلالها من قبل الفاشية التركية ومرتزقتها.
وتوقف المتظاهرون في ساحة الشهيد بيرم، وبعد الوقوف دقيقة صمت، ألقت الرئيسة المشتركة لمقاطعة قامشلو باسم مؤتمر ستار بروين محمد أمين كلمة استذكرت من خلالها جميع شهداء الحرية في شخص شهداء مقاومة العصر وقالت :”نستذكر جميع شهدائنا الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل حرية الشعوب وكرامتهم”. وتابعت: “إن الاحتلال التركي منذ العهد العثماني وحتى تأسيس الجمهورية التركية معروف بسجله الأسود من قتل الشعوب وارتكاب المجازر بحقهم”.![]()
ونوهت بروين :”إن عفرين كانت نموذجاً للتعايش المشترك ومثالاً للحرية والديمقراطية التي اتخذت من فلسفة الأمة الديمقراطية مبدأ لها، إلا أن الاحتلال التركي ومرتزقته أقدموا وفي مثل هذا اليوم وبتواطؤ دولي على قصف المناطق الآمنة المكتظة بالمدنيين واحتلت مدينة السلام وسط صمت دولي” مؤكدة أنه وبروح شهداء عفرين وبروح أفيستا خابور ورفاقها ستستمر المقاومة وتتحرر عفرين، كما ألقت الإدارية في اتحاد المرأة الشابة نازلي ديرك كلمة حيت فيها مقاومة العصر، وقالت: “مقاومة العصر لا زالت مستمرة في مرحلتها الثانية من خلال تنفيذ العمليات ضد الفاشية التركية ومرتزقتها في عفرين” مؤكدة أن المقاومة ستستمر ضد الاحتلال التركي حتى تحرير عفرين وعودة أهلها إلى أرضهم، وأضافت بأن حركة الشبيبة الثورية السورية تكثف من نشاطاتها وفعالياتها للتضامن مع عفرين حتى تحقيق النصر.
وبعد الانتهاء من الكلمات ردد المتظاهرون شعارات منددة بالاحتلال التركي والصمت الدولي حيال ما تتعرض له عفرين من انتهاكات، كما حيوا مقاومة العصر في مرحلتها الثانية.
وفي ناحية تربه سبيه؛ خرج الأهالي في تظاهرة دعماً لمقاومة العصر في عفرين وتنديداً بالذكرى السنوية ليوم العدوان التركي على عفرين, واجتمع المتظاهرون أمام مركز مؤتمر ستار في ناحية تربه سبيه ومن بعدها جابت شوارع المدينة حاملين لافتات كتب عليها “لا للاحتلال التركي”, “نطالب بفرض حظر طيران على أراضينا ” وهتفوا لمقاومة العصر في عفرين، لتقف التظاهرة عند دوار آزادي.
وبعد الوقوف دقيقة صمت, ألقت الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن في مقاطعة قامشلو بيريفان يونس كلمة أشارت من خلالها إلى “أن الاحتلال التركي متمثلاً بحكومة العدالة والتنمية يقفون ضد أي مشروع ديمقراطي في المنطقة, وما ارتكبه من مجازر لا إنسانية بحق أهالي عفرين خير مثال على ذلك”.![]()
وبدورها ألقت منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا هدية شمو كلمة أكدت من خلالها إلى أن عفرين كانت مقصداً لمكونات سوريا كافة قبل أن تقدم تركيا ومرتزقتها بتحويلها إلى منطقة للنهب والتدمير، كما هجرت شعبها، مؤكدة أن “المشاركة في دعم تحرير عفرين واجب أخلاقي وإنساني”. واختتمت التظاهرة بالهتافات التي حيت مقاومة العصر في عفرين وطالبت بإنهاء الاحتلال التركي.
وفي إقليم الفرات؛ احتشد آلاف الأهالي القادمين من مدن كري سبي، عين عيسى، صرين وكوباني وقراها في ساحة المرأة الحرة في مدينة كوباني وانطلقوا في تظاهرة عارمة.
ورفع المتظاهرون صوراً لضحايا المجازر التركية في عفرين، إضافة إلى صور للشهداء من أبناء المنطقة وشهداء مقاومة عفرين ولافتات كتب عليها شعارات تؤكد رفض الاحتلال التركي، إضافة إلى أعلام القوات العاملة على حماية المنطقة، في تأكيد على تضامن الشعب معهم.
واتجهت التظاهرة إلى ساحة الشهيد عكيد وسط مدينة كوباني بإلقاء كلمات عدة التي تندد بالعدوان التركي على عفرين وقيامه بالتغيير الديمغرافي فيها.
وفي الرقة؛ تجمع الآلاف من أهالي مدينة الرقة وريفها تحت شعار “ستسقط الهجمات التركية بإرادة الشعب في عفرين”؛ لإحياء الذكرى السنوية لاحتلال تركيا مدينة عفرين مدينة الصمود مدينة العيش المشترك مدينة السلام والمحبة الجمعاء.
وضمت التظاهرة جمع غفير من أهالي مدينة الرقة، بالإضافة إلى مشاركة أعضاء المؤسسات المدنية والعسكرية بالرقة وريفها وممثلون من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وأعضاء مجلس الرقة المدني. وحمل المتظاهرون أغصان الزيتون وصوراً للانتهاكات وحالات القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي بعفرين، وصور للشهداء, بالإضافة إلى يافطات دوّن عليها شعارات مثل “لا للاحتلال التركي، عفرين سورية، لا للتغيير الديمغرافي”.![]()
بدأت التظاهرة من قرية الحكومية التابعة لريف الشمالي لمدينة الرقة إلى أن وصلت لمفرق قرية ميسلون، وبعد الوقوف دقيقة صمت ألقيت العديد من الكلمات باسم الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا ألقاها عبد حامد المهباش وكلمة باسم مجلس عوائل الشهداء ألقتها العضوة شمسة الصالح, وكلمة باسم إدارة المرأة ألقتها العضوة زليخة عبدي وكلمة باسم مجلس الرقة المدني ألقاها الرئيس المشترك لمجلس الرقة المدني مشلب الدرويش. وتضمنت مجمل الكلمات بقول المتحدثين: “عفرين أرض حرة وستعود لأهلها رغماً عن أنف الطاغية التركي والعام المقبل سنحتفل بذكرى تحرير عفرين مدينة الصمود”.
وأشادت الكلمات بدور الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل الدفاع عن أرضهم ووحدة وطنهم رافضين الاحتلال التركي لأراضيهم.
وقال المتحدثون ضمن كلماتهم: “يتبع الاحتلال التركي أبشع سياسة على وجه الأرض ألا وهي سياسة التغيير الديمغرافي في عفرين عبر توطين أهالي الغوطة وترحيل أصحاب الأرض وتغيير أسماء القرى إلى أسماء تركية”.
واختتم المتظاهرون تظاهرتهم بشعارات تحيي مقاومة شعب عفرين في الشهباء وتحيي شهداء مقاومة العصر.
وفي السياق ذاته؛ أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب اليوم (الأحد) بياناً كتابياً للرأي العام، بمناسبة مرور عام على شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الهجمات على عفرين. وجاء في نص البيان: “لقد ساهمت التطورات في سياق ثورة ونضال الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا وروج آفا في إحداث وحدة فيما بين الشعوب الساعية نحو الحرية، وقد تحول النضال الذي بدأ في روج آفا ضد داعش إلى نضال في وجه جميع أشكال الاحتلال. الدولة التركية التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لإظهار احتلالها للمنطقة على أنه مشروع، وبهدف إعاقة المشروع الديمقراطي في روج آفا والذي بناه شعبنا على أسس العيش المشترك، تضع الدولة التركية مخططاً لاحتلال أراضي سوريا وروج آفا. الدولة التركية بدأت هجماتها في الـ20 من كانون الثاني عام 2018 بالتعاون مع القوى التي تغاضت عن ذلك، ولقد أظهر مقاتلو وحداتنا “وحدات حماية الشعب والمرأة” طيلة شهرين من المقاومة البطولية وقفة عظيمة أمام محاولات الاحتلال. وكان لشعبنا من عمر السبعة أعوام حتى السبعين عاماً دور في المقاومة ضد المحتلين الذين استخدموا مختلف الأسلحة الثقيلة وضمنها السلاح الجوي وأكثر أنواع التكنولوجيا المتطورة في قتل شعبنا.![]()
وبهدف تجنيب شعبنا مزيد من المجازر قررت وحداتنا بتاريخ الـ18 من آذار إنهاء المرحلة الأولى من المقاومة وإعلان المرحلة الثانية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، وتعيش عفرين اليوم شتى أنواع انتهاكات حقوق الإنسان من تطهير عرقي يجري تنفيذه بشكل منظم وعمليات سلب ونهب تطال المدينة، وقد عاشت عفرين هذه الأحداث نتيجة لممارسات فاشية الدولة التركية.
نحن كوحدات حماية الشعب والمرأة، لن نبقى صامتين أمام محاولات الاحتلال لأي قوة كانت، ونعلن بأننا وبهدف تحرير عفرين وشعبنا سنخوض نضالاً كبيراً، وأننا سنبرز أكثر من أي وقت مضى وقفة مقاومة ضد دولة الاحتلال التي تستخدم لغة الاحتلال وتخطط لشن الهجمات وسنحافظ على قيم شعبنا والمكتسبات التي حققتها الثورة”
