جل آغا/ أمل محمد – أوضحت نساء من مدينة جل أغا، بأن أسبوع المقاومة والبطولة مهد طريق النضال والحرية للشعب الكردي في وجه سياسات الإبادة والإنكار، وأكدن مواصلة حماية المكتسبات، التي تحققت بتضحيات الشهداء، واستكمال مسيرتهم النضالية.
تُعرف الفترة الممتدة بين الواحد والعشرين والثامن والعشرين من شهر آذار بأسبوع المقاومة والبطولة، نسبةً لمقاومة الشهيد “مظلوم دوغان” وبطولة الشهيد “معصوم قورقماز”، وارتبط شهر آذار ارتباطاً وثيقاً بالمقاومة الكردية، من مظلوم إلى عكيد تناقلت الأجيال الكردية، وتوارثت البطولة والمقاومة في وجه الأنظمة الاستبدادية كافة.
الشهيد مظلوم دوغان، والذي احتفل عنوة بعيد النوروز في السجن قام بإشعال ثلاثة عيدان ثقاب، ومن ثم أضرم النار في نفسه، فعلّم الشعب الكردي بأن المقاومة يمكن أن تكون حتى في السجن، وكانت الرصاصة الأولى من بندقية الشهيد معصوم قورقماز بداية الشرارة لمواجهة الظلم، وكسر حاجز الخوف، ليبرهن للعالم بأن الخطوة الأولى هي الأهم، وهي الطريق الطويل نحو النضال والحرية.
أسبوع المقاومة كسر طوق العبودية والاستسلام
وبمناسبة أسبوع المقاومة الكردية، تحدثت نساء من مدينة جل آغا، لصحيفتنا “روناهي“، حيث أشارت فاطمة عساف: “بعض الأفعال البسيطة تُخفي انتصارات عظيمة وراءها، كأعواد ثقاب مظلوم، وإطلاق أول رصاصة من بندقية الشهيد عكيد، هذه الأفعال قد يراها البعض أموراً بسيطة، ولكنها كانت تُمهد للشرارة الأولى من الانتفاضة الكردية، اليوم وما وصلت إليه القضية الكردية من مكتسبات وإنجازات على أرض الواقع، هي امتداد لمقاومة الشهيد مظلوم والشهيد عكيد، وكل بطل من أبطال حركتنا، والشهيدان عكيد ومظلوم كانا على يقين بأن فعله هذا يمنح القضية الكردية دفعاً للأمام”.
وأضافت: “استشهد مظلوم وعكيد، ولكن مقاومتهما البطولية لا تزال مستمرة، وأبطالنا يسيرون على نهج تضحياتهم، أكثر من عقد من الزمن، وأبناؤنا في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا يضحون من أجل الحرية. واليوم هم يدافعون عن قضيتنا في سد تشرين هم أبناء وأحفاد مظلوم وعكيد، هم من أكملوا دربهم في الحرية”.
واختتمت فاطمة عساف حديثها: “أي قضية وأي مبدأ وفكرة لن تصل لأهدافها دون مقاومة وتضحية، ضحى الكثير من شهدائنا في السجون وفي جبال الحرية من أجل القضية، واليوم انتصرت القضية بإيمانهم وتضحياتهم، هم اليوم شهداء، ولكن حلمهم لا يزال على قيد الحياة”.
تعزيز وإصرار على تصعيد النضال
ومن جانب آخر، أكدت “هدى علي”: أن أسبوع المقاومة والبطولة أضفى لنوروز وشهر آذار المزيد من النضال: ” شهر آذار شهر كردي بامتياز، فيه عيد النوروز، وهو العيد القومي الوحيد الذي يعبر عنا، ويتخلله أسبوع المقاومة الكردية، بمقاومة الشهيدين مظلوم وعكيد، ولد الشعب الكردي من جديد، ذلك الشعب الذي عانى من محاولات كثيرة للقضاء عليه، وطمس هويته ومحو تاريخه، وفي تلك الحقبة التي راهن الكثيرون على بداية نهاية الشعب الكردي، عاد الأمل مجدداً لهذا الشعب بمقاومة الشهيدين مظلوم وعكيد، وغيرهم من الأبطال”.
وتابعت: “كانت هذه المقاومة ميلاداً جديداً للقضية والشعب الكردي، هم بدؤوا الخطوة الأولى للكفاح المسلح، ونحن اليوم وغداً نسير على نهجهم ونكمل مسيرتهم، هذا عهدٌ قطعه الشعب الكردي على نفسه بعد التضحيات، التي قدمها أبطالنا”.
ونوهت هدى، أن الشعب الكردي كان أكثر الشعوب اضطهاداً، ولكن بمقاومة الأحرار تمكن من كسر القيود التي فرضتها الأنظمة الاستبدادية عليه: “أدرك بشكل تام بأن لو شعب آخر مرَّ بما مرَّ به الشعب الكردي من قتل، وإبادة لقضي عليه الآن، لكن بوجود أبطال مثل الشهيد مظلوم والشهيد معصوم، فلن يستسلم هذا الشعب وسيعود للحياة في أصعب الظروف، نحن مدينون بأرواحنا أمام بطولة الشهيد معصوم وتضحية الشهيد مظلوم، وننحني إجلالاً أمام كل قطرة دم طاهرة ذرفتها أجساد شهدائنا في سبيل أن نعيش حياة كريمة، نقف عزاً وفخراً أمام دموع أمهات الشهداء، اللواتي ضحين بفلذات أكبادهنَّ من أجل القضية، نحن اليوم نحيا ونعيش بفضل مقاومة أبطالنا، سنروي بطولاتهم للأجيال القادمة، حتى تبقى ذكراهم وتضحياتهم خالدة في سجل التاريخ الكردي”.