قامشلو/ دعاء يوسف ـ مهنة قائمة بعمل متقن ورثها عن أجداده يزين “محمد السواس” عربة متنقلة في سوق قامشلو بالتمر الهندي، والعرق سوس، المميز في شهر رمضان، ويتغنى بنكهته الخاصة، التي اعتادت أن تزين موائد الإفطار في منازل الأهالي.
في ساعات النهار الأخيرة من أيام رمضان، والتي تسبق آذان المغرب، تنتشر رائحة المعروك الطازج في الأسواق الرئيسية والفرعية، وترتفع أصوات الباعة الذين تصدح حناجرهم بأصوات ألفها الشارع طوال شهر رمضان، “بارد يا تمر هندي، حلو وطبيعي عرق يا سوس”، فكل يضع بسطة صغيرة حُملت عليها مشروبات رمضانية مميزة، والمعروك.
15 سنة في بيع العرق سوس
ويحضر “محمد نور السواس” 40 عاماً، العرق سوس والتمر الهندي في المنزل بمساعدة عائلته، وذلك بالطريقة التقليدية، التي توارثها عن أجداده، إذ كانوا من أشهر باعة عرق السوس في حلب، ومع انتقالهم إلى مدينة قامشلو حملوا هذه المهنة معهم، ومع الأيام كانت عائلة السواس مشهورة في مدينة قامشلو بالمشروبات الرمضانية التي تعدها.
فقد ورث هذه المهنة من والده الذي تعلمها من جده، ويعمل السواس اليوم على تعليم عائلته هذه الصناعة ليورثها لهم، فبيَّن “محمد نور السواس” لصحيفتنا “روناهي” خلال لقاءٍ خاص: “تعلمت صناعة عرق السوس والتمر الهندي منذ الصغر، فقد كنت أساعد والدي في إعداده وتخمير عرق السوس، إذ تنقع جذور النبات، التي تستخدم لتحضير شراب عرق السوس من المساء ثم تُباع ثاني يوم للأهالي، ومحبي هذا المشروب الرمضاني”.
ويضع محمد السواس عربته بالقرب من السوق المركزي، فعرف موقعه الناس، وحسب ما رصدت صحيفتنا، فقد تهافت إليه الناس من الأحياء كلها لشراء مشروباته مثنيين على ما يبيع من نظافة وجوده: “تحب الناس ما أحضره، حيث يأتي الكثيرون إلى السوق والمنزل من أجل شراء العرق سوس من عندي خصيصاً، فقد أصبحت لدي خبرة بصناعة هذه المشروبات، فأعمل في هذه المهنة منذ15 عاماً”.
وتابع: “وفي شهر رمضان، أبيع هذه المشروبات على البسطة، لأن التمر الهندي، والعرق سوس أصبحا من المشروبات الشائعة في هذا الشهر الفضيل، وأصبحا عادةً لدى غالبية الأهالي، وحتى نستطيع أن نقول بأن السفرة الرمضانية لا تخلو منهما في المنازل كافة، لأن لهما فوائد صحية مهمة جداً، فنقوم بتعبئة هذه المشروبات بأكياس تقدر كمية الكيس بـ لترين”.
طريقة التحضير
وعن طريقة تحضير هذه المشروبات قال السواس: “فيما يتعلق بعرق السوس، بما أنه يعدّ من أشهر المشروبات الرمضانية الهامة، والذي يستخلص من جذور نبات السوس، فنقوم باستيراد السوس مطحوناً وجاهزاً للصنع، ويتم صنع المادة من عرق السوس المستخرج من الوديان، وخاصة في مدينة الرقة ودير الزور، حيث يجفف، ومن ثم يطحن، ويجفف مرة أخرى، حتى يتم بيعه بشكل مطحون، وعند شرائه من السوق الخاصّة به، نمزجه بالماء، وبمواد كربونية، ومن ثم يصبح جاهزاً للبيع”.
أما عن طريقة تحضير التمر الهندي أوضح السواس: “أقوم بشراء التمر الهندي الخام من السوق، وننقعه ليلاً في الماء المغلي، وثم نمزجه بالماء ونعصره في اليوم التالي، ويصفى لمرات عديدة حتى يصبح خالياً من الشوائب، ونحليه ليصبح جاهزاً للبيع”.
أشهر العائلات في إعداد مشروبات رمضان
وفي موسم رمضان، يجلس السواس أمام بسطته منذ الرابعة مساءً، ويبقى إلى قبيل الإفطار بساعة، ونوه محمد نور السواس أن عائلة السواس من أشهر العائلات التي تعد عرق السوس والتمر الهندي على مدار 80 عاماً في حلب وقامشلو.