جل آغا/ أمل محمد ـ شكرت نساء الطائفة العلوية من الساحل السوري، جهود إقليم شمال وشرق سوريا للدعم والتضامن معهم في محنتهم، وشددن على ضرورة إيقاف جرائم الإبادة الجماعية ومحاسبة من تلطخت يده بدماء الشعب السوري.
لم تتمكن الحكومة المؤقتة من السيطرة على الوضع الأمني، بل على خلاف ذلك اتجهت الأوضاع للأسوأ، ففي الساحل السوري ومع بداية شهر رمضان المبارك، حصلت مجازر شنيعة ومشاهد من القتل والسلب والنهب، طغت على الصورة العامة عنوان “الطائفية” فقد تم القتل وفق للهوية، وقتل أكثر ما يقارب من 1380 مدنياً معظمهم من الطائفة العلوية.
بدأت أحداث الساحل السوري بتاريخ السابع من آذار من العام الجاري، تحت مسمى ملاحقة فلول النظام السابق، ليتحول المشهد لعمليات قتل للمدنيين شيوخ ونساء وأطفال وشباب، وارتكاب مجازر وجرائم عبادة جماعية بحق الطائفة العلوية، هذه المشاهد ستبقى خالدة في ذاكرتهم إلى الأبد، صور الجثث الملقاة في الشوارع، ومشاهد الاعتقال الجماعي، وأصوات الإعدامات سيخلدها التاريخ للأبد.
حرب إبادة بذريعة محاربة فلول النظام السابق
وفي هذا السياق، تحدثت نساء من الساحل السوري لصحيفتنا “روناهي”، عن تلك الفترة العصيبة التي مررنَ بها، فأشارت “حلا وسوف” وهي أم لطفل: “في صباح يوم الجمعة شهدنا حركة غير طبيعية في زقاق حينا في بانياس، مسلحون بدوا وكأنهم غير سوريين، دخلوا منزل جيراننا، وفي برهة من الزمن سمعنا أصوات الرصاص تتعالى فيما بعدها صرخات أم شاهين الثكلى، التي رأت بأم عينيها ولديها الشابين “علي” و”عدي” يقتلان بدم بارد”.
وأضافت: “كان المسلحون يدخلون البيوت بعشوائية، والخوف كان يسيطر على الجميع، حتى أننا لم نجرأ بأن نذهب ونواسي جارتنا، خوفاً من أن نصل لذلك المصير، فطالب كبار السن وبعض الشخصيات من المنطقة بأن نبقى في منازلنا، وظننا بذلك بأننا آمنون ولكن الجميع كان بخطر، لأن المسلحين كانوا يقومون بتصفية كل من هب ودب، ما شهده الساحل هو نعرات طائفية، وقتل وفق للهوية، هذه جريمة ويجب أن يتدخل المجتمع الدولي”.
وتابعت: “نحن الطائفة العلوية ارتبط اسمنا بالنظام السابق، ولكن ليس الطائفة كلها كانت منضمة للجيش السوري، وليس الجميع تلطخت أيديهم بدماء السوريين، يجب أن يفهم العالم هذا الأمر، نحن مدنيون عزل، على كل من كان شريكاً في قتل الدم السوري أن يُحاسب ومن أي طائفة ودين كان، ولكن العزل والنساء والشباب لا ذنب لهم”.
وفي ختام حديثها، شكرت “حلا وسوف”، جهود إقليم شمال وشرق سوريا وتضامنهم مع أهالي الساحل: “نشكر كل من ساندنا ولو بكلمة، نشكر الإدارة الذاتية والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي على وجه الخصوص، الذي اشترط في بنود اتفاقه مع حكومة دمشق، أن تتوقف المجازر في مناطقنا، ونشكر الإدارة الذاتية والهلال الأحمر الكردي الذي أرسل لنا قوافل مساعدات لمناطقنا”.
لن ننسى جهودهم وتضامنهم معنا
ومن جانب أخر، قالت “ريم محمد” وهي من ريف اللاذقية: “طوال 14عاماً والطائفة العلوية، تعيش في فقر وتهميش حالنا حال السوريين كلهم، نعاني من فقر وبطالة، لماذا تم تجريمنا بهذه الطريقة؟ لماذا يجب علينا دفع ثمن ذنب لم نرتكبه؟”.
وبينت ريم، إن ما شهدته قرى وبلدات الساحل السوري أقل ما يمكن وصفه بالإجرام: “في هذه الظروف تم قتل عدد من أقاربي، عيسى ابن عمي، وهو طالب صيدلة في السنة الأولى، وسارة زوجة ابنة خالي قتلت هي وطفلها الرضيع، دخلوا المنازل ونهبوا وسلبوا وقتلوا، هل يمكن للسوري أن يفعل بأخيه السوري هكذا؟ نطالب بتحقيق العدالة في هذه المجازر، التي حصلت وأن يتم تقصي الحقائق وليس فقط وعوداً تُقطع”.