روناهي/ تل حميس ـ في عالم مليء بالتحديات، حيث يعاني الكثيرون بصمت وتغيب عنهم الأضواء، يظهر أشخاص استثنائيون يجعلون حياتهم رسالة أمل، ومن أفعالهم جسرًا للخير، حيث لمع في الحسكة وريفها اسم “بندر التمياطي”، الذي عُرف بكونه رمزًا للعطاء والإنسانية، مستخدمًا منصة الفيسبوك أداة لنشر معاناة المحتاجين، وربط الخيرين بالمحتاجين في منطقته.
يعد “بندر التمياطي” واحداً من أبرز الشخصيات المعروفة في “الحسكة”، حيث اشتهر بدوره الفعال في الأعمال والمبادرات الخيرية والمساهمات المجتمعية، تاركاً بصمة واضحة في حياة الكثيرين من خلال مبادراته الإنسانية.
أعماله الكثيرة التي قدمها
ولمعرفة المزيد عن الأعمال والمبادرات الخيرية التي ساهم التمياطي في تقديمها لأهالي الحسكة وقراها، زارت صحيفتنا “روناهي” منزله في مدينة تل حميس، الذي تحدث بدايةً: “ولدت في بيئة تميزت بالقيم الأصيلة والتقاليد العريقة المليئة بالعطاء والرحمة، فهدفي الأساسي من التواصل مع الآخرين هو مساعدة المحتاجين من أهل محافظتي، وقراها وإيصال رسائلهم بأسلوب واقعي وصادق”.
وتابع: “لم يكن هدفي مجرد الحديث عن المشكلات، بل كنت أسعى لإيجاد حلول فعلية لها، في منشوراتي فأنا أروي قصصًا حقيقية عن الأسر الفقيرة، فكنت طرفاً في حفر آبار عادية وارتوازية لتأمين مياه الشرب لسكانها لإنقاذهم من كارثة حقيقية، كـ (بئر بقعة والزرقاء خارج مدينة تل حميس)”.
ما جعل منشوراته تلقى صدى واسعًا لدى فاعلي الخير، قدرته على التواصل وثقة الناس به، فأصبح حلقة الوصل بين المتبرعين والمحتاجين. لم يكن مجرد ناقل للمساعدات، بل كان مفتاحًا للخير، يفتح أبواب الأمل للمحتاجين، ويغرس في قلوبهم شعورًا بأن العالم ما زال مليئًا بالرحمة.
وكانت شفافيته ومصداقيته السبب الرئيسي في كسب ثقة المتبرعين والجمعيات الخيرية، حيث أردف التمياطي: “لا أقوم بنقل مجرد كلمات بل حقائق موثقة، مدعومة بالصور والمعلومات؛ ما جعل كل من يتابعني يشعر بأنني شريك في عمل الخير، حيث قمت بجمع ما يعادل 65 ألف دولار لإجراء عملية تبديل مفاصل لطفلين من قرية “عكاظ ” التابعة لمدينة تل حميس، وتم بقاؤهم لأكثر من ثلاثة أشهر في مدينة دمشق حتى تمت العملية بكل نجاح”.
وعلى مدار سنوات من العمل الإنساني، حقق “التمياطي” إنجازات عظيمة لا يمكن نسيانها ومن أبرزها “ترميم بيوت الله (المساجد)، حيث أدرك أهمية المساجد كأماكن للعبادة، والتجمع الروحي، لذلك قاد حملات لتأثيث المساجد وترميمها، بما في ذلك إصلاح المآذن، وبفضل جهوده، أصبحت العديد من المساجد في “الحسكة” جاهزة للعبادة.
دعمه الأسر الفقيرة
كما استطاع التمياطي من خلال منشوراته، أن يجمع الدعم اللازم لتلبية احتياجات العديد من الأسر الفقيرة، سواء كان ذلك بتقديم الدعم المالي، أو توزيع المؤن الغذائية، كان بندر حاضرًا لتخفيف معاناتهم، لم يقتصر دوره على الفقراء فقط، بل امتد ليشمل المرضى الذين يعجزون عن تحمل تكاليف العلاج، بفضل تواصله مع المتبرعين، وقد تمكن من تأمين الأدوية اللازمة، ودعم العمليات الجراحية للعديد من الحالات الحرجة.
وأشار التمياطي: “لقد أصبح شهر رمضان المبارك فرصة لأضاعف عملي الخيري، حيث نظمت حملات واسعة لتوزيع السلال الغذائية على الأسر المحتاجة في منطقتي؛ ما جعل هذا الشهر الفضيل أكثر بركة وسعادة للكثيرين”.
وما جعل “التمياطي” نموذجًا يحتذى به، صدقه وإخلاصه في عمل الخير، فلم يكن يسعى للشهرة أو المكاسب الشخصية، بل كان همه الوحيد هو مساعدة الآخرين، حيث كرّس وقته وجهده لخدمة المجتمع، متحملًا مسؤولية كبيرة بكل حب وتفانٍ.
فقصة “بندر التمياطي” ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي رسالة أمل وعبرة لكل فرد في المجتمع، فأثبت أن العمل الخيري لا يحتاج إلى ثروات طائلة، أو إمكانات خارقة، بل يحتاج إلى قلب نابض بالإنسانية، وإرادة صادقة لتغيير حياة الآخرين للأفضل، ففي مدينة الحسكة أصبح اسمه مثالًا يُحتذى به، ليس فقط في العمل الخيري، بل في كيفية استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الافتراضي لنشر الخير.
وفي النهاية، نرى أن “بندر التمياطي” تجسيد حي للإنسانية في أبهى صورها، ونموذج للشخص الذي لم يكتفِ برؤية المعاناة، بل قرر أن يكون جزءًا من الحل، فبفضل جهوده، تغيرت حياة الكثيرين في “الحسكة” وانتقلت رسالة الخير إلى مئات القلوب، حيث استطاع أن ينقل معاناة الكثير من أهالي مدينة الحسكة، ليكشف عن قضايا غابت عن أعين الناس والجمعيات الخيرية.