قامشلو/ ملاك علي – في ظل تصاعد التهديدات التي تستهدف الصحفيين في سوريا، وخاصة في إقليم شمال وشرق سوريا، أعلن اتحاد الإعلام الحر عن تشكيل وحدة متخصصة للاستشارات الأمنية وإدارة المخاطر، بهدف حماية الصحفيين والصحفيات، وتوفير الدعم والإرشادات الأمنية اللازمة لهم أثناء تأدية عملهم في الميادين الحربية ومناطق النزاع.
يأتي هذا الإعلان استجابة للتحديات الخطيرة التي يواجهها الإعلاميون في سوريا، من استهداف مباشر وتهديدات سياسية وعسكرية، وصولاً إلى القيود المفروضة على حريتهم في نقل الحقيقة، وقد استشهد العشرات من الصحفيين حياتهم خلال السنوات الماضية في العمليات العدوانية؛ ما جعل الحاجة إلى هذه الوحدة أمراً ضرورياً لحماية العاملين في المجال الإعلامي.
هدف وحدة الاستشارات الأمنية وإدارة المخاطر
وتهدف وحدة الاستشارات الأمنية وإدارة المخاطر، إلى رصد المخاطر، وتقديم استشارات أمنية، وتنظيم دورات تدريبية لمساعدة الصحفيين على التعامل مع البيئات الخطرة، بالإضافة إلى التواصل مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية لضمان اتخاذ تدابير تحمي الصحفيين من أي تهديدات محتملة.
وفي هذا السياق؛ كشف لصحيفتنا “روناهي”، مدير وحدة الاستشارات الأمنية وإدارة المخاطر، “أحمد محمد” في تصريح خاص، عن طبيعة عمل هذه الوحدة التي تضم فريقاً من الصحفيين والصحفيات المختصين في التعامل مع الحالات الطارئة التي قد تواجه الإعلاميين في مختلف المناطق السورية، مع تركيز خاص على إقليم شمال وشرق سوريا.
وأوضح، أنه على الرغم من الإعلان عن تشكيل الفريق من إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أن أعضاءه منتشرون في أنحاء سوريا، حيث يتم التواصل اليومي بينهم لرصد التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون، سواء من عمليات استهداف مباشرة أو مخاطر متعلقة بتكثيف الهجمات العسكرية، فضلاً عن مراقبة البيئة الإعلامية بشكل عام.
وأكد “محمد”: أن الهدف الأساسي، هو اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الصحفيين والصحفيات من مختلف المخاطر، خاصة أثناء التغطية الإعلامية في المناطق العسكرية، وأشار إلى أن الوحدة تعمل على إرشاد الصحفيين حول كيفية التحرك بأمان داخل مناطق النزاع، وتقديم إرشادات حول المواقع، التي يمكن أن توفر لهم الحماية أثناء الاشتباكات، فضلاً عن تنظيم دورات تدريبية لتمكينهم من العمل بحيادية وتجنب الانخراط في أي عمليات عسكرية.
حماية الصحفيين وتفادي المخاطر في مناطق النزاع
وفي حال وقوع الصحفيين في مواقف طارئة، مثل الحصار داخل مناطق الاشتباك، تقدم الوحدة إرشادات حول كيفية الخروج بأمان والتعامل مع الظروف الميدانية، كما تعمل على التصدي للتهديدات السياسية، أو العسكرية أو الاجتماعية التي قد تستهدف الصحفيين، من خلال التواصل مع الجهات المعنية لحمايتهم.
وأوضح “محمد”، أن تصاعد المخاطر، التي يتعرض لها الصحفيون منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، كان الدافع الأساسي لإنشاء هذه الوحدة، حيث استشهد عشرات الصحفيين بسبب الهجمات الاحتلالية، ومن بينهم ثلاثون صحفياً وصحفية في إقليم شمال وشرق سوريا نتيجة تكثيف هجمات المحتل التركي وهجمات مرتزقة داعش.
وأضاف: “إن الوحدة جاءت رد فعل على الارتفاع التدريجي في عدد الصحفيين، الذين يتعرضون للتهديدات والاعتداءات”، مؤكداً، أن الوحدة تعمل على حماية الإعلاميين وتوفير آليات أمان واضحة لمساعدتهم على تفادي المخاطر التي قد تواجههم أثناء عملهم الميداني.
علاقات واسعة
وتتمتع الوحدة بشبكة علاقات واسعة مع مختلف الأطراف الفاعلة في سوريا، بما في ذلك الجهات العسكرية والسياسية المتصارعة، ووزارة الإعلام التابعة لسلطة دمشق، إضافة إلى التعاون مع المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية.
وأكد” محمد”، إن الوحدة تتواصل مع الصحفيين العاملين في مختلف وسائل الإعلام السورية، سواء المحلية أو الدولية، لضمان وصولهم إلى المعلومات والإرشادات الأمنية اللازمة، كما تعمل الوحدة على التحرك السريع عند وقوع أي طارئ، عبر التواصل مع الصحفيين القريبين من موقع الحدث، أو مع الجهات الرسمية لضمان حماية الصحفيين المحاصرين أو المهددين.
وأوضح، بأن الوحدة على سبيل المثال، تتدخل فوراً في حال تعرض صحفي للخطر في مناطق مثل الساحل السوري، حيث يتم التواصل مع وزارة الإعلام في دمشق لضمان الوصول إلى الصحفي وتأمين سلامته.
وإلى جانب تقديم الدعم الميداني، تعمل الوحدة على توثيق الجرائم والتهديدات التي يتعرض لها الصحفيون، وإرسالها إلى اتحاد الإعلام الحر في إقليم شمال وشرق سوريا، ونقابة الصحفيين السوريين، واتحاد الصحفيين بلا حدود، والمنظمات الدولية المعنية بشؤون الصحافة في الشرق الأوسط.
كما أكد، أن الوحدة تسعى إلى الضغط على الجهات التي تهدد الصحفيين، من أجل وقف أي انتهاكات، سواء كانت لفظية أو إعلامية أو جسدية، والعمل على حماية الصحفيين من أي مخاطر مستقبلية.
وتابع محمد: “إن الوحدة في طور التوسع، حيث تم الإعلان عنها قبل أيام فقط، ومن المتوقع أن يتم الكشف قريباً عن العدد الدقيق لأعضائها”.
ورغم عدم إمكانية الإفصاح عن الرقم في الوقت الحالي، إلا أنه أكد، أن الفريق يضم عدداً كبيراً من الصحفيين والصحفيات، مع توقعات بانضمام المزيد خلال الفترة المقبلة.
وفي ختام حديثه؛ أكد مدير وحدة الاستشارات الأمنية وإدارة المخاطر “أحمد محمد”، أن إنشاء هذه الوحدة هو حماية الصحفيين وتزويدهم بالإرشادات الأمنية اللازمة لممارسة عملهم بأمان، في ظل بيئة مليئة بالمخاطر، ومن خلال التعاون مع مختلف الجهات الإعلامية، والسياسية، والعسكرية، تسعى الوحدة إلى تعزيز حماية الصحفيين وخلق بيئة أكثر أماناً لعملهم، بما يضمن حرية الصحافة في سوريا بعيداً عن التهديدات والاستهدافات.