قامشلو/ سلافا عثمان – مشاتل “عدنان مصطفى” في قامشلو نموذج ناجح في عالم المشاتل، حيث استطاع خلال سنوات طويلة أن يحول اهتمامه بالزراعة مشروعاً مستداماً يخدم البيئة والمجتمع، حيث يرى أن الأشجار ليست مجرد نباتات، بل هي جزء من الحياة، وأن نشرها هو رسالة يجب أن تستمر.
تُعد المشاتل من أبرز الركائز في القطاع الزراعي، حيث تساهم في توفير الأشجار والنباتات بمختلف أنواعها، سواء للحدائق المنزلية، أو الأراضي الزراعية، أو للمؤسسات والمنظمات المهتمة بالتشجير والبيئة، وبين العديد من المشاتل التي تعمل في هذا المجال، برزت مشاتل “عدنان مصطفى” أحد المشاريع الرائدة التي استطاعت أن تثبت حضورها وتقدم خدمات متميزة في مجال إنتاج الأشجار والعناية بها.
البداية والاهتمام بالزراعة
بدأ “عدنان مصطفى” العمل في مجال المشاتل منذ عام 2011، مدفوعاً بحبه للطبيعة ورغبته في نشر المساحات الخضراء، لم يكن الأمر مجرد تجارة، بل كان انعكاساً لعلاقة عميقة بينه وبين النباتات، حيث وجد في العناية بالأشجار متعة خاصة، ومع مرور الوقت أدرك أن هذا المجال يحمل إمكانات كبيرة، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بل أيضاً من ناحية التأثير الإيجابي على البيئة والمجتمع.
حيث أكد “عدنان مصطفى” من خلال حديثه مع صحيفتنا “روناهي”، أن علاقته بالأشجار بدأت هواية ثم تحولت إلى عمل مستدام: “كنت أرى في زراعة الأشجار متعة خاصة، فكل شجرة تنمو أمامي تمنحني شعوراً بالإنجاز، ومشواري لم يكن سهلاً، فمع التجربة أصبحت أدير مشاتل متعددة توفر مختلف أنواع الأشجار والنباتات، كلما رأيت شجرة زرعتها، أشعر وكأنني أترك بصمة خضراء في هذه الأرض”.
وبين، أن نجاحه دفعه إلى التوسع، حيث افتتح مشاتل في “قامشلو بحي جمعاية وعلى طريق عامودا، والحسكة، معتمداً على مشتل الدرباسية كمركز رئيسي للإنتاج: “يعد مشتل الدرباسية، هو الأساس كمركز رئيسي لإنتاجنا، حيث تتم فيه زراعة الأشجار قبل توزيعها على الفروع الأخرى، وأن العمل مستمر طوال العام، فالأشجار تحتاج إلى رعاية دائمة، ونحن لا نتوقف عن زراعتها والاعتناء بها حتى تصل إلى الزبون بحالة جيدة”.
إنتاج الأشجار والنباتات
وأشار مصطفى، إلى أن مشاتله توفر أشجار “الزيتون، والفستق الحلبي، والصنوبر، والعنب، والورود” وغيرها، وأن جميعها تمر بمراحل زراعية دقيقة لضمان جودتها.
وبين، أن الطلب يختلف بين الأفراد والمؤسسات، حيث تسعى بعض الجهات إلى تنفيذ مشاريع تشجير واسعة: “نحرص على تنويع الأشجار لتناسب مختلف الاحتياجات، فمن يريد أشجاراً مثمرة يجد ما يبحث عنه، ومن يرغب في زراعة نباتات زينة لمنزله نوفر له خيارات عديدة”.
وعن أسعارها، أوضح، أن الأسعار تبدأ من نصف دولار أمريكي وتصل إلى خمسة عشر دولاراً، حسب نوع الشجرة وحجمها: “تلبي المشاتل احتياجات الجميع، سواء الأفراد الباحثون عن نباتات زينة، أو المؤسسات الراغبة في زراعة مساحات كبيرة، نحاول تقديم أسعار مناسبة للجميع، فالأشجار ليست رفاهية بل ضرورة، وكل شخص يجب أن يتمكن من زراعة شجرة في منزله أو أرضه”.
دور المشاتل في الحفاظ على البيئة
وأشار مصطفى، بأن الإقبال على شراء الشتل والأشجار تراجع مؤخراً، خاصة من الأفراد، بسبب الظروف الاقتصادية، وأن الناس أصبحوا أقل اهتمامًا بتزيين حدائقهم مقارنة بالماضي، ومع ذلك أن بعض المنظمات لا تزال تدعم هذا المجال؛ ما يساعد المشاتل على الاستمرار: “رغم الصعوبات، لا يمكنني أن أتخلى عن هذا العمل، لأنني مؤمن بأن الأشجار ضرورية لحياتنا ولبيئتنا”.
وأكد عدنان مصطفى، أن الأشجار ليست مجرد مصدر للظل، بل هي تلعب دوراً مهماً في تحسين البيئة، وأن زراعتها تساهم في تنقية الهواء وتقليل التلوث: “كل شجرة تُزرع اليوم هي استثمار في بيئة أفضل للمستقبل، ونحن نحاول المساهمة في جعل المدن أكثر خضرة وجمالاً”.
وأشار، إلى أنه يسعى إلى توسيع الإنتاج، وزيادة أنواع الأشجار، والتعاون مع منظمات بيئية لدعم مشاريع التشجير، وأن هدفه ليس فقط البيع بل نشر ثقافة التشجير بين الناس: “أحلم بأن تصبح منطقتنا مليئة بالأشجار، وأن يكون لكل منزل شجرة على الأقل، لأن التشجير مسؤولية جماعية”.
اختتم “عدنان مصطفى” حديثه، بالتأكيد على أن المشاتل ليست مجرد عمل، بل رسالة بيئية واجتماعية: “الزراعة ليست مهنة فقط، بل أسلوب حياة، الأشجار تمنحنا الأمل، وكل شجرة نزرعها اليوم ستظل تثمر للأجيال القادمة، هذا ما يجعلني أستمر، رغم التحديات”.