قامشلو/ علي خضير ـ بهدف تفادي تشتت المشهد الثقافي؛ أقام اتحاد المثقفين بمقاطعة الجزيرة ملتقىً ثقافياً هدفه توحيد الاتحادات الثقافية الكردية، لأن المسؤولية الكبيرة في المجتمع تقع على عاتق المثقفين، وبشكل خاص الثقافة الكردية التي عانت التهميش والإقصاء في زمن الحكومات القمعية السورية، وانتهى الملتقى بمخرجات وقرارات جمة تصب في صالح الثقافة الكردية.
في السابع من آذار الجاري تمَّ عقد اجتماع للكتّاب والمثقفين الكرد، بمدينة قامشلو، وتمَّ اتخاذ قرار بتشكيل لجنة مشتركة عامة من الاتحادات المشاركة، هدف هذه اللجنة التنسيق بين الاتحادات الثقافية، وستكون مرجعية ثقافية بينها، وتم اتخاذ قرارات هامة من شأنها توحيد النشاطات الثقافية في المنطقة.
توحيد النشاطات الثقافية على مستوى الإقليم
وللحديث أكثر عن أهداف ونتائج هذا الملتقى، كان لنا لقاء مع عضو اللجنة التحضيرية للملتقى العام للكتّاب والمثقفين الكرد في إقليم شمال وشرق سوريا “منير شيخي”: “تمَّ اتخاذ قرار بأن النشاطات المشتركة تُضَم بنشاط مشترك واحد، تقوم به اللجنة المشتركة العامة، أي أنها ستصبح مؤسسة تضم المؤسسات الثقافية، ولكن هذا لا يعني أن تقوم المؤسسات الثقافية بحل نفسها، لأنه في بعض النشاطات تكون نشاطات خاصة بالاتحاد نفسه، ولا يتم تعميمها على إقليم شمال وشرق سوريا”.
وتابع: “سيتم تنظيم الفعاليات، والنشاطات، ضمن هذه اللجنة، والتي ستكون على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، لأنه في بعض الأحيان معظم النشاطات تكون متشابهة، إن كانت عن الشعر، أو الجوائز، أو المهرجانات، فكل اتحاد يقوم بالنشاط نفسه، لكن بشكل منفصل عن الاتحاد الآخر، هذا الشيء يؤدي لتشتت المشهد الثقافي، لأن الموضوع واحد، والهدف هو توعية المجتمع، ومحاولة التعبير عن الضمير الجمعي للمجتمع الكردي بإقليم شمال وشرق سوريا”.
وأشار: “هذه اللجنة من الممكن أن تضع استراتيجية العمل المشترك بين المثقفين، مثلاً ذكرى وفاة محمد شيخو، أو مهرجان الشعر، أو الجوائز التي تمنح، من الممكن تقديم جائزة عامة للأدب، أو للفن التشكيلي، أو المسرح، بأن تكون جائزة واحدة لكن بقيمة معنوية ورمزية، كما يمكن تشكيل لجنة مشتركة من كل الاتحادات لتقييم العمل بشكل جيد، ما يجعل للنشاط الثقافي الكردي قيمة أكثر ويجعله موحداً”.
الاتحادات المشاركة في الملتقى والمخرجات
وأوضح: أنَّ “المسؤولية الكبيرة في تنوير المجتمع تقع على عاتق المثقفين، وخصوصاً المثقف الكردي؛ لأن المجتمع الكردي يتعرض لخطاب كراهية، وتحريض، وتشويه، وعنف، والمجتمع السوري عاش حرباً أهلية على مدى أكثر من ثلاثة عشر عاماً، وما يحصل الآن في الساحل السوري، أو في منطقة جرمانا، أو العدوان الذي يُمارَس الآن على إقليم شمال وشرق سوريا، كل هذا دليل، أن الشعب السوري لا يزال يضعف أحياناً أمام الحرب الخاصة الممارسة عليه”.
وزاد: “التجاهل عادةً يجعل الطرف السياسي المحرض، يستغل الطرف الآخر، بتجييش الرأي العام ضده، أما عندما تكون المجتمعات مدركة لحقيقة بعضها، دينياً، وتاريخياً، وسياسياً، ومذهبياً، لا يمكن لأي سلطة أن تؤثر عليها، وللوصول إلى نتائج إيجابية بهذا الخصوص، فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتق المثقفين، وكان من بين المحاور الأساسية للملتقى، وضع حد لخطاب الكراهية، والعنف، والتحريض، بين أبناء المجتمع الواحد”.
وأوضح: أمّا الاتحادات التي شاركت في الملتقى هي: “اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان (HRRK)، واتحاد مثقفي مقاطعة الجزيرة، واتحاد الكتاب الكرد في سوريا، واتحاد الكتاب الكرد في كردستان سوريا، والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، وتعبر هذه الاتحادات عن المشهد الثقافي الكردي في سوريا، بالإضافة إلى أن هناك مثقفين مستقلين أيضاً، وهناك مؤسسات ثقافية تابعة للإدارة الذاتية التي لها جانب تنفيذي، أما الاتحادات التي تم ذكرها هي التي شكلت المرجعية والملتقى، وأي اتحاد أو مؤسسة ثقافية تريد الانضمام لهذه المرجعية، فالباب مفتوح لها”.
واستطرد: “المخرجات التي تم الاتفاق عليها كانت: وجوب قيام المثقف بدوره التنويري، إلى جانب دوره الوطني والقومي، لما يشكله من تمثيل معنوي للضمير الجمعي للشعب الكردي في روج آفا، وكافة أجزاء كردستان.
ـ نبذ كل ما من شأنه أن يحدث شرخاً في المجتمع الكردي، وكل أشكال الخطاب، الذي يدعو للعنف والكراهية، وضرب السلم الأهلي، في المجتمع الكردي والسوري على حدٍ سواء.
ـ دعم ومساندة المساعي الرامية لتوحيد الخطاب، والموقف، والصف الكردي، بين أطراف الحركة السياسية الكردية، وصولاً لتشكيل مرجعية كردية شاملة، تمثل وتحدد المطالب المشروعة للشعب الكردي في روج آفايي كردستان وسوريا.
ـ مساندة قوات سوريا الديمقراطية، في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته، اللذين يستهدفان روج آفا، وشمال وشرق سوريا.
ـ تمثيل وإشراك المرأة، في المؤسسات، والممثليات السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، تمثيلاً عادلاً على مبدأ الكفاءة والمهنية.
ـ التأكيد على مشاركة الشباب الفاعلة في الأنشطة الثقافية كلها.
ـ توفير المناخ والبيئة المناسبة لتنظيم الفعاليات، والأنشطة الثقافية بشكل مشترك.
ـ اتخاذ قرار بتشكيل لجنة من الاتحادات المشاركة تمثلهم في روج آفايي كردستان، تكون بمثابة مرجعية عامة وشاملة.
ـ تشكيل لجنة من اتحادات المثقفين، والكتاب الكرد، للعب دور فعال في الملتقيات، والفعاليات الداخلية، والخارجية”.
