No Result
View All Result
المشاهدات 0
عبدالله اوجلان –
لَم يَكُن صراعي مع السلاسلِ الأسلوبية قليلاً أثناء تساؤلي «أَيُمكِنُ تصييرَ الحضارةِ الديمقراطيةِ نظاماً؟». أما الأمرُ الأصعب، فكان تَحَطُّمَ القوالبِ الدوغمائية بشأنِ الاشتراكيةِ العلميةِ التي آمنتُ بها كثيراً. وكأنكَ تتصارعُ مع نفسِك كي تتخلصَ من أَسرِ الدوغمائية. علماً أنّ القِسمَ الأكبرَ من حياتي مَرَّ بالانشغالِ بهذا الأمر.
كنتُ أعيشُ تناقضاً كهذا أيضاً: بينما كنتُ لا أزالُ متأثراً بالثقافةِ المُعاشةِ في مهدِ الثورةِ الزراعيةِ منذ آلافِ السنين (منذ 000,10 ق.م وحتى يومنا الراهن)، كنتُ من الجانبِ الآخر مُنعَكِفاً على النضالِ في سبيلِ بناءِ مجتمعِ مابعد الرأسمالية. ولكن، كيف كنا سنبني المجتمعَ الجديد، دون تحليلِ الفراغِ القائمِ بينهما على مدى اثنتي عشرة ألفِ سنة على الأقل؟ كان نظامُنا الفكريُّ قد تَحَوَّلَ إلى ضربٍ من عِلمِ الآخرة (الرأي الأُخرَوِيّ). جليٌّ أنّ الأسلوبَ المثمرَ لَم يَتَّخِذْ مكانَه في تفكيري آنذاك. فمَرَضُ العجزِ عن التفكيرِ خارجَ نطاقِ ما هو مكتوبٌ ولو بمقدارِ سنتمترٍ واحدٍ لا يُمكِن إيضاحَه إلا بتأثيرِ الدوغمائية. لقد تَعَرَّضنا لقصفِ الوضعيةِ الرسميةِ المُصِرَّةِ على أقوالها وعقائدها، حتى قبلَ التمكنِ مِن الخلاصِ مِن بلبلةِ تشويشِ القوالبِ الدينية. أدركتُ حينها أنّ القوةَ الأصليةَ الحاميةَ للنُّظُمِ القائمة تنبعُ مِن هيمنتها الأيديولوجية. ولهذا السببِ بِتُّ أستوعِبُ بنحوٍ أفضل دوافعَ صراعِ نيتشه مع القوةِ الأيديولوجيةِ الألمانية الرسمية حتى جُنَّ جنونه. وإنْ كنا نَعي بضعةَ حقائق شفافةٍ بشأنِ الغرب، فلا بُدَّ أننا مَدِينون في ذلك إلى هذا الصراعِ الجنوني.
القالبُ الثبوتيُّ الأولُ الذي تَخَلَّصتُ مِن تأثيرِه بنسبةٍ عليا، كان يتعلق بأطروحةِ الاشتراكيةِ العلميةِ في التَطَوُّرِ المتتالي والحتميِّ للعبودية ولأنظمةِ المجتمعِ الطبقيِّ الأخرى التي تَلحَقُ المجتمعَ المشاعيَّ البدائي. كنتُ قد تَقَبَّلتُ هذا القالبَ مدّةً طويلةً من الزمن كقانونٍ راسخ. هذا ولَم أتأخرْ عن كسرِ القالبِ الثاني المتمثلِ في تسميةِ المجتمعِ بالطبقات، والذي هو متداخلٌ مع القالب السابق. ذلك أنّ تسميةَ: المجتمع العبودي والإقطاعي، تَستُرُ الحقيقةَ من أحرجِ نقاطها، إذ تُطابِق بين المجتمعِ وأسياده. كان واضحاً أنّ هذه القوالبَ امتدادٌ للأفواهِ الحاكمة. هذا ولَم أُلاقِ صعوبةً في فكِّ القالبِ الثالثِ المتداخلِ مع السابقَين على التوالي كما تَنفَتِقُ الجوارب. إني أتحدثُ عن القالبِ القائلِ بِكَونِ مراحلِ المجتمعِ الطبقيِّ ضرورةً حتميةً للتقدم.
No Result
View All Result