الدرباسية/ نيرودا كرد – أشار البرلماني في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عن آمد، محمد كامانج، أن الزيارات التي جرت ويجريها وفد إمرالي، تهدف إلى وضع الأطراف بصورة مبادرة السلام التي يطرحها القائد عبد الله أوجلان، ولفت إلى أن نجاح هذه المبادرة يتطلب إجماعا شعبيا وسياسيا عابرا للخلافات الموجودة بين مختلف الأطراف السياسية.
يواصل وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب زياراته ولقاءاته، مع الأطراف السياسية المختلفة، وذلك بعد أن كان قد التقى القائد عبد الله أوجلان في جزيرة إمرالي، 28 كانون الأول 2024 و22 كانون الثاني 2025، وجاءت هذه اللقاءات بعد أن أطلق القائد عبد الله أوجلان، مبادرته للسلام في باكور كردستان وتركيا.
وتأتي زيارات الوفد للقوى والأحزاب السياسية، بهدف نقل أطروحات القائد عبد الله أوجلان، بما يخص مرحلة السلام، وشرحها للقوى والأحزاب، التي يتم اللقاء معهم، وكذلك لرصد آراء ومواقف هذه القوى ونقلها إليه، خلال الزيارات اللاحقة للوفد إلى إمرالي.
الشعب الكردي أمام مرحلة مصيرية
وحول الموضوع، التقت صحيفتنا البرلماني في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عن آمد، محمد كامانج: “بعد زيارة وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب جزيرة إمرالي، ولقائه القائد عبد الله أوجلان، وقد اطلع الوفد على تفاصيل مبادرة السلام التي قدمها، وشرح الوفد كل ما دار بينه وبين القائد عبد الله أوجلان، أثناء الزيارة”.
وأضاف: “من جهة أخرى، يسعى الوفد لترميم الهوة الموجودة بين الأطراف والقوى والأحزاب الكردستانية، من خلال العمل على تجاوز الخلافات القائمة بين هذه القوى، التي قد تؤثر على الكرد، والدخول في مرحلة السلام التي يسعى إليها القائد عبد الله أوجلان، ولا يخفى على أحد أن مثل هذه الخطوة سيكون لها أثرها الإيجابي في سياق توحيد الكلمة والموقف الكردي، لأن كل حزب من هذه الأحزاب يمثل شريحة واسعة من الشعب الكردي، وبالتالي تقريب وجهات النظر بين هذه الأحزاب يعني توحيد الشعب الكردي، وخاصة إننا نمر بمرحلة مفصلية من تاريخ الشعب الكردي”.
وتابع: “إلى جانب تلك اللقاءات، التقى الوفد المناضلين المعتقلين في سجون دولة الاحتلال التركي، مثل صلاح الدين ديمرتاش، وليلى كوفن، وغيرهم من المعتقلين، وتم اطلاعهم على كل ما جرى، والاستماع إلى آرائهم حول مرحلة السلام، التي نحن بصددها، لا سيما وإن هذه المرحلة تعدُّ مرحلة مصيرية للشعب الكردي، والتركي أيضاً، لأن حل القضية الكردية في باكور كردستان وتركيا، حلا ديمقراطيا عادلا، يساهم بلا شك في التوصل للحلول في باقي أجزاء كردستان، وهذا ما يفرض مشاركة هذه القوى والأحزاب في هذه المرحلة”.
وأكمل: “على الرغم من وجود وجهات نظر متباينة بعض الشيء، إلا إن التقييم العام للمبادرة من هذه الأطراف كان تقييما إيجابيا، ولا ننكر أن اختلاف الآراء ووجهات النظر هي حالة صحية عند مناقشة أي قضية، لأنه من خلال مناقشة هذه الآراء المتباينة، يتم التوصل إلى صيغة أكثر نضجا وفاعلية، وبالتالي نحن بحاجة لمثل هذه النقاشات لأنها تساهم في إغناء المرحلة، وإضافة ما هو مفيد إلى البنود الرئيسية”.
نتائج زيارة باشور إيجابية
وأشار: “من بين الأطراف التي تم اللقاء معها، القوى والأحزاب السياسية في باشور كردستان، ولا بد من الإشارة إلى أن اللقاءات في باشور، جاءت بناء على طلب القائد عبد الله أوجلان، حيث أراد أن يستطلع آراء المسؤولين في باشور كردستان، لا سيما وأن حكومة باشور، لها تواصل إقليمي ودولي، وقد تلعب دورا مؤثرا في هذا الاتجاه، لذلك حرص القائد عبد الله أوجلان، على اللقاء بهم وسماع آرائهم حول هذه المرحلة”.
وأردف: “مشاركة الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربع، في تبني هذه المبادرة يعزز فرص نجاحها، لا سيما وإن الشعب الكردي، اليوم أمام فرصة تاريخية، فالأعداء التاريخيون لقضية الشعب الكردي، الممثلون بالحركة القومية التركية، غيروا مواقفهم بعض الشيء، وهم اليوم يتعاملون بشكل أكثر عقلانية مع هذه القضية، نرى اليوم أن زعيم هذه الحركة، دولت بهجلي، بات المتحدث باسم الدولة التركية فيما يخص مرحلة السلام، وهذه قفزة نوعية في تاريخ القضية الكردية، وقد عبر القائد عبد الله أوجلان عن إرادة قوية لاقتناص هذه الفرصة، لذلك علينا نحن الشعب الكردي، وقوى وأحزاب سياسية، أن ننتهز هذه الفرصة لنجاح هذه المرحلة، التي ستشكل الأساس لحل جذري وديمقراطي للقضية الكردية في تركيا والمنطقة بشكل عام”.
واختتم، محمد كامانج، حديثه: “القرن الواحد والعشرون، سيفتح نافذة تاريخية أمام حل القضية الكردية حلا ديمقراطيا وعادلا. لذلك؛ فإن على القوى والأحزاب السياسية الكردية أن تتحمل مسؤولياتها أمام الشعب الكردي، وتتخلى عن خلافاتها الداخلية، لتحقيق وحدة الصف والكلمة الكردية، والتي ستكون الأساس لإنجاح هذه المرحلة، التي لطالما ناضل في سبيلها الشعب الكردي وقدم آلاف التضحيات من أجلها”.