أكد الناشط السياسي إبراهيم المحمد، إن ما يُسمى “مؤتمر الحوار الوطني” وُلِد مشوّهاً، وقال إن: “الإقصاء السياسي، والنهج الواحد، والقومية الواحدة، والحزب الواحد، كان ذلك أسباباً رئيسة في اندلاع الأزمة السورية”، وأشار، إن إقامة المؤتمر على النهج ذاته جعله فاشلاً قبل أن يبدأ، وأوضح، بأن تهميش وإقصاء السوريين سيعقد الحلول في سوريا.
عُقد الثلاثاء في الخامس والعشرين من شهر شباط الجاري، ما يسمى “مؤتمر الحوار الوطني”، في دمشق، وسط غياب معظم القوى الديمقراطية السياسية في سوريا، وفي مقدمتهم الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا.
ومن جهتها أكدت الإدارة الذاتية، وحزب سوريا المستقبل، أن “مؤتمر الحوار الوطني السوري” الذي عُقد، غابت فيه التشاركية الحقيقية، إذ استُبعد الكثير من الأطراف الفاعلة، التي تمثّل شرائح واسعة من المجتمع السوري، لا سيما الأحزاب والتيارات السياسية، كما أن اللجنة المكلفة، لم تقدّم آلية واضحة وشفافة، للتواصل مع المواطنين، أو الأخذ بأفكارهم ومقترحاتهم، هذا الأمر مثير للقلق، وتهميش في عملية صنع القرار وبناء سوريا الجديدة ومستقبلها، سيشكل خطراً على مستقبل البلاد.
المؤتمر إحباط تطلعات السوريين
في السياق، تحدث الناشط السياسي إبراهيم المحمد، لوكالة هاوار: “خيّب المؤتمر الذي نُظم في دمشق، آمال السوريين الذين تأملوا الخلاص، من حكم وفكر اللون الواحد، ليُصدموا باستمرار هذا النهج حتى بعد سقوط النظام البائد، وهذا التوجّه لا يليق بسوريا التي يمتد تاريخها وحضارتها لأكثر من 7000 سنة، وتضم تنوعاً عرقياً وأثنياً وطائفياً”.
وأوضح: “من أكثر التحديات التي واجهت المؤتمر، وعدم التوصل لنتائج مرضية، هي إقصاء جزء مهم من الشعوب والمكونات السورية، وهناك دول تدخلت في عقد المؤتمر وأيضاً في نتائجه، دول إقليمية ودولية كان لها دور في نتائج هذا المؤتمر، وأيضاً التسرّع في عقده جعله فارغاً من مضمونه، ويزيد حالة الانقسام بين السوريين”.
وقال المحمد: “لا يمكن بناء مستقبل سوريا ودستورها المستقبلي في جلسات حوارية تستمر لساعات فقط، بالإضافة إلى ذلك، هناك حالة متعمدة لإقصاء معظم السوريين من المشاركة، والأوضاع في سوريا تتطلب جلسات متتالية ووقت طويل، ومشاركة الشعوب والمكونات السورية بتنوعها الإثني والعرقي، وتحتاج لأشخاص مختصين بالقوانين والدساتير في المجالات كافة”.
ونوّه: إن “الإقصاء وحصر المشاركة بفئة معينة ولون واحد، جاء ليلبي مصالح الفئة التي نظمت المؤتمر، ومصالح الدول التي تقف خلفها، واستبعاد شعوب ومكونات، وتنظيمات سياسية عريقة، وشخصيات معارضة للنظام البائد منذ الثمانينات، جعل المؤتمر يولَد مشوهاً، ولا يمثل تطلعات السوريين، في حين يعدّ البعض أنه يأتي تحقيقاً للشعارات الإقصائية، التي أبعدت الثورة لمدة 14 عاماً عن تحقيق أهدافها”.
وأكد: “الإقصاء السياسي، والحزب الواحد، والنهج الواحد، والقومية الواحدة، كانت أسباب رئيسة في اندلاع الأزمة السورية، وإقامة المؤتمر بتلك الطريقة، ستكون لها نتائج سلبية كبيرة على مستقبل سوريا”.