كوباني/ سلافا أحمد – آيجان كوباني الفنان الذي ولِد من رحم ثورة روج آفا، وأصبح بأغنياته الثورية لسان مقاومة ونضال أبناء شعوب المنطقة، ومخلداً لذكرى شهداء وطنه المقاوم.
لعب الفن على مرِ الأعوام المنصرمة في مناطق شمال وشرق سوريا دوراً بارزاً في جذبِ اهتمام الشعوب من مختلف الشرائح في العالم إلى صفِ الثورة، إلى جانب لعب دور بارز في الحفاظ على جذوة الثورة متقدة وإبقائها شعلة مضيئة في الأرجاء، حيث تمكن الفن من أن يكوّن صورة عن النضال والمقاومة المعاشة في المنطقة.
والفنان آيجان كوباني أحد فناني ثورة روج آفا الذي تمكّن بكلماته وأغانيه أن يُحيط بأحداث منطقته ويحكي قصص مقاومتهم للعالم أجمع، ليغدو لسان واقع شعبه المناضل والمقاوم.
آيجان كوباني من قرية خراب راست شرقي مدينة كوباني، ابن عائلة وطنية مُحبة للوطن والقضية الكردية، بدأ مسيرته الفنية مع انطلاق شرارة ثورة روج آفا، وأصبح بأغنياته الثورية صدى المقاومة والنضال الذي يبديه أبناء شمال وشرق سوريا.
آيجان كوباني الموهوب عاش مسيرة فنية صعبة، حيث تحمّل ظروف الغربة ولكنه عاد إلى الوطن مع اندلاع شرارة ثورة روج آفا، وشارك في مقاومة مدينته التاريخية عام 2014، وكان مقاتلاً وفناناً يُجابه العدو بنفسه وسلاحه في الوقت نفسه، يستوحي كلمات أغانيه من واقعِ المقاومة والنضال المعاش في جبهات المقاومة والنضال في المنطقة.
بدأ آيجان كوباني رحلته الفنية عبر انخراطه في صفوف الشبيبة الثورية مع بدء أول شرارة لثورة روج آفا في كوباني، والمشاركة في الفرق الفنية في الاحتفالات والمناسبات الوطنية، ويقول بأنه خلال الثورة تمكن من لعب دوره بشكلٍ ريادي ليكون عبر كلماته وألحانه صوت مقاومة شعبه وقواته.
أنجز خلال مسيرته الفنية على مرِّ الأعوام، عشرات الأغاني الثورية التي تُشيد بمقاومة مقاتلي وحدات حماية المرأة والشعب في مقاومة كوباني وأبرزها كانت Cenge cenge îro cenge” “Fermendaro””، وأغنيته التي تحاكي واقع الهجرة بين شبان المنطقة ” Dixwazim vegerim ser axa welat”، أما كليبه الذي أصدره مؤخراً أغنية ملحمية عن بطولة سد تشرين وجسر قرة قوزاق بعنوان “Lê de şervano lê de”، وأغنيته الأخيرة التي يُخلّد بها ذكرى استشهاد الفنان جمعة خليل المعروف ببافي طيار، والتي حملت عنوان “Tû Namirî Bavê Teyar” ونالت نتاجات آيجان كوباني إعجاب شعوب المنطقة كافة بعدما انتشر صداها بشكلٍ واسع على مواقع التواصل الافتراضي.
إضافةٍ إلى صنعه نصباً تذكارياً للمناضلة ريفانا كوباني عام 2016، تخليداً لعمليتها الفدائية التي قامت بها أثناء التصدي لهجمات مرتزقة داعش الإرهابية على مدينة كوباني، في الثالث من تشرين الأول لعام 2014، والذي تم نصبه في الذكرى الثانية لاستشهادها في مدخل مدينة كوباني بقرية حلنج.
ويقول الفنان آيجان كوباني في لقاء خاص لصحيفتنا: “مع انطلاق ثورة روج آفا، وجدتُ فرصتي التي كنتُ أسعى إليها، لأعود إلى موطني وأساهم مع أبنائه في الثورة التي تدعو للحرية والسلام والديمقراطية”.
وأضاف قائلاً: “كفنان وابن الثورة في روج آفا لعبتُ دوري في النضال على هذه الرقعة المقدسة، وسعيت جاهداً بأن أكوّن عبر كلماتي وألحاني الصورة التي تعكس واقع المقاومة والنضال المعاش في بلادي، فكما يحتاج المقاتل إلى سلاح ليقاوم ويجابه العدو، وأنا كفنان سعيتُ عبر كلماتي لمجابهة العدوان والهجمات التي تستهدف شعبي وموطني، لقد كنتُ الفنان والمقاتل الذي يحارب في الوقت نفسه”.
كوباني أشار للمقاومة التاريخية عبر سنوات وبخاصةٍ المقاومة على سد تشرين “كنت شاهداً على المقاومة التاريخية بوجه هجمات المحتل التركي، ومنها مقاومة كوباني ومقاومة سد تشرين التاريخية، مقاومة الصغير والكبير، وكل أبناء المنطقة الذين كانوا يفدون بحياتهم في سبيل حماية السد من هجمات المحتل التركي، تحت شعار “نحن أكبر من الموت”، وكانت أغنيتي عن مقاومة سد تشرين وجسر قرة قوزاق صورة مُصغرة عن المقاومة التاريخية التي تدور في سد المقاومة”.
ما أقدمه جزء صغير من ملاحم البطولة والفداء، يتابع آيجان كوباني في هذا المنحى: “رغم إنني أسعى جاهداً بأن أُلخص المقاومة والنضال العظيم الذي يبديه سكان المنطقة بوجه أسلحة ثاني أكبر دولة في حلف الناتو، إلا أنني أبقى مُقصراً بتخليص تلك المقاومة وتبقى كلماتي غير كافية لتسطير تلك الملاحم البطولية التي تُبدى بوجه الطغاة ودكتاتوري تركيا”.
وأكد بأن المقاومة تجري بأرقى المستويات في سد تشرين وجسر قرة قوزاق، التاريخ يشهد على مقاومة ونضال لا مثيل لها في العالم أجمع.
ويُشبه الفنان آيجان كوباني مقاومة أبناء شمال وشرق سوريا بوجه المحتل التركي بملحمة دوريشي عفدي التاريخية الذي حارب 1400 مقاتلاً من الجيش التركي برفقة أحد عشر فارساً من فرسان منطقته، وأبدى مقاومة ملحمية وتاريخية بوجه المستبدين “وكذلك مقاومة شعوب شمال وشرق سوريا الذين يجابهون بإرادتهم وإصرارهم أحدث تقنيات وأسلحة الاحتلال التركي المتطورة”.
وأشاد كوباني خلال حديثه بالمقاومة الباسلة التي تشهدها مناطقهم، وأشار إلى أن التاريخ في مناطق شمال وشرق سوريا يُكتب بأحرف من الذهب بمقاومة أبناء هذه الرقعة المقدسة، لذا على الجميع أن ينضم إلى النفير العام المعلن، والانضمام إلى المقاومة الشجاعة في كل من سد تشرين وجسر قرة قوزاق، وحماية أرضهم وعرضهم من المتربصين والمحتلين.
