قامشلو/ علي خضير – أوضح المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا، فيصل يوسف، أنَّ المجلس منذ عام 2012 وحتى الآن يسعى لتحقيق وحدة الصف الكردي، وأكَّد، بأنَّه حان اليوم، للعمل الجاد من أجل الوحدة، لأن المرحلة المصيرية تتطلب ذلك، وأنه يجب أن يتخذ الكرد جميعاً المصالح العليا للشعب الكردي وتحقيقها في سوريا الجديدة، على أن تكون سوريا ديمقراطية فيدرالية وللسوريين عامة.
يتألّف المجلس الوطني الكردي في سوريا من ستة عشر حزباً سياسياً، ومجلساً إيزيديّاً سوريا، ويضم 12 منظمة نسائية وشبابية، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات المستقلة، من مناطق روج آفا، ويشكّل تعداد المستقلين ومنظمات المجتمع المدني 50 % من تركيبة المجلس، أمّا العدد الكلي للأعضاء فيبلغ 75 عضواً وعضوة.
ملتزمون بضرورة توحيد صفوف الكرد
ولتوضيح مساعي المجلس الوطني الكردي في سوريا، في توحيد الرؤى والموقف الكردي، التقت صحيفتنا المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا، “فيصل يوسف”: “منذ عام 2012 وحتى الآن يسعى المجلس الوطني الكردي، إلى تحقيق وحدة الصف والموقف الكردي، وهذا ما نصت عليه اتفاقيات هولير (الأولى والثانية) واتفاقية دهوك، وأخيراً التفاهمات التي حدثت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الاتفاقيات كلها تنص على العمل المشترك، سواءً المسائل الخدمية أو السياسية، وكان من النتائج الهامة، توصلنا لرؤية سياسية كردية مشتركة، تنص على أن تكون سوريا دولة فيدرالية، متعددة القوميات والأديان، تضم أبناءها كافة، وتضمن حقوق الشعب الكردي في إطار دستوري تحفظ تلك الحقوق”.
وأشار: “لا زلنا نلتزم بهذه الرؤية في البرنامج السياسي، للمجلس الوطني الكردي، وكان آخرها المؤتمر الوطني الكردي الرابع، الذي عُقِدَ عام 2022، والآن نحن بصدد إحياء تلك الاتفاقيات وتطويرها، وإعادة الاعتبار إليها، بعد المستجدات التي حدثت في الثامن من كانون الأول 2024، التي تجسدت بإسقاط النظام السابق برئاسة بشار الأسد، ونظام الحكم الأحادي لحزب البعث”.
وأوضح: “نظرتنا حول مسألة وحدة الصف الكردي، هي ذاتها التي ذكرناها سابقاً، ويهمنا الآن أن يكون هناك توافق، مع الشعوب السورية، حول شكل وهوية سوريا الجديدة، ونحن نؤكد على أن سوريا دولة متعددة الأديان والقوميات، وعليه يجب كتابة دستور جديد يؤكد الحفاظ على حقوق الكرد، والشعوب والمكونات في سوريا، دستور يكرس ثقافة العيش المشترك والتآخي بين شعوب سوريا، ونحن الكرد يجب أن نكون شركاء في بناء سوريا المستقبل، بعد التدمير والأضرار التي حدثت في الأعوام السابقة”.
وأردف: “نؤكِّد في المجلس الوطني الكردي، أننا قطعنا أشواطاً جيدة، في مسألة وحدة الصف الكردي، وكان آخرها التفاهمات التي جرت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وسنستمر في الحوار مع القوى والأطراف الكردية، كي نتوصل لتفاهمات حول رؤية الكرد لحل قضيتهم العادلة في سوريا، وأيضاً حول مستقبل البلاد، وعلينا الأخذ بعين الاعتبار المستجدات التي حدثت بعد سقوط النظام، والتأقلم مع الحالة الجديدة، وضرورة مشاركة السوريين في وضع الحلول اللازمة”.
الوحدة ضمانة حقوق الكرد والسوريين
وحول خروج المجلس الوطني من الائتلاف، قال يوسف: “الائتلاف كان قد أُعلن عام 2012، وانضم المجلس الوطني الكردي، عام 2013 إليه، وكان برنامج الائتلاف مرتبطاً بمسألة إسقاط النظام وضرورة إيجاد البديل الديمقراطي، والآن سقط النظام، ونحن في المجلس الوطني الكردي، رأينا أنّه لم يعد هناك مبرر لبقائنا ضمنه، وبعد سقوط النظام، لا بد من إيجاد خطوة جديدة للتعامل مع الوضع السوري الحالي، من أجل العمل مع باقي القوى الوطنية السورية، للتوافق حول بناء سوريا جديدة، التي يجب أن تكون لا مركزية اتحادية تحافظ على حقوق السوريين”.
وبخصوص، دعوة المجلس الوطني الكردي في سوريا، للمشاركة في المؤتمر الوطني الكردي، تحدث يوسف: “نحن نركز اليوم، على أهمية اختزال الوقت، والبناء على التفاهمات السابقة، ولا سيما التفاهمات التي جرت عام 2020، لأننا نعتقد بأن الانشغال بجزئيات وتفاصيل مؤتمر جديد، قد يؤدي إلى تأخر الوصول إلى الهدف المنشود، لا سيما وأن لدينا نماذج اتفاقيات لوحدة الموقف والصف الكردي في السنوات السابقة”.
وتابع: “وحدة الموقف الكردي، مُتفَقٌ عليها، ولا نرى ضرورةً لعمليات تنظيمية جديدة لمؤتمرات أو سواها، ونؤكد على أهمية الاتفاق بين المجلس الوطني الكردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ) لأننا متفقون من حيث المبدأ على نتائج الاتفاقيات التي حدثت خلال السنوات السابقة”.