قامشلو/ علي خضير – كشفت نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية، وعضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الكردي، كلستان علي، بأن هناك تحضيرات لعقد مؤتمر وطني كردي، من خلال عدة اجتماعات أُجريَت سابقاً؛ لأن الكرد يمرون بمحلة هامة وحساسة للغاية، وخاصةً في إقليم شمال وشرق سوريا، مؤكدةً أنّ المؤتمر يهدف لتحقيق وحدة الصف الكردي، وتحقيق تطلعاتهم في الحرية والسلام والعدالة، وأشارت إلى أن الإدارة الذاتية وفي احتوائها للسوريين القادمين من المحافظات السورية الأخرى قدمت قدر المستطاع كل ما يتطلب لهم.
القوى والأحزاب السياسية الكردية، قامت بتحضيرات لعقد المؤتمر الوطني الشامل لمشروع المصالحة الكردية، وهي تحاول إشراك مختلف تلك الأحزاب، وأيضاً الشخصيات في المؤتمر، كي يخرج بنتائج إيجابية ولافتة، لأن هناك ضرورة آنية لتوحيد الصف الكردي، وخاصة أن المنطقة تمر بمراحل تاريخية وحساسة، ونحن اليوم على مفترق طرق، قد تكون إيجابية أو سلبية، لذلك، وحدة الصف لا بد أن تتحقق، كما يجب التفاف شعوب شمال وشرق سوريا، حول الإدارة الذاتية لحماية المكاسب التي تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء.
عقد المؤتمر الوطني الكردي هدف وقرار
وحول هذا الموضوع تحدَّثت لصحيفتنا، نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية الديمقراطية، والعضوة في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الكردي، “كلستان علي”: “هناك ضرورة أن يسعى السوريون لبناء سوريا جديدة، تتمتع بالحرية والديمقراطية، وتكون على أسس لا مركزية، تحتوي السوريين دون إقصاء، ومن هنا، يتوجب علينا توحيد الموقف والرؤى، كي نستطيع المشاركة في بناء سوريا الجديدة”.
وحول مساعي وجهود اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر، تحدثت كلستان: “تم تشكيل لجنة لزيارة الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني، والشخصيات المستقلة والمؤثرة، كما أنه تم توجيه نداء للمجلس الوطني الكردي في سوريا، لحضور المؤتمر الوطني الكردي، كل ذلك في سبيل توحيد الموقف والقرار الكردي، تجاه مستقبل سوريا ونقاشه مع سلطات دمشق، والمرحلة هذه تتطلب بذل جهود كبيرة ومضاعفة، ووضع الخلافات الحزبية جانباً، والسعي الحثيث لتحقيق مطالب الشعب الكردي، الذي ضحى بالآلاف من أبنائه في سبيل الحصول على حقوقه”.
وتابعت: “جميعنا يرى رد فعل الشارع الكردي، الذي يترقب التوافق وتحقيق وحدة الصف، وينظر بتفاؤل كبير لكل ما يحدث اليوم، على الرغم من وجود قلق من عدم الاتفاق بين الأطراف السياسية الكردية، لذا محاولاتنا جادة، لإنجاح مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ويجب ألا نخيِّب أمال الشعب الكردي في هذا الجانب”.
وأوضحت: “في المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا بشكل عام، ومناطق شمال وشرق سوريا خاصةً، ولإننا ندرك المخاطر التي قد تحدث، كان من واجبنا التحضير لعقد مؤتمر وطني كردي، لنخرج من خلاله برؤيا موحدة تجاه كل ما يحدث اليوم، حيث عقدنا عدة اجتماعات بخصوص ذلك، وخاصة أن سوريا والمنطقة يمران بأوضاع غير مستقرة، بعد سقوط النظام البعثي”.
وأشارت: إلى أن “الإدارة الذاتية من جهتها قامت بعقد اجتماعات ومؤتمرات عديدة، ناقشت بإسهاب، القضايا المتعلقة بشمال وشرق سوريا، ومنها الوضع السياسي الذي تمر به المنطقة، وكيفية التعامل مع سلطات دمشق الحالية، حيث تم النقاش حول مناطق الإدارة الذاتية، ودورها في حماية شعوبها، وأيضاً قامت بواجبها الإنساني تجاه النازحين الذين أتوا من معظم مناطق سوريا، واحتوتهم وقدمت لهم قدر المستطاع ما يلزم من خدمات وغيرها، وكان ضمن القضايا الأساسية التي تم النقاش حولها، المهجرين من المناطق المحتلة وكيفية التعامل معها”.
دعم الإدارة الذاتية أساس تحقيق الطموحات
وبينت: أن “من الموضوعات الجوهرية التي تمت مناقشتها بشكل مفصل، الوضع في شمال وشرق سوريا، حيث تم التطرق إلى أهمية دعم الإدارة الذاتية في المنطقة، وحمايتها من التحديات الخارجية، بما في ذلك الضغوطات العسكرية والسياسية التي تمارسها بعض الأطراف الإقليمية”.
وشدَّدت: على أن “هناك ضرورة للعمل على حماية حقوق الكرد في مناطق شمال وشرق سوريا، وحماية مكتسبات الإدارة الذاتية، وبكل الطرق المتاحة، خاصةً إنها تدار من شعوبها ومكوناتها، ومناطق شمال وشرق سوريا، تمثل نموذجاً لإدارة ذاتية الناجحة، التي يمكن تطبيقها على مناطق أخرى من سوريا، لأنها أُسِّست على تلون الثقافات، والأديان، واللغات، والعقائد المختلفة، ولما زرعته من ألفة ولحمة وطنية بين هذه الجميع”.
وأضافت: “إنَّ دعم الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق طموح الشعب الكردي، والشعوب الأخرى، وتم التأكيد خلال الاجتماعات التي حدثت، على ضرورة استمرار التضامن بين الكرد في باشور كردستان، وروج آفا، مع التشديد على أهمية التنسيق المشترك لمواجهة الأخطار، التي تهدد مصالح الشعب الكردي على الجانبين، كما تم الاتفاق على العمل من أجل تعزيز العلاقات السياسية مع القوى الدولية، التي تدعم القضية الكردية على الساحة العالمية”.
وفي ختام حديثها، أكدت، نائبة الرئاسة المشتركة للعلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، وعضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الكردي، “كلستان علي”، على سعيهم الجاد لتحقيق الأهداف المشتركة خلال الفترة القادمة، “والمؤتمر الوطني الذي سيعقد، ستكون نتائجه هامة، ونقطة تحول في مسار السياسة الكردية، وشددت، على أنه لا تراجع عن هدف تحقيق الوحدة الوطنية الكردية، لأن وحدة الصف هدف أساسي يجب التوافق عليه، لتجاوز التحديات والصعوبات التي تواجههم، وتحقيق أهدافهم في الأمن والاستقرار والازدهار”.