مركز الأخبار – تعرضت مراسلة وكالة أنباء المرأة في مدينة حلب للتهديد من أشخاص مجهولين، بعد إجرائها لقاءات مع نساء حاولن البوح بصوتهن والكشف عن المعاناة التي يعشنها، حول ذلك ندد أتحاد اعلام المرأة عبر بيانه وعد ذلك قمعاً لصوت الحقيقة والتكتم على ما تشهد المرأة من معاناة وعنف.
وفي الآونة الأخيرة، زاد الاستهداف الممنهج والمضايقات للصحفيين والصحفيات في مختلف العالم، وتحديداً ممن يسعين لفضح الانتهاكات الممارسة بحق النساء، وإيصال صوتهن ومعاناتهن. ومؤخراً تعرضت مراسلة وكالة المرأة في حلب للتهديد من أشخاص مجهولين.
وحول ذلك، نشرت وكالة أنباء المرأة: “بات التعبير عن الرأي والكشف عن المعاناة، جريمة في المجتمعات، اذ تعرضت مراسلة وكالتنا والنساء اللواتي أجرت معهن اللقاءات للتهديد والضرب من أشخاص مجهولين، كما وجهت رسائل تهديد للوكالة أيضاً”.
فالتهديدات التي يتعرض لها الصحفيون لم تقتصر على توجيه الرسائل المجهولة أو محاولات الترهيب الخارجية، بل امتدت إلى العائلة، كما تعرضت النساء اللواتي منحتهن الكتابة فرصة للخروج عن صمتهن للضرب، وأخريات وجدت أنفسهنَّ مطرودات من منزلهن، لأنهن كشفن حقيقة معاناتهن.
وفي هذه الصدد أدلى اتحاد إعلام المرأة بتاريخ 20 من شباط بياناً إلى الرأي العام جاء في نصه: “يعتبر الإعلام رسالة ذات أهداف نبيلة تهدف إلى تعزيز الأخلاق، ويلعب دوراً محورياً في توعية الناس ويسلط الضوء على الحقائق القائمة، ويظهر الجوانب التي تخل بقيم ومبادئ المجتمع”.
وتابع: “مع النهضة الإعلامية الحديثة نرى بأن قلة قليلة من الوسائل الإعلامية تعمل وفق أسس الإعلام الحقيقي والهادف لبناء مجتمع متماسك مبني وفق أسس احترام الآخر؛ حيث إن وسائل الإعلام الحقيقية تعد أهم منبر ومصدر في بناء الأفكار والمعارف”.
ونوه “ناهيك عن أن معظم وسائل الإعلام في الشرق الأوسط وبشكلٍ خاص في سوريا أصبحت أسيرة السلطة والقوى المتحكمة بزمام الأمور، كما أن هناك من يحاول إسكات صوت المنابر الإعلامية الحرة التي تتخذ من آلام ومعاناة وآمال وطموحات الشعوب أساساً لها تتعرض للمضايقات والتهديد والقتل بشكلٍ مباشر، وخير شاهد تعرض مراسلة وكالة أنباء المرأة (NUJINHA)، مؤخراً للتهديد من قبل أشخاص مجهولين في حلب، على خلفية متابعتها لشؤون المرأة في سوريا”.
وأكد اتحاد إعلام المرأة “إن وكالة أنباء المرأة التي تتخذ من حرية المرأة ونضالها وكفاحها أساساً في العمل، وتسلط الضوء بشكل مباشر على الضغوطات والإملاءات التي تفرض على المرأة في سوريا والشرق الأوسط عموماً. فإن تهديد مراسلة وكالة أنباء المرأة، هو تهديد لصوت الحق والحقيقة من جهة ومحاولة لترهيب كافة النساء السوريات من جهة أخرى”.
وشدد البيان: “الصحافة في سوريا اليوم تواجه تحديات وتهديدات جسيمة منها الترهيب وتصاعد خطاب الكراهية والاعتداء المباشر ضد الصحفيات والصحفيين والعاملين في مجال الإعلام. الهجمات الأخيرة في سد تشرين أكدت بجلاء أن حياتهم في خطر في الأماكن التي يؤدون فيها واجبهم، فمؤخراً استهدفت دولة الاحتلال التركي بطائرة مسيرة، زميلتنا مراسلة وكالة أنباء هاوار (ANHA) جيهان بلكين وزميلنا الصحفي ناظم داشتان في 19 كانون الأول 2024، أثناء تغطيتهما لمقاومة سد تشرين في سوريا. فوفق المواثيق والعهود الدولية، تعد هذه الجرائم والتهديدات بالقتل ضد الصحفيين والصحفيات جرماً؛ حيث تنص المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة على حماية حرية الرأي والتعبير للجميع، وتطالب بإيجاد الظروف من أجل الممارسة الفعلية لذلك، وتضع في اعتبارها أن هذا الحق هو شرط أساسيّ لتقدّم ونمو مجتمع ديمقراطي، محكوم بسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان”.
وندد اتحاد إعلام المرأة (YRJ) الجرائم والتهديدات التي تطال الصحفيات، “ندعو إلى تفعيل المادة الثالثة الخاصة بسلامة الصحفيين والصحفيات، من العهد الدولي، والتي تؤكد “تتعهد الدول الأطراف باتخاذ جميع التدابير الممكنة عملياً لمنع التهديدات، والعنف، والاعتداءات على الحياة والسلامة الجسدية للصحفيين والصحفيات وغيرهم من المهنيين العاملين في وسائط الإعلام”.